Share

الفصل327

Author: شاهيندا بدوي
اقترب سمير منها، ووقف بجانبها يستقبل نسمات الهواء مثلها، ثم قال بهدوء: "لقد اعتدت على الأمر، ولا أفكر في تغييره، فالأمور كلها سواء."

كلها سواء؟

أي شيء يقصد؟

ظنّت نور أنها تعرفه جيدًا، لكنها اكتشفت أن لديه أسرارًا أكثر مما تخيلت، نظرت إلى ملامحه الجانبية وسألت: "هل كانوا يعاملونك هكذا من قبل؟ هل كانوا يعزلونك؟"

لماذا؟

من الواضح أن هؤلاء الرجال أكبر منه سنًا.

يدللون إيمان ويغدقون عليها الود، فلماذا لا يُبدون بعض التسامح تجاهه؟

لابد أنه كان صغيرًا حين خدم في الجيش.

أجابها سمير: "لن أراهم كثيرًا بعد الآن، لا داعي لأن تقلقي."

"أنت لم تخبرني أبدًا بأنك خدمت في الجيش."

نظر إليها وقال: "لم تكن خدمة نظامية، قضيت فترة في المعسكر فحسب، لم يكن هناك من يهتم بي حينها، والعم عبَّاس هو من آواني."

اتسعت عينا نور بدهشة: "لماذا؟ ألم يهتم بك أهلك؟"

ابتسم بسخرية طفيفة وقال: "كانوا مشغولين… لم يجدوا وقتًا."

أطبقت نور شفتيها في صمت، لم تستطع أن تستوعب ذلك، فمهما انشغلوا، كان من المفترض أن يبقى في بيت عائلة القزعلي.

فلماذا كان بحاجة لأن يتكفل به العم عبَّاس؟

حتى إن أهمله أهله، ألم تكن عمته موجودة؟

قالت بفضول:
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل654

    "اخرسي!" حدجت عزَّة شهد بنظرة باردة: "حياتي أعطاها لي رجل السكين، ولن أبذلها إلا من أجله!"صاحت شهد بغضب: "أنتِ مجنونة حقًا! إنه هارب مطارد، وأنتِ مجرد كلبة وفية له!"أمرت عزة قائلة: "سدّوا فمها!"فانتزع أحد الرجال خرقة قذرة ونتنة، وحشرها في فم شهد.انبعثت منها رائحة كريهة، جعلت شهد ترغب في التقيؤ، وعجزت عن التخلص منها.وجّهت عزة نظرها إلى نور.بادلَتها نور النظرات، ومن عينيها أدركت نور شيئًا. أنها هذه المرة لن تساعد رجل السكين، بل ستساعدها هي.قطّبت نور حاجبيها، وهزّت رأسها بسرعة.لكن عزة رسمت ابتسامة خفيفة، أرادت بها طمأنتها.اضطرب قلب نور، وأيقنت أن عزة تريد الحصول على الترياق من أجلها.ستساعدها كما وعدتها في ذلك اليوم!لكن هل الترياق في يد رجل السكين؟لم ترد نور لعزَّة أن تغامر.فأمسكت بذراعها.غير أن عزة أفلتت منها.دوى إطلاق النار في الخارج، وتعالت أصوات الانفجارات، ممتزجة بصراخ موجع.ارتجف جسد نور، فلم ترَ يومًا مثل هذا المشهد، شحب وجهها، وضاق صدرها، ورأت رجل السكين ورجاله ينسحبون إلى الداخل.قالت عزة: "يا والدي بالتبنّي، أعِد ربطهنّ".فربطوا نور وشهد إلى عمودين في قاعة كبيرة.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل653

    احمرّ وجه شهد دفعةً واحدة، ودوّختها الصفعة التي تلقتها.صرخ رجل السكين بغضب: "أتستمرين بذكره لتضغطيني به؟ لقد بتُّ أرغب بقتله بنفسي! إن لم تريدي الموت، فأطبقي فمك، فربما تبقى لك فرصة نجاة!"فأذعنت شهد تمامًا هذه المرة.ارتجفت نور في داخلها، وتصبّب العرق من كفّيها.لم تكن مسؤولة عن نفسها وحدها. بل عن جنينها أيضًا، ولهذا لم تجرؤ على أي تهوّر.ابتسم رجل السكين ساخرًا وهو يحدّق بنور، وقال: "لم أتوقع أن تبقي على قيد الحياة... يبدو أن سمير بذل جهدًا كبيرًا من أجلك".فقابلته نور باستهزاء بارد: "سمير؟ أي جهد؟ ألا تعلم أنه تخلّى عني؟ لقد صار قلبي يتلظى رغبةً في قتله بنفسي!"حول الرجل نظره إلى شهد وضحك قائلًا: "يبدو أن لهذه المرأة حيلة، لا تقلُّ عن والدها!"قالت نور: "ما لا أفهمه، هو لماذا خطفتني؟ إن كان لك ثأر مع سمير، فما ذنبي أنا؟ لا عداوة بيني وبينك!"ردّ ساخرًا وهو يجول أمامهما: "أجل، لا عداوة بيننا. لكنني أعلم أن سمير بات في علاقة مع هذه المرأة، ولأضمن ألا أخطئ الهدف، لم يكن أمامي إلا أن أخطفكما معًا!"كان لزامًا على رجل السكين أن يضمن عدم ارتكابِ أي خطأ.واحدة زوجته الأصلية، والأخرى عشيق

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل652

    أغشى السائقُ شهد بضربةٍ، وحملها على كتفه، ثم ترجل من السيارة، وركب أخرى واختفى عن الأنظار....غابت نور عن وعيها، لكن شعورَها بالارتجاج جعلها تشعر بالغثيان.وحين أفاقت، وجدت يديها وقدميها موثوقتين، والهواء مشبعًا برائحة وقود قويَّة.أحاطت بها جدران خشبية، وشعرت أن العمود خلفها قد رُبط إليه شخص آخر.أدارت رأسها بصعوبة، ولمحت طرف ثوبٍ مألوف، فأيقنت من صاحبه.شهد!قطّبت نور حاجبيها، متسائلة: لِمَ تُربط هي وشهد معًا؟وأين هذا المكان؟رغم اضطرابها، حاولت أن تُرغم نفسها على الهدوء.فإن كانت شهد مربوطةً معها، فهذا يعني أن الخاطف يعاديهما معًا، ويستبعد أن تكون شهد وراء هذه المكيدة.والعداوة التي تجمعهما بالخاطفين لا بد أن تمسّ سمير، فهل يُمكن أن للأمر صلة بجريمة جثة المرأة؟"من؟ من خطفني!"أفاقت شهد في تلك اللحظة، متوجسة تحدق في كل صوب.تململت وحاولت أن تتحرر.عضّت نور على شفتيها، وبغضّ النظر عن أنها لا تريد التحدُّث معها، رأت نفسها مضطرة أن تحذرها: "لا تتحركي، خلفك شخص آخر مربوط!"لاحظت شهد وجود نور خلفها، فالتفتت تقول: "نور؟"وسرعان ما أخذت تستجوبها: "أأنتِ أيضًا هنا؟ من خطفني؟ أأنتِ من استأ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل651

    "أخت شهد!"تأخرت المساعدة في الوصول، وأمسكت بمظلة شمسية محاولةً أن تقيها من وهج الشمس.لكن فستان شهد كان قد اتّسخ بالفعل.قالت المساعدة وهي تسرع بالجلوس على ركبتيها، وأخرجت منديلًا لتمسح الفستان: "تلك المسماة نور لا تتحلى بأدنى قدر من الذوق، دعيني أمسح لكِ".ثبتت شهد بصرها في الاتجاه الذي غادرت فيه نور، واتَّسعت عينيها، وقد نفذ كرهها لنور إلى صميم العظم.كيف لواحدة مريضة إلى هذا الحد أن تجرؤ على التكبر أمامها!لتنتظر فقط حين يستفحل المرض بها، ستأتيها تتوسَّل إليها.رأت شهد أنها ما تزال في الشارع، فتماسكت، محاولةً الحفاظ على بعض رصانة السيدات، وقالت: "لنذهب إلى فيلا سمير وننتظر هناك!"رأت سيرينا من مرآة السيارة هيئة شهد وهي تكشِّر عن أنيابها بغطرسة، فارتسمت ابتسامة على شفتيها وهي تقول: "أعطيتها شبرًا فتطاولت ميلًا! مدلّلة!"أما نور فلم تشأ أن تُعير شهد بالًا، وبصراحة لم تكن تريد حتى أن تضعها في عين اعتبار.هي التي تلحّ في مطاردتها وتريد الإضرار بها.رفعت نور بصرها إلى الشمس وقالت تقترح: "الجو اليوم جميل، يمكن أن ننصب خيمة صغيرة ونخيم".تحمست سيرينا وقالت فورًا: "فكرة رائعة! فلندعُهم إلى

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل650

    لم تعد شهد تقوى على الجلوس بهدوء؛ لم يكن الأمر بسبب نور فقط، بل إن سمير جعلها قلقة أيضًا. قالت وهي تنهض: "لا، يجب أن أخرج قليلًا." سألتها مساعدتها وهي تقدّم الفطور: "أخت شهد، إلى أين ستذهبين؟" أجابت: "سمير لم يعد بعد، عليّ أن أبحث عنه." ثم بدّلت ثيابها سريعًا، حملت حقيبتها وخرجت، وطلبت من السائق أن يقلّها إلى مسكن سمير، فهي تطمئن أكثر إن انتظرته هناك، ولتكون أول من يراه إذا عاد.في الطريق لمحت سيارة جديدة مألوفة؛ كانت نور تقودها من قبل، وهي هدية من سمير لها. وبحسب ما تعرفه شهد، لم تُذكر هذه السيارة في اتفاق الطلاق؛ لم يكن فيه سوى فيلا ومبلغ قدره مليونا دولار. مقارنة بثروة سمير فهذا شيء يسير، لكنها رأت أن أخذ أشياء أخرى يستوجب كلامًا منها بوصفها حبيبته. كانت نافذة السيارة مفتوحة، فرأت نور في المقعد الأمامي، فاشتعلت رغبتها في المواجهة، خصوصًا وأن الاتجاه كان نحو فيلا سمير. قالت للسائق ببرود: "تمهّل، قف!"كانت نور تتصفح هاتفها وقد رفضت اقتراح سيرينا بالخروج؛ فهي قلقة، لكن لا تدري بأي صفة تذهب لرؤية سمير. عند الإشارة الخضراء طرق أحدهم الزجاج بقوة، رفعت رأسها فإذا بشهد بنظارتها السوداء أ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل649

    "إن كنتِ قلقة فاذهبي للقائه." قالت سيرينا وهي لا تزال تسدي لها النصح: "ليس لأجله، بل لأجلكِ أنتِ. إذا كان آمنًا اطمأننتِ." في الجهة الأخرى. لم تنم شهد طوال الليل. كانت قلقة على سلامة سمير. اتصلت بإيهاب لتستوثق، فأخبرها إنه لن يكون هناك خطر. لكن قلقها الفطري بقي.كانت مرهقة ونعسانة مع الصباح، لكنها لم تتراخَ؛ أي حركة خفيفة كانت تظنها عودة سمير. لكن لم يصل أي خبر عنه. اشتد قلق شهد فلم تعد تكترث بنِسَب مشاهدة عظم العفريت. كانت الأرقام أمس جيدة. كما أنها تعلم أن مشاهدات المجد لم تكن كما توقعت، وربما تزداد فتورًا. فأراحها ذلك. وأخيرًا ستتغلب على نور؛ ستنتزع منها المجد والحب معًا. وكان هذا موطن فخر شهد. ففي كل ما تفعل تريد أن تكون الأفضل. ولم يُقلقها إلا خطر يهدد سمير. تمدّدت على الأريكة بلا استرخاء، وفجأة سُمِعَت حركة عند الباب. ظنّت أنه سمير. هرعت مفعمة بالسرور لتفتح الباب: "سمـ..." فإذا بالمساعدة واقفة عند العتبة. أحضرت لها الإفطار وقالت: "أخت شهد، الإفطار." ففتر حماس شهد. "ضعيه هناك." جهزت المساعدة كل شيء وحدّثتها: "أخت شهد، هل رأيتِ القوائم الساخنة اليوم؟ سمعتُ أن

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status