Share

الفصل699

Author: شاهيندا بدوي
لم يكن الأمر ليؤثر مباشرةً على سمعة المكان فحسب.

بل إن منصبه كمدير للسجن سيكون مهدّدًا بالزوال.

"قائد سمير، كان هذا تقصيرًا مني..."

نظر سمير إلى ذلك الحارس بعينين متقدتين، لم يستطع كبح غضبه، فركله ركلة عنيفة طرحته أرضًا.

كانت ركلةً قويَّة.

وقع الحارس يتلوّى سعالًا، وقد انكسرت له ضلعان من شدّة الركلة.

لكن سمير لم يهدأ، بل ازداد وجهه قسوة، جذب الحارس من الأرض بقوة، وقال بصوتٍ غاضب: "هل أنت مرسَلٌ من قِبلهم؟"

"لقد أنجزت مهمتي."

ابتسم الحارس، بدا كمن غُسلت دماغه، كأن الأمر بالنسبة له رسالةٌ مقدسة.

يرى أن إتمامَه لمهمته، يعني أنه يمكن لحياته أن تنال خاتمة مثالية.

صاح سمير بحدة: "أهو إيهاب أم فرعون؟ ماذا يريدان أن يُخفيا؟"

أجاب الحارس ببرود: "لا أعلم. مهمتي الوحيدة كانت قتله".

أثار ذلك الوجه المستفزّ في عيني سمير قسوةً قاتمة، وأخذ يغلي كبركان ثائر.

"أتريد الموت!"

تشبَّع جسده برغبةٍ في قتله، فانقضّ عليه بلكمتين ثقيلتين.

فاخضرَّ أنف الحارس، وتورَّم وجهه، وسال دمه من فمه.

لكن سمير لم يكتفِ بهذا، بل إن رؤية الدم جعلت سمير أكثر شراسة، فطرح الحارس أرضًا وأخذ يركله بجنون!

كأنه يريد أن يرديه قتيلً
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل702

    نظرت إليه نور بدهشة، فلم تكن تتوقع أن يكون لديه هذا التفكير.بل إن وجهة نظره تتوافق مع وجهة نظرها تمامًا.قالت ضاحكة: "أنت قاسي جدًا مع ابنك".احتضن سمير خصرها، وقال مبتسمًا: "لابد للولد عندما يكبر أن يتزوج، وإذا كانت لديه عيوب كثيرة ولا يعرف كيف يرحم الآخرين، أي فتاة ستوافق على الزواج منه؟ حتى وإن تزوج، ألن تعاني من المشاكل معه؟"كان لدى نور ردٌ على كلامه هذا.فهم الآخرون في الغرفة الموقف، واصلوا حديثهم عن المستقبل وتركوا لهم المساحة، ثم تبادلوا النظرات وغادروا بهدوء، وأغلقوا الباب خلفهم.عادت نور لتنظر إليه، وأشارت إلى صدره، وكان صوتها يحمل بعض اللوم: "أنت الآن لديك هذه القناعات، لكن لماذا لم يكن لديك هذا التفكير عندما تزوجتني؟ لماذا كنت قاسيًا هكذا؟ لماذا أشعر أنني لا أصدق ما تقوله؟"ابتسم سمير بود وأخذ يضمها برفق، وكان رأسه يلامس خدها: "كنت مخطئًا سابقًا، ولكن بفضل تجربتي السابقة، تعلمت أنه يجب ألا نسمح لأطفالنا بأن يسيروا في نفس الطريق الذي سلكناه. يجب أن تكون علاقاتهم في الحب والزواج جيدة، حتى لا يندموا في المستقبل".تساءلت نور وهي تتكئ على كتفه: "هل ندمت إذًا؟"فكر سمير قليلًا و

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل701

    عند ذِكر ذلك، رفضت حسيبة بشدة قائلة: "دعك من ذلك، العلاقات العاطفية متعبة جدًا".لم يسبق لها أن دخلت في علاقة حب من قبل، لأنها تعتبرها متعبة للغاية.ودرست في مدرسة البنات منذ صغرها، ولم تتعامل مع الرجال كثيرًا، لذلك لم يكن لديها الكثير من الخبرة في هذا الأمر.بل وكانت تكره الرجال بعض الشيء.قالت نور وهي تمسك بالهدايا التي أهدوها لها: "هذه الرضَّاعة ظريفة للغاية، أشكركن، لقد تعبتن من أجل الطفل".أجابوا بحماس: "أي متاعب تقصدين؟ نحن سنكون والداته والداته الروحيات!"ضحكت نور وقالت: "إذًا سيكون طفلي مميزًا، لديه أمٌ نجمة مشهورة، وأخرى مخرجة وكاتبة سيناريو، وأخرى فنانة. أعتقد أنه لا يحتاج إلى الكفاح، فبوجودكن أنتن إلى جانبه يا أمهاته الروحيات، سيكون على ما يرام".قالت سالي مازحة: "وجودنا لا يكفي، أليس من الأفضل أن يكون له أب مميز أيضًا؟"توقفت نور للحظة، ثم فكرت أنها فكرة سيئة، وقالت: "يجب أن نكون حذرين، لا ينبغي علينا تدليله كثيرًا، فماذا إن اكتسب عادات سيئة؟ إذا لم يتعلم جيدًا، فلن أستريح حتى في قبري!"بعد هذه الكلمات، توجهت نظراتهم جميعًا إلى نور.كان هناك شك وعدم تصديق في عيونهم.لم يتوق

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل700

    قال سمير بصرامة: "يجب أن تخبروني بأي خيطٍ تجدوه، مهما كان صغيرًا!""علمنا، يا قائد سمير."كان سمير متوترًا، وقد انعكس ذلك على رجاله، فارتبكوا معه.ومع موت رجل السكين، لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت، كان لا بد من البحث عن طريق آخر....استفاقت نور، فوجدت نفسها في غرفة المستشفى، جسدها سليم.لكنها تذكرت كل ما حدث، ظنت للحظة أنها نالت الترياق، لكنها لم تنل شيئًا، لم يكن إلا وهمًا عابرًا.وقد توقعت هذه النتيجة. فسمّ فرعون إذا دخل الجسد، ليس من السهل أن يُبطل.شعرت بآثارٍ قليلة، صداعٌ خفيفٌ ما زال يثقل رأسها."نور." رفعت نور عينيها، فرأت أن حسيبة، وسيرينا، وسالي قد أتين جميعهن، فوجئت، ثم ابتسمت مرحِّبة: "ما الذي جاء بكن؟"قالت سالي: "اتصلنا بكِ ولم ترد، أقلقنا الأمر. في النهاية أخبرنا السيد سمير أنك في المستشفى، فجئنا نطمئن عليكِ. هل أنت بخير؟"كانت سالي أكثرهن معرفة بها، تعلم أن هاتفها حين لا يُجاب، يكفي أن تتصل بسمير.لم يعرفن ماذا ألمَّ بها.سالي فقط هي من تعرف.نزلت نور من السرير، وقالت: "لا بأس، أنا بخيرٍ الآن. هيَّا اجلسن".سألت حسيبة: "هل أرهقتِ نفسك مؤخرًا؟ كيف انتهى بك الحال في الم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل699

    لم يكن الأمر ليؤثر مباشرةً على سمعة المكان فحسب. بل إن منصبه كمدير للسجن سيكون مهدّدًا بالزوال."قائد سمير، كان هذا تقصيرًا مني..."نظر سمير إلى ذلك الحارس بعينين متقدتين، لم يستطع كبح غضبه، فركله ركلة عنيفة طرحته أرضًا.كانت ركلةً قويَّة.وقع الحارس يتلوّى سعالًا، وقد انكسرت له ضلعان من شدّة الركلة.لكن سمير لم يهدأ، بل ازداد وجهه قسوة، جذب الحارس من الأرض بقوة، وقال بصوتٍ غاضب: "هل أنت مرسَلٌ من قِبلهم؟""لقد أنجزت مهمتي."ابتسم الحارس، بدا كمن غُسلت دماغه، كأن الأمر بالنسبة له رسالةٌ مقدسة.يرى أن إتمامَه لمهمته، يعني أنه يمكن لحياته أن تنال خاتمة مثالية.صاح سمير بحدة: "أهو إيهاب أم فرعون؟ ماذا يريدان أن يُخفيا؟"أجاب الحارس ببرود: "لا أعلم. مهمتي الوحيدة كانت قتله".أثار ذلك الوجه المستفزّ في عيني سمير قسوةً قاتمة، وأخذ يغلي كبركان ثائر."أتريد الموت!"تشبَّع جسده برغبةٍ في قتله، فانقضّ عليه بلكمتين ثقيلتين. فاخضرَّ أنف الحارس، وتورَّم وجهه، وسال دمه من فمه.لكن سمير لم يكتفِ بهذا، بل إن رؤية الدم جعلت سمير أكثر شراسة، فطرح الحارس أرضًا وأخذ يركله بجنون!كأنه يريد أن يرديه قتيلً

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل698

    عندما سمع رجل السكين ذلك، ابتسم قليلًا، ثم قال: "لم أتوقع منك أن تكون طبيعيًا هكذا، لقد فوجئت. هل حصلتَ إذًا على الترياق من عند إيهاب؟ لا، هذا مستحيل، كيف لإيهاب أن يبتكر علاجًا حقيقيًا؟ غير ممكن".نَظَرَ بعد ذلك إلى سمير بعينين حائرَتين، وقال مستغرِبًا: "ألم تشعر أن هناك شيئًا غريبًا في جسدك؟"وفجأة، دفع سمير الطاولة بيديه بِقوة، فصدر صوتٌ عاليّ، وحدّق في رجل السكين بعينين جليدتين، وقال: "قل شيئًا مفيدًا!"نظر رجل السكين إلى عيني سمير الحمراوين، وابتسم ابتسامةً خفيفة، وقال: "أنت لم تحصل على العلاج!"انتفخت عروق ذراعَي سمير؛ نفد صبره حتى أصدرت مفاصله صوتًا.وكان رجل السكين فطنًا، وأحس أنه لا فائدة من إخفاء الأمر، فقال بهدوء: "فرعون لا يَرى الناس بوجهه الحقيقي. أنا وإيهاب لم نَرَ وجهَه، ومن رآه ربما لم يعد في هذا العالم. أمّا عدائي مع إيهاب.... فليست خصومةً شخصية بالمعنى المتعارف، إنما كلٌ منا دافع عن مصلحته. هو تجرّأ على كعكتي فهددته، ولم تنجح خطتي، فصار مصيري أن أكون أسيرًا الآن!"قالها بكل هدوءٍ واسترخاء.قال سمير ببرود، وهو يقف: "تهديد؟ ما الذي تعرفه بالضبط؟"تأنّى رجل السكين كمَن ي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل697

    نظر سمير إلى عزة، وقال بهدوء: "ما مصيركِ الذي تظنينه لنفسكِ؟"ابتسمت عزة ابتسامة مُرّة، وقالت: "لا أعلم إن كنت سأموت، لكن من المحتمل أني سأدخل السجن، لقد قبلت مصيري بالفعل، فأنا لست شخصًا صالحًا على أي حال".سألها سمير: "ماذا لو أتيحت لك فرصة لتصحيح أخطائك؟"رفعت عزة رأسها وقالت: "هل هذا ممكن حقًا؟"قال لها سمير: "كل ما يعود بالنفع على الدولة، يمكن من خلاله تصحيح الأخطاء".حملقَت عزة بعينين ضائعتين قليلًا وقالت: "إذن لا فرصة لي، ماذا لي من فائدة؟ لا أعرف إلا القتال وإيذاء الآخرين، لا فائدة لي على الإطلاق!"قال لها سمير: "بل لديك فائدة، هناك الكثير من الناس الذين ينتظرونك لتنقذيهم، بعد أن تتعافي من جروحك".نظرت عزة إلى سمير.لديها فائدة... كان كلامه كالشعاع الذي يضيء حياتها.حياتها لها قيمة.وما زال بإمكانها إنقاذ الآخرين.العالم ليس مظلمًا كما تخيلت.استعادت عزَّة ثقتها وحماسها، كم كانت تتمنى أن يُعترف بها!خرج سمير من غرفة المستشفى، وكان طارق وحازم ينتظران عند الباب، فأخبرهما مباشرة: "ساعد عزة على العودة إلى الغرفة".أشار طارق إلى نفسه قائلًا: "أنا؟"ثم قال سمير لحسين: "وأنت اذهب معي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status