عضّت نور على شفتها قليلًا، ثم خطت نحوه قائلة: "سم سمير... أنت ابن فرعون، ولك كلمة مسموعة، ألا تستطيع أن..."فقاطعها همام ببرود قبل أن تُكمل: "ليست لي كلمة مسموعة، ولا أستطيع أن أحصل على الترياق".ارتسم على ملامحه جمودٌ قاسٍ، فأدركت نور أنّه إنما يريدها أن تواجه فرعون بنفسها.لكن فرعون مجرم لا يُغتفر، وإن علم سمير بتورطها معه، ألن تتحول هويتهما إلى تضادٍ وعداء؟تنفست نور بعمق وقالت: "أنا وسمير لم نخطئ يومًا، فلماذا لا بد أن يُدفع بنا إلى هذه الزاوية الضيقة؟"الماضي قد مضى، والجميع ينبغي أن يتطلع إلى الأمام.أمعن همام النظر فيها، فلم يبدُ عليها الكذب، بل كان في ملامحها شيء من العجلة والصدق.أما من قبل، حين لم يُجرَ الفحص، فقد كانت متمردة حدّ المقاومة، والآن؟!لا يُنكَر أن المرء حقًا غريب الأطوار.ابتسم همام وقال: "أنا لم أسمّمه، والكلام معي لا طائل منه".وحينما كانت نور تنوي الحديث، دوّى صوت الحارس من وراء الباب: "آنسة آيلين وصلت".سمعت نور هذا الاسم، والتفتت إلى همام تلقائيًا، لكن لم يتغير في ملامحه أي شيء.فأعرضت عن الكلام واتجهت نحو سمير.غير أن همام قبض على معصمها وهمس: "ستذهبين معي
Read more