Share

الفصل 5

Author: تشيان دوه أر شياو تاي يانغ
تجمدت ضحكة مالك الساخرة على وجهه، غير مصدق ما سمعته أذناه.

وكأن قرنا كاملا قد مر، أخيرا استطاع مالك أن يسأل ببطء: "ماذا... قلت؟ أعيدي ما قلت!"

رمشت فادية بعينيها، ووجهها يعكس صدقا تاما: "لنتزوج!"

يمكنها أن تدفع له!

لقد فكرت في الأمر، ولتجنب المتاعب غير الضرورية، أفضل طريقة هي إبرام صفقة. بدون عواطف، بدون علاقة حميمة. هي تدفع، وهو يقبض، والرجل الذي أمامها، بحكم وظيفته الخاصة، هو أفضل مرشح!

بعد لحظات قصيرة من الاستيعاب، ظهرت نظرة احتقار وازدراء في عينيه الحادتين.

لقد فهم مقصدها الآن!

هه...

هذه المرأة وإن كانت لا تعرف هويته، إلا أنها أدركت قيمته المادية الكبيرة.

لذلك عادت إليه بعد تفكير طويل، لتستغله وتجد زوجا ثريا؟ أو لتبتز منه مبلغا من المال؟

عندما تذكر البقعة الحمراء على الملاءة هذا الصباح، تبخر ذلك الشعور الخفي بالذنب الذي كان يختبئ في قلبه.

بعد كل شيء، لقد أخذ جسدها الليلة الماضية، وسيعطيها مبلغا كبيرا من المال ليتخلص منها!

قال مالك بلهجة باردة مع نبرة استخفاف: "لقد رأيت الكثير من النساء مثلك، قولي كم تريدين؟"

"..." تفاجأت فادية للحظة.

كم؟

هل يتفاوض على السعر؟

لم تتوقع فادية أنه سيكون مباشرا لهذه الدرجة، من الواضح أنه اعتاد على مثل هذه المواقف!

تراجعت فادية خطوة، وتفحصته من رأسه إلى أخمص قدميه، وفكرت بجدية: كم.

شعر مالك فجأة بانزعاج غريب في قلبه، فنظرتها إليه جعلته يشعر وكأنها تنظر إلى سلعة.

وهو... كأنه تلك السلعة!

حثها مالك بنفاد صبر، "كم؟"

"ثلاثمائة... ألف؟"

حدقت فادية به، بشيء من التردد، فمع وسامته وجاذبيته، هل ثلاثمائة ألف مبلغ قليل جدا؟

وبالفعل، تقطبت حواجب مالك الجميلة.

ثلاثمائة ألف؟

كان يظن أنها ستستغل الفرصة وتطلب مبلغا خياليا، لكنه لم يتوقع أنها ستطلب ثلاثمائة ألف فقط!

"هه..." ضحك مالك بازدراء.

خفق قلب فادية، وزادت العرض فورا: "خمسمائة... خمسمائة ألف، أقصى شيء خمسمائة ألف!"

بعد تخرجها لم يسمح لها والدها بالانضمام إلى مجوهرات نادية جبران، ولم تعد تستخدم أموال العائلة، فخمسمائة ألف هي كل ما جمعته ببطء من تصميم المجوهرات لزميلها.

إنها كل ما تملك!

ازدادت ابتسامة الازدراء على شفتي مالك.

لقد اعتبر فادية امرأة قليلة الخبرة بالحياة.

لكن بما أنها المرة الأولى لها، فلن يبخل عليها.

متذكرا إهانة العملة المعدنية، قرر مالك أن يعطيها مليونا، ليرد لها الإهانة بهذا المبلغ.

ارتسمت ابتسامة باردة على شفتيه، وقبل أن يتكلم، سبقه صوت المرأة:

"حسنا حسنا، سعر نهائي، مليون!"

غامرت فادية، ونظرت إلى مالك برجاء، "هل يمكنني إعطاؤك خمسمائة ألف الآن، والخمسمائة ألف المتبقية بعد شهر... أو، على أقساط؟"

كانت نبرة فادية استكشافية، خائفة من رفضه، فأضافت، "اطمئن، لدي المال، أعطني رقم حسابك المصرفي، وسأحول لك خمسمائة ألف فورا، لإثبات حسن نيتي."

أخرجت فادية هاتفها.

تجمدت ضحكة مالك الساخرة على وجهه: "!!!"

هل أخطأ في فهم ما قالته؟

هل قالت إنها ستعطيه مليون؟

"هيا، الحساب!" حثته فادية، وهي تنظر إليه بعينين مليئتين بالتوقع، كذئب رمادي كبير يحاول إغراء أرنب أبيض صغير ليقع في فخه.

حدق مالك بها متفحصا، ونظراته غامضة.

بعد لحظات، أعطاها رقم حساب.

في أقل من دقيقة، ظهر إشعار على هاتفه بإيداع خمسمائة ألف.

أطلقت فادية تنهيدة طويلة، وعلى الرغم من أن هذا المبلغ الكبير أوجع قلبها، إلا أنها أخيرا وجدت "العريس".

الخطوة التالية، هي الذهاب لتسجيل الزواج.

لم ترد فادية إضاعة أي وقت، "الآن سنعود كل منا إلى منزله لإحضار البطاقة الشخصية وفحص طبي قبل الزواج، وبعد ساعة، نلتقي في دائرة الأحوال الشخصية."

غادرت فادية بعد أن قالت هذه الكلمات.

ظل مالك يحدق في إشعار إيداع الخمسمائة ألف على هاتفه.

لقد أعطته حقا خمسمائة ألف!

تعطيه المال، وتتزوجه؟

"هه..." إنها المرة الأولى التي يواجه فيها مثل هذا الموقف!

فجأة شعر مالك بالفضول.

وكأنه أراد أن يرى ما هي خطتها بالضبط، اتصل مالك برقم هاتف، "العم قاسم، هل بطاقتي الشخصية... معك؟ نعم، أحتاج إلي استخدامها..."

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 30

    شعر مالك فجأة بانقباض في قلبه.بينما كان يخشى أن يكون قد كشف أمره، ظنت فادية أن الراسني الثالث يقف خلفها مباشرة، فتمتمت بشتيمة خافتة، وأمسكت بمالك بشدة، وأسرعت في خطواتها، وهي تدعو: "لا يراني، لا يراني..."أما مدير الفندق، الذي كان قد أنهى لتوه سلسلة من الاعتذارات، فرفع رأسه ليجد المكان خاليا تماما، فتجمد في مكانه مذهولا.سحبت فادية مالك بعيدا حتى شعرت أخيرا بالأمان، وتوقفت عن المشي.ألقت نظرة نحو صف السيارات الفاخرة، وعندما لم تر أحدا، تنفست الصعداء: "كان الأمر خطيرا! لحسن الحظ لم يرنا أحد. اسمع، في المستقبل عندما تسمع كلمة الراسني الثالث، من الأفضل أن تبتعد بأسرع ما يمكن، هل فهمت؟""هاه؟ آه..." مالك عقد حاجبيه وحدق في فادية بتفكير عميق.في تلك اللحظة، اقترب رائد ليطلب تعليمات من مالك عما إذا كان يحضر السيارة.لكن مالك سبقه بالكلام: "رائد، اطلب سيارة أجرة.""..." ظن رائد أنه أساء السمع.سيارة السيد تقف على بعد أقل من خمسين مترا، فلماذا يطلب سيارة أجرة؟رمقه مالك بنظرة حادة، وقال: "سيارة أجرة، بسرعة.""آه، حاضر."لما لم يفهم رائد تماما ما يحدث، أوقف سيارة أجرة فورا.في السيارة، تلقت فا

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 29

    "ماذا؟ هل تعرفين أشخاصا آخرين من عائلة الراسني؟" لمعت نظرة غير طبيعية في عيني مالك.خطرت في ذهن فادية صورة ذلك القناع الأسود.وعندما تذكرت كيف كادت أن تفقد حياتها بسببه في تلك الليلة، شعرت فادية أنه ما هو إلا نجم نحس في حياتها!"ذلك الذي يدعى الراسني الثالث، أظنه... ليس شخصا صالحا!"عقد مالك حاجبيه: "..."كيف يمكن ألا يكون شخصا صالحا؟وقبل أن يستفسر أكثر، ربتت فادية على كتفه بسخاء قائلة: "لكنك أنت شخص طيب، فقط لأنك أنقذت حياتي ثلاث مرات، لن أبخل عليك بشيء!"رفع مالك حاجبه متسائلا: "أوه؟"كيف لن تبخل عليه؟أثار فضول مالك، وكان على وشك أن يسأل، عندما سمعها تضحك ضحكة خفيفة مصطنعة، وظهرت على وجهها الجميل علامات الارتباك، ثم بدت وكأنها استجمعت شجاعتها: "حسنا... بخصوص ما حدث صباحا، لا يمكنك احتساب ذلك المال، فأنا لم أبادر... أنت من بادر، ولكل أمر حسابه..."رفعت صدرها بفخر، وبدت كلماتها منطقية أكثر فأكثر.مالك: "..."أهذا كل شيء؟ وتقول أنها لن تبخل عليه!هه! النساء!قلب عينيه وأطلق كلمتين باردتين: "مستحيل!"…في مكان آخر بالفندق.تلقت ليان بعض الصور من مصور المشاهير.التقطت الصور فادية وهي عل

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 28

    في الغرفة، بعد ما حدث للتو، كان مالك قد ارتدى ملابسه ووقف أمام النافذة، ويبدو أنه كان في مزاج ممتاز.أخرج هاتفه وأرسل رسالة إلى رائد ليحضر طقم ملابس نسائي إلى الفندق، ثم استدار واتكأ على النافذة، ينظر بهدوء إلى فادية المستلقية على السرير، وابتسامة ترتسم على شفتيه.تلك النظرة المتوهجة جعلت وجه فادية يحمر في لحظة.حدقت فادية به بغضب، ثم فجأة أدركت أمرا: في الليلة الماضية كانت هي المبادرة، نعم، عليها أن تدفع!لكن قبل قليل، كان هو البادئ، وهي كانت مضطرة!لذلك فيما يخص الحساب الأخير، لا يمكنه أن يحسبه عليها!المال الذي لا يجب دفعه، لن تدفع منه فلسا واحدا زائدا!"هم هم..." تنحنحت فادية، مستعدة للمساومة.لكن قبل أن تتمكن من فتح فمها، فتح الباب فجأة."فادية؟!"اندفع سيف إلى الداخل، ورأى فادية على السرير، لم يظهر منها سوى ذراعيها ورأسها خارج الغطاء، لكن كان واضحا مما حدث الليلة الماضية.امتلأ قلب سيف بالغضب، ووجه لكمة قوية إلى الرجل بجانب النافذة الذي آذى فادية.فوجئ مالك باللكمة التي أصابت وجهه بقوة، وتسربت قطرة دم من زاوية فمه.صعقت فادية ومدير الفندق.كانت عينا سيف حمراوين من الغضب، ورفع قبض

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 27

    بعد أن قالت فادية ذلك، قبلته بشفتيها الحارتين.تجمد مالك للحظة، كانت مثل جنية من نار، رغم أن تقنية تقبيلها كانت غير متمرسة، لكنها استطاعت أن تشعل النار بداخله في لحظات."لعنة، لقد سعيت لهذا بنفسك." لعن مالك بصوت منخفض.أي مستشفى؟!لقد أشعلت النار، وعليها الآن أن تطفئها!في الحمام، كان كل شيء يشتعل حرارة.خارج الباب، كان المدير ضياء قد تم إخراجه بالفعل بواسطة الحراس.في اليوم التالي، مع بزوغ الفجر.كانت فادية تشعر بالدوار، وألم شديد في رأسها. وبالإضافة إلى صداعها، كان جسدها يشعر كما لو تم سحقه، وكان يؤلمها بشدة.اندفعت شظية من ذاكرتها في الحمام إلى ذهنها، تبعتها مجموعة من الذكريات، في الحمام، في الغرفة، مشهد تلو الآخر...جلست فادية مذعورة، والتفتت لترى الرجل المستلقي بجانبها، وظلت مصدومة لثلاث ثوان كاملة.يا إلهي!ماذا فعلت هذه المرة!يبدو أنها مرة أخرى قد...شعرت فادية بالخجل الشديد لدرجة أنها تمنت لو كان بإمكانها أن تختبئ في حفرة.فجأة رأت قميص الرجل على الأرض، عضت على شفتيها، ونزلت من السرير بحذر، مستعدة للهرب كأفضل خطة.لكن ما إن التقطت القميص، حتى جاءها صوت الرجل العميق الساحر من خ

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 26

    كان جسد فادية منهكا ويشعر بحرارة لا تطاق، هذا الشعور كان مألوفا جدا بالنسبة لها.لكن هذه المرة كانت مختلفة عن المرة السابقة، ففي المرة السابقة كان بإمكانها الاختيار بنفسها، أما هذه المرة فربما لن تتاح لها فرصة الاختيار على الإطلاق."هههه، يا حلوتي الصغيرة، لقد أتيت..."فجأة ارتفع صوت متصنع مقزز.رفعت فادية عينيها لترى رجلا عجوزا أصلع ممتلئ الجسم، لا يغطي سوى الجزء السفلي من جسده بمنشفة حمام."اللعنة على كريم الحقير!" لم تستطع فادية منع نفسها من السباب بصوت منخفض.أهذا هو الرجل الذي اختاره ليجعلها تشعر بالاشمئزاز؟لكن المدير ضياء لم يكن يهتم لماذا لم تأت ليان، فعندما رأى امرأة تفوق ليان جمالا بأضعاف، اتسعت عيناه، وشعر بشهوة طاغية فاندفع نحوها.عضت فادية على أسنانها بقوة، وفي اللحظة التي كاد أن ينقض عليها، استجمعت كل قوتها وانزلقت من تحت ذراعه، وركضت نحو الحمام، وأغلقت الباب بسرعة وأحكمت إغلاقه!تغير وجه المدير ضياء في لحظة، وبدأ يتحدث بصوت مخنث محاولا إغراءها: "يا جميلتي، لماذا تغلقين الباب؟ افتحي بسرعة، دعيني ألعب معك لعبة مثيرة..."في الحمام، كانت فادية تكاد تنهار. فتحت صنبور المياه و

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 25

    فندق القصر الكهرماني، الجناح الرئاسي.وقف مالك أمام النافذة الزجاجية الضخمة، ينظر إلى الأسفل عن قصد أو من غير قصد.قبل قليل، رأى تلك السيارة عند مدخل الفندق. فادية وذلك الرجل كانا أيضا في فندق القصر الكهرماني!وعندما فكر في أن قطته الصغيرة المتوحشة وذلك الرجل قد يكونان في إحدى الغرف، يفعلان أشياء لا يمكن وصفها، شعر مالك بالاضطراب الشديد.فجأة، دق الباب، وتبعه صوت الحارس الشخصي بنبرة غريبة: "الراسني الثالث، وصلت... الهدية التي أرسلها السيد كريم."عقد مالك حاجبيه.كريم؟ازداد اضطراب مالك، وكادت كلمة "اخرج" تخرج من فمه، لكنه غير رأيه فجأة."حسنا." أجاب مالك بهدوء.حسنا؟الحارس خارج الباب كان يتصبب عرقا وقد ارتبك تماما. فرئيس الحرس رائد أرسله الراسني الثالث للتعامل مع قضية عائلة القيسي، واضطر هو للحلول محله، لكن أفكار الراسني الثالث لا يمكن تخمينها، فماذا تعني هذه الـ "حسنا"؟في حالة من التوتر، فتح الحارس الباب بتردد.بمجرد دخولها الغرفة، شعرت ليان بموجة من البرودة تسري في جسدها، لكن عندما رأت الظل الواقف أمام النافذة، شعرت بالدفء يملأ قلبها.عدلت فستانها. قال لها كريم إن الراسني الثالث قد

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status