Share

الفصل 2

Author: فطيرة الشتاء التاسع
في تلك الليلة، عاد شادي أخيرًا للمنزل.

ذهب كعادته للمكتب ليراجع بعض أوراق الشركة، لكنه عمل لوقت متأخر، ولم تدخل عليه لبنى.

كانت عادةً تستخدم كل الطرق الممكنة لإغوائه، حتى يذهب معها إلى السرير، لكنها وعلى غير العادة، كانت هادئة جدًا.

عبس شادي، ثم نهض ودخل إلى غرفة نومها، فتح الباب، لكنه لم يجد لبنى.

شعر بشيء غير طبيعي، بعد أن خرج من الغرفة، سمع صوت الخادمة من الأسفل: "سيدتي، لقد عدتِ."

أومأت لبنى برأسها، وصعدت للأعلى، والتقت أعينهما ببعض.

كان صوته باردًا: "إلى أين ذهبتِ؟"

ابتسمت لبنى وهي تشعر بسخافة الأمر، هل يهتم حقًا إلى أين ذهبت؟

"ذهبت لأرسل شيئًا." لقد جهزت طريقة إرسال أوراق الطلاق، ستصل الأوراق ليد شادي في يوم رحيلها، لذلك قالت: "هدية أرسلها لك، ستعرف بعد عشرة أيام."

قال شادي بازدراء: "أنتِ دائمًا ما تفعلين هذه الأمور الغير مفهومة، نرى بعضنا كل يوم، هل من الضروري حقًا أن ترسلي لي شيئًا عبر البريد؟" في النهاية، قال ببرود "هذا شيء ممل"، ثم عاد للمكتب.

فكرت لبني، أنه قريبًا لن يراها، هذه الشخصية المملة.

لا داعي أن يراها كل يوم بعد الآن.

بعد عشرة أيام، سترحل، وسيتمكن أخيرًا بالاجتماع مع منى.

بتفكيرها في هذا، عادت لبنى لغرفتها لتحزم أمتعتها.

الملابس، الأحذية، لكن كل شيء اشتراه لها، لبنى لا تريد أي منهم.

حتى صورة زفافهما الوحيدة، ألقتها في صندوق من الكرتون.

بعد أن دخل شادي للغرفة، ورأى الغرفة الفارغة، عبس وقال: "ماذا تفعلين؟"

"أتخلى عن اقتناء أشياء غير مهمة." قالت لبنى: "أرمي القديم واشتري جديد."

أخذ شادي إطار صورة الزفاف من الصندوق الكرتوني، "وهذا كيف ستشتري الجديد منه؟"

نظرت إليه لبنى: "إن قلت لك أنني أريد التقاط صورة زفاف رسمية مرة أخرى، هل ستوافق؟"

لأن زواجهما كان سرًا، فلم يعلنا عنه قط، حتى صورة الزفاف البسيطة هذه، تم التقاطها سرًا، وكانت بناءً على طلب منى، كانت تتدخل في كل شيء، كونها زوجة أب شادي.

"أنتِ على دراية بالعلاقات بين عائلتينا، لا يمكننا التقاط الصور علنًا." رمى شادي إطار الصورة في الصندوق مرة أخرى.

انطفأ بريق عيني لبنى.

نظر إليها شادي وقال فجأة: "إن كنتِ تريدين قضاء شهر عسل من جديد، يمكنني إيجاد الوقت لمرافقتكِ."

هذا الكلام جعل لبنى تنظر إليه في دهشة، "حقًا؟"

أومأ شادي، "خلال شهر عسلنا، كنت مشغولًا طوال الوقت، هذه المرة لتكن تعويضًا لكِ."

لكن قبل أن ترد لبنى، رن هاتفه، كان صوت منى، بعد أن رد، جاء صوت منى يقول: "شادي، تم تقديم موعد المزاد، تعالى الآن فورًا، أنتظرك."

"حسنًا، أنا قادم." أغلق شادي الهاتف وقال للبنى: "تناولي العشاء بمفردكِ الليلة، سأذهب للمزاد."

هذه المرة، لم توافقه لبنى كعادتها، قالت: "أنا أيضًا أريد الذهاب للمزاد، لنذهب معًا."

"إنه عمل تجاري، لماذا ستأتين؟"

ردت لبني: "يمكنني مرافقة زوجة أبيك، لطالما كانت بمفردها، هي تحتاج لرفيق، أليس كذلك؟"

عبس شادي، "تعالي إن شئتِ."

داخل السيارة، لاحظت لبنى أن كل زينة السيارة تم استبدالها باللون البنفسجي، والذي تكرهه بشدة، إنه لون منى المفضل.

لاحظ شادي تعبير وجهها، فقال: "التي كانت هنا أصبحت قديمة، بدلتها بزينة جديدة."

ابتسمت لبنى، ولم تقل شيئًا آخر.

عندما وصلا الاثنان إلى المزاد، كانت منى وأفراد من الشركة قد جلسوا بالفعل.

جلس شادي بجانبها، وتبادلا أطراف الحديث بحميمية تحت ستار العمل، وتجاهلا وجود لبنى تمامًا.

في وقت الاستراحة، تمت دعوة منى لغرفة خاصة من قِبل شخصيات هامة.

وفي منتصف الوقت، تلقت لبنى مكالمة هاتفية، كانت تُجهز استقالتها مؤخرًا.

بينما كانت تمر أمام الغرفة الخاصة، سمعت الرجال بالداخل يسخرون من منى ويقولون:

"لابد وأنكِ تشعرين بالوحدة بعد وفاة زوجكِ، أليس كذلك؟ أنتِ ما زلتِ شابة جدًا، أيمكنكِ تحمل وحدة كل ليلة؟ ما رأيكِ... كل من بالغرفة يقم بإسعادكِ، على كلِ، فأنتِ تحبين كبار السن."

في اللحظة التي صرخت فيها منى، رأت لبنى شادي يمر من أمامها بسرعة.

دخل للغرفة الخاصة، وأمسك بذلك العجوز الذي كان يضايق منى.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 23

    تلك الليلة، انتشر خبر حريق مبنى مجموعة شركات سرور كالنار في الهشيم، وصدم كل الناس في البلاد.لكن عائلة سمير خارج البلاد، عندما علموا بالأمر، كان قد مر خمسة أيام بالفعل.شعر والدا لبنى بالأسف على الحادثة، لكن سندس وزاهر شعرا أن عائلة سرور هي من تسببت في هذا."كل أجيال عائلة سرور باستهداف عائلتنا، واليوم تدمرت بأيديهم، لقد تلقوا عقاب ما فعلوه." قالت سندس بازدراء.وافق زاهر، لكن والدتهم حذرتهم: "لا تخبروا لبنى بهذا، زفافها الشهر المقبل، لن نسمح لهذه الفوضى أن تؤثر على مزاجها."أومأ الجميع برأسهم موافقون، ووضع السيد شوكت الصحيفة التي تتضمن الأخبار المحلية تحت طاولة القهوة، ليظهر عنوان النص المرفق "صراع داخلي في عائلة سرور، تسبب في حريقًا هائلًا، مات جميع المساهمون القدامى"...الناجي الوحيد من الحريق كان شادي.رغم أنه لم يمت، لكن جسده أُصيب بحروق في كل مكان، حتى صعب التعرف عليه، وتشوه وجهه الوسيم، وأصبح لا يمكن لأحد التعرف عليه بعد الآن.لأن كل كاميرات المراقبة تم حرقها، كان هو الوحيد الذي يعلم حقيقة الحادثة.علاوة على ذلك، احترقت أحباله الصوتية، كان عاجزًا بالأساس عن إبداء أي رد.لم يكن أم

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 22

    عاد شادي فورًا للبلاد ليلًا، علم من سكرتيره، أنه قبل ذهابه لدولة النرجس، قال في أحد التجمعات أن لبنى زوجته، وأحد الحضور سجل هذا ويبتز مجلس إدارة شركة سرور ليدفعوا مبلغ كبير من المال.مما أثار استياء مجلس الإدارة، معتقدين أن عائلة سمير هم من وراء هذا، ولعدة أيام، استعانوا بالعديد من المخترقين، ليخترقوا نظام شركة سمير وسرقة أسرارهم التجارية التي لا تُحصى.بمجرد كشف هذه الأسرار، سينهار سعر أسهم شركة سمير، وسيفلسون بالتأكيد، وستتراكم عليهم الديون.عندما عاد شادي مسرعًا لاجتماع مجلس الإدارة، وسمع المساهمون الكبار في السن يسخرون منه:"سيتم القضاء على عائلة سمير هذه المرة، هذه الأسرار لا تتضمن فقط جد وتعب العجوز شوكت سمير، بل أيضًا أسرار رشاوى ابنه زاهر، بمجرد كشفها، لن تتم إدانة عائلة سمير من الجميع فحسب، بل قد يتم الحكم على العائلة بأكملها بالسجن لعدة سنوات.""وابنتاه لن تهربا من العواقب أيضًا، أليس كذلك؟ بالرغم أن ابنته الصغرى، لبنى، تزوجت من رئيسنا سرًا، لكن من قال لها أن تنتمي لتلك العائلة، كلتا العائلتان لا يتفقان، والسيد شادي لن يتمكن من حمايتها هذه المرة.""كل هذا بفضل الزواج السري ل

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 21

    بقي شادي في دولة النرجس لبعض الوقت، آملًا أن يحصل على عفو لبنى.لكن زاهر بدأ بالفعل وأرسل أشخاص ليجبر شادي على توقيع اتفاقية الطلاق، لكن شادي كان يماطل ويرفض، مما جعل زاهر يلجأ لأساليب ملتوية.تهديد وترهيب وعنف... فعل كل شيء، الحراس الشخصيون الذين أحضرهم شادي كان يمكنهم الصمود أمام عائلة سمير، فحراس عائلة سمير لم يتمكنوا من الاقتراب من شادي على الإطلاق، ناهيك عن الحصول على توقيعه.لم يتراجع أي الطرفين، وبلغ الصراع ذروته بينهما.وأخيرًا، في إحدى الليالي، تدخل كمال جعل شادي يذوق ألمًا لا يطاق.ذلك اليوم، اتصل كمال بشادي، ودعاه لمنزل عائلة الشهبندر لمناقشة أمر لبنى.وعندما دخل شادي فيلا عائلة الشهبندر، سمع صوت حفيف في الحديقة.كانت الأصوات حميمية للغاية، وبدا صوت الرجل كصوت كمال.تتبع شادي الصوت، مارًا بالورود التي في الفناء، لقد رأى لبنى وكامل يتبادلان القبلات!انقبضت حدقتا عيني شادي، وشعر بخدر في رأسه، وارتجف جسده بالكامل دون سيطرة!رُفع فستان لبنى الأحمر حتى خصرها، والتفت ساقاها حول خصر كمال، كانت تتنفس بصعوبة، وقالت بصوتٍ خافتٍ: "كمال، أبطئ قليلًا..."أمسكت راحة يد كمال ببشرة لبنى الب

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 20

    ضحك شادي ساخرًا من نفسه، لم يصدق كلام لبنى، وسار تجاهها ببطء، وقطرات الماء تتساقط من جسده على السجادة، تاركة خلفها بقعة رطبة داكنة.تمامًا كحالة مشاعره الآن."من المستحيل ألا تحبيني." دقق في تعبير وجه لبنى، محاولًا إيجاد ثغرة تكشف كذبتها، "لقد ضحيتِ بالكثير من أجلي، لقد لاحقتِني لست سنوات كاملة، كيف يمكنكِ التوقف عن حبي بهذه السهولة؟"ابتسمت لبنى بمرارة، ورفعت رأسها، وقالت كلمة بكلمة: "شادي، اتضح أنك تعلم أنني ضحيت من أجلك كثيرًا؟"كانت نبرة صوتها مليئة بالسخرية، مما جعل قلبه ينقبض بشدة، كما لو كان يعتصر."لأنني علمت كم ضحيتِ من أجلي، أتيت هذه المرة لأستعيدكِ." نظر إليها شادي متوسلًا وقال: "لبنى، لقد أخطأت، أسأت في حقكِ كثيرًا من قبل، لكنني الآن أعترف بخطأي، أعطيني فرصة واحدة، اسمحي لي أن أعوضكِ، لبنى، امنحيني فرصة لأحبكِ..."كانت لبنى هادئة، وكأنها تنظر إلى شخص غريب غير مهم، كانت ترتب بهدوء أدلة الأخطاء التي فعلها بحقها على مدار سنوات."شادي، بماذا ستحبني؟ وهل تستحق أن تقول هذه الكلمة؟"كانت أسئلة لبنى كالسكين الحاد الذي يخترق قلب شادي.اقتربت منه في البداية، ومع كل خطوة، كان يتراجع م

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 19

    وفي تلك الليلة، بعد انتهاء حفل الخطبة، انهمر مطرًا غزيرًا.في مكتب عائلة سمير، حكت لبنى أمر زواجها السري من شادي بالكامل.علاقة حبها السرية به، وتوثيق زواجهما في السر من خلف عائلتيهما، وأمر خسارة الرهان مع منى، بل وكل الظلم الذي عانت منه... أخبرت عائلتها بكل شيء.بعد سماع القصة كاملةً، كانت تعبير وجوه عائلة سمير عابسة للغاية.ظنت لبنى أن أفراد عائلتها سيلومونها على ماضيها مع ابن عائلة سرور، لكن لدهشتها، ما أحزن والداها فقط هو: "ابنتنا الطيبة، جميلة وقوية، وأجبرها شادي سرور حتى أوصلها لهذه المرحلة."نظرت سندس بحزن إلى الندبة الموجودة على يد لبنى اليسرى، وامتلأت عيناها بالدموع، "اتضح أنكِ خدعتِني بقولكِ أنكِ تعرضتِ للحرق بالحساء دون قصد، لكن الحقيقة هي أنكِ تعرضتِ لرش حمض الكبريتيك، لابد وأنه كان مؤلمًا للغاية..."شد زاهر قبضته بحنق، وصر على أسنانه وقال: "تجرأ شادي على معاملة أختي هكذا، لن أرحمه!"قالت لبنى: "أخي، لم أعد أهتم بالفعل، لا يهمني ما يفعله بعد الآن، لم أعد أحبه، ولا أريد الاستمرار في زواجي منه."قالت والدة لبنى أيضًا: "لابد أن نجعله يوقع على أوراق الطلاق، لقد تم تحديد موعد ال

  • تزوجت من عدوي اللدود   الفصل 18

    بدأ كل من بالحفل بالهمس في دهشة."هل هذا السيد شادي من عائلة سرور؟ كيف له أن يكون هنا؟""لطالما كانت عائلتا سمير وسرور عدوين لدودين، عائلة سمير من المستحيل أن تدعوه.""انظروا، شحب وجه السيد شوكت سمير تمامًا."تجاهل شادي نظرات الحضور، وصعد إلى المنصة، بمجرد أن رأى لبنى، ثبت نظره عليها، فتح فمه ليتكلم وهو يغالب دموعه: "لبنى، أتيت لآخذكِ للمنزل، عودي معي."صُدمت لبنى وعجزت عن الكلام للحظات، كل ما كان يدور في ذهنها: لماذا شادي هنا؟كيف علم أنها في دولة النرجس؟بل وقال للتو أيضًا أنه يريد عودتها... اتضح أنه حتى يلحق بها جاء إلى هنا؟لا، مستحيل، هو الآن يجب أن يكون سعيدًا مع منى، ولا يحتاج أبدًا للبحث عنها.كان رحيلها بالنسبة له، أمر يستدعي الاحتفال بلا شك.تراجعت لبنى خطوة للخلف، وبدافع غريزي، وقفت بجانب كمال، وبنبرة باردة لا مبالية رفضت شادي: "سيد شادي، أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث، لكنني أعلم أن عائلتانا لا توجد بينهما أي علاقة، من فضلك، لا تفسد حفل خطبتي."اتسعت عينا شادي من الصدمة.لم يرَ مثل هذا الجفاء على وجه لبنى من قبل.بدت وكأنها لا تحمل له أي مشاعر، حتى أنها لم تعترف بالعلاقة التي بي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status