Share

الفصل 3

Author: خالد المصري
كانت ترتدي ملابسي، وتضع مجوهراتي، ومن لم يدقق النظر إليها سيعتقد أنها أنا.

على كل حال، ربما هذا الشبه لأن والدتها ووالدتي شقيقتان.

جعلت تحدق في، وعيناها مليئتان بالغيرة والغرور.

"يا ابنة عمتي، لطالما كنتِ لطيفة معي، منحتني المال والهدايا وحتى منزلًا ولكن، هل يمكنكِ منحي شيئًا آخر؟"

فأجبتها دون أي تعبير على وجهي.

" وماذا تريدين"

" أريد عاصم، تعرفين، أنا حامل بولد منه وهو سعيد جدًا، وبانتظار مولودنا بفارغ الصبر، قريبًا سنكون عائلة سعيدة من ثلاثة أفراد، لذا فلم يعد مناسبًا أن تبقي معه، أليس كذلك؟"

" وكما تعلمين، الجميع ينظرون إليك نظرة سخرية مؤخرة كونك عمياء."

"إن كنتي تحبينه حقًا، فأعطيه فرصة ليكون معنا، دعيه يخبر الجميع بكل فخر، أن زوجته خالية تمامًا من أي مرض أو عيب وليست عمياء لا يستطيع أن يصحبها لأي مكان."

شعرت بالغضب، فالتقطت الطعام من على الطاولة وألقيته في وجهها، فاحمر وجهها من الغيظ وقالت،

" ما فائدة كونك جميلة وذات نسب مرموق إن كان عاصم قد اختارني أنا لارافقه في الحفلات؟"

"كوني مطيعة وعاقلة، وسوف أضمن لك أن يعاملكِ عاصم بلطف دائمًا."

"أنتِ من أخرجني من الاسكندرية وجاءت بي إلى هنا، لولاكِ لكنت ميتة منذ زمن وهذا معروف لن أنساه لك"

انهت كلامها، وأدارت ظهرها وغادرت

وبعد ثلاثة أيام،

أحضرت والدتي لي فستانًا للحفل، ولا يمكنني وصف مدي سعادتها حين رأت أنني قد استعدت بصري.

وعندما وصلنا إلى باب قاعة الحفل، نادي أمي شخص ما، فاضطررت للدخول وحدي.

لم أتوقع أن يصل عاصم وغادة قبلنا، كانوا متشابكي الأيدي وكأنهم زوجين، كانت غادة تتحسس بطنها بين الحين والآخر، فشعرت بالخجل حين لاحظ الحاضرون حملها.

وما إن دخلت، حتي غمز أحد الأشخاص لعاصم إلى ناحيتي، فرأني وانزعج كثيرًا لحضوري.

فاقترب أصدقاؤه وأخذوا يتفحصونني من رأسي إلى قدمي بنظرات ساخرة.

كنت أعرف جميع أولئك الأشخاص، فقبل أن أفقد بصري، كانوا يتملقون إلى للحصول على فرص للتعاون مع والدي وعندما بدأت في علاقتي مع عاصم، بدأوا يتملقونه بدلًا مني.

" نانسي، لما لم تسمعي كلامي، ألم أطلب منكِ عدم الحضور؟ لم أنتِ هنا الآن؟"

بدا عاصم منزعجًا حين رآني.

أدرت بصري نحو غادة، والتي كانت تقلب عينيها، وسألتها ببرود:

" لم أنتِ هنا؟"

تغيرت ملامح كلاهما وانصدما عندما رآني أنظر إليهما،

" ناسي، هل استعدتي بصركِ؟ هذا رائع، أخيرًا ستصبحين أجمل عروس."

أخفت غادة النظرات الخبيثة في عينيها وأظهرت تعابير متظاهرة بالسعادة:

"أختي هذا رائع حقًا، عُدت أخيرًا لسابق عهدكِ، كدت أمُت قلقًا عليكِ طيلة هذه السنوات."

بينما كانت تتظاهر بالبكاء وتمسح دموعها التي لم تكن موجودة أصلًا، مدت ذراعيها لتعانقني.

فأبعتدت عنها، فسقطت على الأرض، ولا أعرف كيف سقطت.

" يا إلهي، عاصم، أنقذني"

فأسرع إليها عاصم وأخذ بيدها،

"نانسي، اعتذري لها! لقد كانت غادة هي من تعتني بكِ طوال هذه السنوات، والآن يكون هذا هو رد الجميل"

لم أضعف أمامه هذه المرة ، وقلت له،

" هل كانت تعتني بي أم بك ؟"

ما إن نطقت بتلك الكلمات، حتي تغيرت ملامح كلاهما، وتغرغرت عين غادة بالدموع وقالت

" نانسي، أعلم جيدًا أن مرضكِ هذا جعلك حساسة وشكاكة، ولكنني...."

حاولت النهوض ممسكة بثيابي وكأنها تريد أن تبرر موقفها ولكنني دفعتها بعيدًا عني، فسقطت مرة أخري واضعة يدها على بطنها وبدأت تصرخ بشدة.

لم يتمالك عاصم نفسه، فأمسك بذراعي وسحبني للخارج وقال بحدة:

"نانسي، إنها حفل لعائلة هاشم، ولن أسمح لك أن تفسدي الحفل..."

لكن قبل أن يكمل جملته، أظلمت القاعة فجأة، ولم يبقَ سوى ضوء واحد مسلط عند المدخل، موجّهًا نحو رجل أنيق ووسيم، إنه الوريث الأكبر خالد لعائلة هاشم، وقد استيقظ من غيبوبته الطويلة!

ساد الصمت والذهول في المكان، فلم يكن أحد يتوقع عودة هذا الرجل الذي ظنوه ميتًا منذ سنوات.

شق خالد طريقه بين الحضور، وعندما التقت نظراتنا، ظهرت ابتسامة هادئة على شفتيه وقال بصوت عميق:

"تعالي يا خطيبتي."

حاولت أن افلت يدي من قبضة عاصم، ولكنه كان مصرًا على منعي،

" نانسي، إن كنت مصرة على ذلك، فلا تلومينا إذا فسخنا خطبتنا"

" يا ابنة عمتي، خالد لديه خطيبة بالفعل، وإن كنت تودين أن تكوني من عائلة مرموقة ذات نفوذ، فهذا ليس الوقت المناسب لفعل هذا"

وقف الاثنان على جانبي، يحاولان سحبي بعيدًا بالقوة،

لكن خالد تقدم بوجه متجهم، وأمسك بذراعي بقوة، ثم قال،

" أريد أن أري من يجرؤ على لمس خطيبتي"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • عندما خانني وأنا عمياء، تزوجت من المدير التنفيذي   الفصل8

    لم ينتهي الأمر بعاصم في السجن لأنه أصيب بمرض نفسي وتم وضعه في مصحة نفسية.لكن هذا لم يكن جيدًا أيضًا، لأنه سيقضي حياته كلها كشخص بعيدًا كل البعد عن الأشخاص الطبيعيينأخبرني خالد أنه لن يسمح له بالهرب، حيث جهز مراقبة مشددة له في المستشفى.حتى لو استعاد وعيه يومًا ما، سيظل محتجزًا في المستشفى، يعترف بجرائمه.خالد كان لطيفًا جدًا معي، يلازمني طوال اليوم، وقال إنه يريد أن يعوضني عن السنوات التي قضاها في الغيبوبة.وبعد فترة، اكتشفت أنني حامل، وبعد الفحص الطبي، تبين أنني سأرزق بتوأم، ولد وبنت.خالد كان يبكي ويضحك في نفس الوقت، يضحك لأننا سنرزق بثمرة حبنا، ويبكي لأن فترة الحمل ستكون صعبة عليّ.بدأ على الفور في التحضير لحفل زفاف ضخم، وقال إنه يريد أن يشهد العالم كله على سعادتنا،وأيضًا ليكون العالم كله شاهدًا عليه إذا أساء إليّ يومًا ما، حتى يلعنه الجميع.كان قلقًا من أن أتعب، فتكفل بكل تفاصيل الزفاف طالبًا مني فقط أن أرتاح وأنتظر، لأكون العروس الأجمل في العالم.يوم الزفاف، كان الجو دافئًا والمشمس ساطعة، جميع الحضور كانوا يقدمون لنا تهنئات صادقة.تلك السعادة استمرت في كل يوم بعد ذلك

  • عندما خانني وأنا عمياء، تزوجت من المدير التنفيذي   الفصل7

    خرج الحشد إلى الخارج، فكان أول ما رأوه هو عاصم وهو ينهال ضربًا على غادة بجنون، يركلها بقسوة في بطنها."ما زلتِ تجرئين على تهديدي بالطفل الذي في بطنكِ؟ لولا أنكِ أغويتني، هل كانت نانسي ستتزوج غيري؟ لقد كانت تحبني بجنون!"حين رأى عاصم نانسي تقترب، لمعت عيناه بالفرح."نانسي، رأيتِ ذلك؟ أنا لا أحبها أبدًا، بكلمة منكِ، يمكنني أن أقتلها في الحال."لم أرَ من قبل هذا الجانب العنيف والمرضى من عاصم، لكن الآن، شعرتُ بالامتنان لأنني ابتعدتُ عنه.فجأة، أطلقت غادة صرخة ألم وهي تمسك بطنها، شحب وجهها بسرعة وتلطخ فستانها الأبيض بالدماء، تصبب العرق على جبينها، ولم تعد تمثل الألم كما كانت تفعل سابقًا."عاصم، لقد قتلت طفلي، حتى لو متُّ، سأعود لأنتقم منك."زحفت غادة ببطء نحوي، تحاول لمس قدمي، ثم قالت بصوت متقطع:"نانسي…… فقدانكِ لبصركِ لم يكن حادثًا، بل كان مكيدة من تدبير عاصم."حين سمع عاصم ذلك، فقد أعصابه تمامًا، واندفع نحوها بجنون."أيتها العاهرة، حتى الآن تحاولين توريطي؟ سأقتلكِ!"لكنه لم يستطع الوصول إليها، لأن الحراس الشخصيين لخالد توقعوا تحركاته مسبقًا، وأمسكوا به قبل أن يلمسها، وألقوه

  • عندما خانني وأنا عمياء، تزوجت من المدير التنفيذي   الفصل6

    غالبًا بسبب الألم البادي في عيني، ظن عاصم أن لدي مشاعر نحوه، فجأة سقط على ركبتيه أمامي، يصفع نفسه مرارًا قائلاً:"نانسي، أنتِ تعرفين كم أحبكِ وأهتم لأمركِ، لكن كل هذا كان بسببها! هي من أغوتني، إنها مجرد امرأة بلا حياء، توسلت إليّ كي أقيم معها علاقة"."لكن قلبي لا يحمل إلا حبكِ، هي لا تساوي شعرة منكِ، يمكنني الآن طردها بعيدًا، وأعدكِ بأنها لن تظهر أمامنا مرة أخرى طوال حياتنا".بدت ملامحه مملوءة بالندم، لكن أكثر من تأذى كانت غادة، التي خرجت إلى الساحة بوجه مبلل بالدموع."عاصم، أنت من أقنعتني أن أمنحك نفسي، كيف يمكنك أن تفعل هذا بي؟ لقد كنت تقول أن أختي عمياء، وأنك لا تشعر بأي شيء تجاهها"……قبل أن تكمل حديثها، صفعها عاصم بقوة، فسقطت أرضًا."أيتها الحقيرة، لولا أختكِ، لكنتِ الآن لا تزالين تعيشين في الإسكندرية وتعانين من الجوع والحرمان"……نعم، لولا أنه ذكرني، لكنتُ قد نسيت أن عليّ تأديب هذه الخائنة.مزقتُ الأقراط والعقد والبروش من جسدها ورميتُها على الأرض."استخدمتِ بطاقتي لتنفقِي ما يقارب من عشرة ملايين في عام واحد، والآن تسرقين مجوهراتي أيضًا؟ غادة، لا تكوني جاحدة إلى هذا الحد."

  • عندما خانني وأنا عمياء، تزوجت من المدير التنفيذي   الفصل 5

    أدرك عاصم الأمر أخيرًا، لم يصدق عينيه وهو ينظر إلى يد خالد على خصري، اشتعلت الغيرة في عينيه، لكنه لم يجرؤ على التصرف بقسوة مع خالد؛ كان يحدّق بي بغضب على وشك قول شيء ما، لكن أمي تدخلت في تلك اللحظة.احتضنني خالد من خصري وتقدم نحو أمي متحدثًا بنبرة كلها احترام:"شكرًا لكِ لأنكِ وافقتِ على زواجي من نانسي، أعدكِ بأنني سأعتني بها جيدًا."امتلأت عينا أمي بالدموع وقالت:"يكفيني أن أطمئن أن نانسي ستجد من يحبها ويهتم بها، فقد كانت عمياء في الماضي ولم تختر الشخص الصحيح"ثم ألقت نظرة لعاصم، والذي كان واقفًا غير مستوعب لما يحدث وكأنه استوعب الموقف فجأة، فركض نحوي وأمسك بكتفيّ يهزني قائلاً:"لا، هذا غير صحيح، حبيبتي، هل تفعلين هذا انتقامًا مني لأني أهملتكِ مؤخرًا؟ هل تعمدتِ إيجاد شخص آخر لإغاظتي؟""نحن على وشك الزواج، أليس كذلك؟ أخبريني أنكِ تمزحين معي."وفي تلك الأثناء، ظهر والدا خالد وبمجرد أن رأوا عاصم يمسك بي بهذه الطريقة، بدت على وجهيهما علامات الغضب الشديد." اترك نانسي حالًا، عاصم! من تظن نفسك لتجرؤ على لمس زوجة ابني."مع وجود والديّ الطرفين، بات الجميع مقتنعين أخيرًا بأنني أنا خط

  • عندما خانني وأنا عمياء، تزوجت من المدير التنفيذي   الفصل 4

    ظهر خالد بهيئته المتعالية والراقية، مما أخاف على الفور الشخصين اللذين كانا يمسكان بيدي، وجذب حضوره النبيل أنظار الجميع." لم أكن أتصور أن خالد سيكون بهذه الوسامة رغم تلك السنوات التي قضاها في غيبوبته""لو كنت أعلم أن التظاهر بالبكاء سيمكنني من الزواج منه، لفعلت ذلك منذ زمن! يا ليتني لم أضيع الفرصة"" لم أكن أتخيل أن يأتي اليوم الذي يستيقظ فيه خالد، ولا حتي في الأحلام" حتي أن غادة تجمدت في مكانها، وعيناها تمتلئان بالإعجاب والخجل وهي تنظر إليه.أما خالد، فكان غير مبالٍ تمامًا بنظرات الجميع، أخذني بين ذراعيه بقوة، واقتربنا جدًا من بعضنا، لدرجة أننا لم نعد نري سوى بعضنا البعض.في الحقيقة، كنت أعرف خالد منذ فترة طويلة، حتى قبل غيبوبته؛ كنا في نفس المدرسة الثانوية وكان هو الطالب الأكثر وسامة وشعبية، حيث كان يتلقى اعترافات الحب من الفتيات باستمرار.وفي إحدى المرات، رأيته محاصرًا من قبل فتاة وغير قادر على المغادرة، لكنه فجأة أشار إلي وسط الحشد وقال أنني الفتاة التي يحبها منذ مدة طويل؛. لم يكن بيننا أي تواصل سابق، لكنني فهمت على الفور أنه كان يستخدمني كذريعة، ولم أنكر الأمر.لاحقًا ع

  • عندما خانني وأنا عمياء، تزوجت من المدير التنفيذي   الفصل 3

    كانت ترتدي ملابسي، وتضع مجوهراتي، ومن لم يدقق النظر إليها سيعتقد أنها أنا.على كل حال، ربما هذا الشبه لأن والدتها ووالدتي شقيقتان.جعلت تحدق في، وعيناها مليئتان بالغيرة والغرور."يا ابنة عمتي، لطالما كنتِ لطيفة معي، منحتني المال والهدايا وحتى منزلًا ولكن، هل يمكنكِ منحي شيئًا آخر؟"فأجبتها دون أي تعبير على وجهي." وماذا تريدين"" أريد عاصم، تعرفين، أنا حامل بولد منه وهو سعيد جدًا، وبانتظار مولودنا بفارغ الصبر، قريبًا سنكون عائلة سعيدة من ثلاثة أفراد، لذا فلم يعد مناسبًا أن تبقي معه، أليس كذلك؟"" وكما تعلمين، الجميع ينظرون إليك نظرة سخرية مؤخرة كونك عمياء.""إن كنتي تحبينه حقًا، فأعطيه فرصة ليكون معنا، دعيه يخبر الجميع بكل فخر، أن زوجته خالية تمامًا من أي مرض أو عيب وليست عمياء لا يستطيع أن يصحبها لأي مكان."شعرت بالغضب، فالتقطت الطعام من على الطاولة وألقيته في وجهها، فاحمر وجهها من الغيظ وقالت،" ما فائدة كونك جميلة وذات نسب مرموق إن كان عاصم قد اختارني أنا لارافقه في الحفلات؟""كوني مطيعة وعاقلة، وسوف أضمن لك أن يعاملكِ عاصم بلطف دائمًا.""أنتِ من أخرجني من الاسكندرية وجا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status