Share

الفصل 2

Author: مربى الكوكو
"كلّ هذا خطؤك! فلنرَ الآن كيف تتجرّعين مرارةَ الفضة الحقيقية!"

وفي اللحظة التالية، شقّ النصل الفضي البارد جرْحًا غائرًا في ذراعي؛ فانبعثت مني صرخةٌ تمزّقُ الحشا.

بدأ سُمّ الفِضّة يتأججُ حارقًا في عروقي، حتى كدتُ أختنق.

حاولتُ أن أتماسك؛ فضغطت بيدي على بطني، وبالأخرى على الجرح.

لكن الفضةَ أوقفتْ قوى شفائي بالكامل، فظلت الدماء تتدفق بغزارة.

تكوّرتُ على نفسي، خائفةً من الحركة.

بقيتُ مُلقاةً عاجزةً فوقَ الأرضيةِ القاسية، والدموع تشقّ طريقها عبر الأوساخ على وجهي بصمت.

شعرتُ بألمٍ مبرح في بطني، كأن ثعابين تُمزق أحشائي.

كنتُ أذبلُ وأتلاشى، وقد تلبَّد السوادُ في موضعَ جرحِ الفضة على ساعدي، وما زالَ يقطرُ دمًا.

غبتُ عن الوعي لبرهةٍ، وفي غشاوة الإغماء، خُيّل إليّ أن ملاك الموت يمد يده ليقبض روحي.

وما إن سيطر علي اليأسُ، حتى ظهرت صوفيّا من جديد.

شحب وجهها ما أن أبصرت الدماءِ المتناثرةِ فوق خنجرها. وأخذت تضرب القفص بجنون، بينما أنا عاجزة عن الاستجابة.

بدا عليها التوتر، فراحتْ تتخبط بالمفتاح حتى تمكنتْ من فتح الباب.

ولأن القبو كان غارقًا في الظلام، اضطرتْ إلى الإمساكِ بشعري لترفَعَ رأسي عَنوةً لتتبينَ ملامحي.

وفجأةً شهقت بازدراءٍ ودفعت برأسي إلى الأرض مجددًا.

"أيتها الحقيرة البائسة! يبدو أن خنجري الفضي أثار رُعبك! لِمَ توقفتِ عن الصراخ؟ هيا، واصلي مسرحيتَكِ!"

تابعت، وعيناها تملؤهما الاشمئزاز: "لم تكفِّي عن العويل إلا عندما أيقنتِ أن داميان لن يطلق سراحَكِ. أنتِ أنانيةٌ، لا تهتمين إلا بنفسك!"

تلاعبت بالخنجر الفضي في يدها، ووجهُها يزدادُ ظلمةً وشرًّا.

رفعتُ رأسي قسرًا، وقد اعتراني شعور مرير بالهلع.

اكتست الفضة النقية في خنجرها بالسوّاد في الموضع الذي لامس جلدي، وقد لوّثتها قوة دم الذئب الذي يجري في عروقي.

وقبل أن أنبس بكلمةٍ لأشرح لها، صرخت صوفيّا بغضبٍ عارم، وركلت بطني بوحشيةٍ مروّعة.

"إيلينا! هل جُنَّ جنونُكِ؟! كيف تجرئين على تدنيس خنجري الفضي بسحركِ الأسود؟! إنّه أثمن من حياتكِ البائسة!"

"إن أفسدتِه، فسأجعل داميان يقطع رابطه معكِ!"

"أتحسبينَ أنكِ ستضعين صغيركِ قبل فيكتوريا؟ أنتِ واهمة! طفلُ فيكتوريا وحدَه يستحقّ بركة إلهة القمر، وهو المولود الذي سيصبح ألفا المستقبل للقطيع! أيتها الخبيثة الماكرة!!"

ثم اندفعتْ للخارج وهي تنثر مزيدًا من غبار الفِضّة حول القفص.

تغلغل سم الفضة في جسدي، فاجتاحتني رجفةٌ عارمة، أعجزتني عن السيطرة على نفسي.

وفي غشاوة الألم، أقسم أنّي سمعت نحيبَ طفلي... بصوت خافت في عتمةِ عقلي يناديني: أمي، يتوسّل إليّ لأُنقذه.

انخرطتُ في بكاءٍ مرير. كان مُقدّرًا لي أن ألتقيَ بطفلي اليوم، أن أضمه إلى صدري.

كنتُ قريبة جدًا.

لماذا كان القدرُ قاسيًا إلى هذا الحدّ عليّ وعلى طفلي؟

أطلقتُ زئيرًا مكبوتًا من أعماقي.

غرز اليأس أنيابه في قلبي.

كانت فرص النجاة تتلاشى.

مسحتُ على بطني وسط الألم، وهمستُ لطفلي.

دعوتُ الآلهة، إن كُتِب له نصيبٌ في حياةٍ أخرى... أن يُولدَ في كنفِ قطيعٍ يُحبُّ فيه أبوه أمَّه؛ عندها سينعمُ بالسعادة.

باتتْ أنفاسي واهنةً، وتجمد دمي في عروقي.

وفجأةً، انفتحَ باب القفص وومضتِ الأضواء. ذُعر الذئب الواقف هناك حين رآني أغوص في بركةٍ من دمي.

وبكل ما تبقّى لي من قوّة، زحفتُ نحوه هامسة: "أنقذني..."

ارتعش صوته خوفًا: "من أنتِ؟ وبأيِّ ذنبٍ نالَكِ هذا العقابُ من الألفا؟"

كان متوجّسًا.

لَهثتُ بصعوبة: "أنا... رفيقة داميان."

وبأصابع ملوّثةٍ بالدم، كابدتُ لأزيحَ ياقة ثوبي لأُريه علامة الرابط على عنقي. كانت ملطّخةً بالدماء لدرجةِ أنه كان من شبه المستحيلِ التعرفُ عليها. "هذه علامتُه."

وحين عرفها، همَّ بمساعدتي، لكنّه ترددَ، ثم أرسل رابطًا ذهنيًّا إلى داميان.

"أيها الألفا داميان، أنا في القبو. وجدت اللونا. إنّها غارقة في الدماء. هل أنقلها إلى المشفى على الفور؟"

جاء ردّ داميان مشوبًا بالارتباك: "دماء؟ أنت مخطئ. هذا ليس دمًا، بل أثر السحر المحرّم الذي تستخدمه إيلينا! لقد لوّثت به القبو بأكمله، لا عجب أن صوفيّا كانت غاضبة."

ثم قال بنبرة قاسية: "لا تأخذها إلى المشفى. إنّها بخير. إنها مجرد حيلة يائسةٍ أخرى لتنجبَ قبل فيكتوريا. ابقَ بعيدًا عن الأمر. سآتي لأُحضرَها بنفسي."

حاول المستذئب التوضيح، لكن داميان قطع الرابط.

نظر إليّ بعينٍ تملؤها الشفقة، ثم تجاوزني ليحرّك بعض المؤن.

ولمّا ظننتُ أنّه سيتركني، عاد إليّ مجددًا.

بدا وكأنّه يصارع نفسه.

قال بحزمٍ: "أنتِ حامل. لا أستطيع أن أترككِ تموتين. رفيقتي حامل، لا يمكنني أن أُخاطرَ بجلبِ لعنةٍ على طفلي."

جرّني خارج القفص الفضي، وحملني نحو المشفى الرئيسي للقطيع.

تنفّستُ أخيرًا الصعداء. لقد تم إنقاذي.

لكن حين وصلنا إلى المشفى، لم يكن هناك أعشابٌ، ولا تجهيزاتٌ، ولا أيُّ شيءٍ متبقٍ ليعينني على الولادة.

إذ كان داميان قد نقل كلّ الموارد إلى عيادة فيكتوريا الخاصة، خوفًا عليها. وغدا وضعي في غاية الخطورة.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • مكبّلة في المخاض   الفصل 8

    من منظور إيلينا.ارتجف صوته خوفًا، فخانته ساقاه وخرّ على ركبتيه، يضرب جبينه بالرخام مرَّة بعد مرّّة. تلاشت كلّ ذرةٍ من كبريائه كألفا.قال متلعثمًا: "لم أقصد أي أذى، أقسم لك. إيلينا وأنا رفيقي درب، أردتُ فقط أن أعيدها إلى القطيع. أنا آسف، يا سيد ستيرلينغ، لم أكن أعلم أنّها تنتمي إلى أسرةٍ بهذا النفوذ."في تلك اللحظة، بدا داميان ككلبٍ بائسٍ ينتحب عند قدمي، وقد نُزعت عنه كل هيبته كألفا.ركله والدي الذي كان يشع غضبًا بعنفٍ، فأصابته الركلة في أضلاعه، وقال بصوتٍ يتفجّر غضبًا: "تعيدها إلى القطيع؟ لتُعذّبها حتى الموت من جديد؟ دعني أخبرك، إفلاس قطيعك سيكون عقوبةً رحيمة مقارنةً بما تستحقه! أنا اريد أن أمزّقك إربًا! أريدك أن تشعر بنفس الألم الذي شعرت به ابنتي."ربتُّ على كتف والدي محاوِلةً تهدئته، فيما كان داميان، بعينين متورّمتين من البكاء، يزحف نحوي كالكلب متوسّلًا: "إيلينا، أقسم أنّني أردتُ إعادتك معي لأحسن معاملتك. كنتُ أعمى تحت وطأة الذنب تجاه أخي، ولهذا كنتُ قاسيًا. حين ظننتكِ متِّ، مات جزء مني أيضًا. أراد ذئبي اللحاق بكِ، لم أعد أستطيع العيش من دون رفيقتي. أرجوكِ، سامحيني هذه المرة فقط، ال

  • مكبّلة في المخاض   الفصل 7

    من منظور إيلينا.ارتبك داميان من ضحكي للغاية، للمرة الأولى وجدني اتحدي سلطته كألفا.ابتسمتُ بسخرية ورفعتُ حاجبيّ، وقلت له بازدراء: "يا لك من وغد متغطرس وأناني."اشتعل وجه داميان غضبًا حتى فقد النطق.ظلّ واقفًا أمامي يُشير إليّ بإصبعه، لكنه لم يجرؤ على أن يمدّ يده ليضرب رفيقته.كنتُ على وشك المغادرة حين قبض على معصمي مجددًا بقبضةٍ ساحقة."إيلينا، لن أسمح لكِ بأن تتركينِي مرةً أخرى. مهمّتي الوحيدة اليوم هي أن أعيد رفيقتي إلى المنزل.""أنتِ لا تفهمين. حين ظننتُ أنني فقدتُكِ، كان ذئبي يتعذّب. كدتُ أجنّ من التفكير بكِ.""لا يهمّني ما الذي تحاولين فعله لإغاظتي هذه المرة. فأنا لن أتراجع."كم كان مثيرًا للشفقة! ولمن كان يُحاول أن يبدو مخلصًا بهذه الصورة المفاجئة؟انتزعتُ ذراعي بعنف وصرخت: "من تظنّ نفسك؟! وبأيّ حقٍّ تأمرني أو تتحكّم بي؟"ضحك داميان باستهزاء، واشتعلت فيه غطرسة الألفا مجددًا."أنا الألفا. أنا من يقرّر ما لي من حقوق."وقبل أن أتمكّن من رفع عينيّ نحوه، حملني على كتفه."سآخذكِ إلى القطيع الآن. قد ترفضين أن تخبريني أين الطفل، لكن عندما يجوع، ستخضعين وتعيدينه يا إيلينا."وركلتُه ولكمت

  • مكبّلة في المخاض   الفصل 6

    من منظور إيلينا.حين رأيت الخبر، ظننتُ أنه جُنّ تمامًا.لكن ليفعل ما يفعل، فجزيرة والدي تقع في شمال الأطلسي، محمية بتعاويذ قوية، ولن يكون من السهل عليه أن يجدني.لم أُعِر الأمر اهتمامًا، وواصلتُ تعلّم كيفية إدارة قطيع عائلتي وأعمالها.كنتُ أتعلم بسرعة. ففي غضون شهر، بدأتُ أشرف على الصفقات الكبرى لإمبراطورية العائلة، وأحلّ النزاعات بين القطعان الحليفة.وفي يومٍ ما، كنتُ قد انتهيتُ للتو من اجتماعٍ لمجلس الإدارة، حين اقتحم أحدهم قاعة المؤتمرات.كان داميان.لوّحتُ بيدي، مشيرةً إلى القادة الآخرين بالانصراف.وما إن وقعت عيناه عليّ، حتى احمرّتا كالجمر، وانفجرت منه غريزة الألفا المتملّكة.اندفع نحوي وأمسك بمعصمي بقوة."إيلينا، لماذا زيفتِ موتك؟! هل تدركين ما فعلتِ بذئبي؟ لقد ظلّ يحاول تمزيق صدري، كنتُ أعلم أنكِ تحبين الحياة أكثر من أن تستسلمي للموت بهذه ببساطة."ثم تغيّر تعبير وجهه، ومسحت حواسه الحادة المكان بعينيه."كيف وصلتِ إلى هنا؟! ألا تعلمين أن معظم المستذئبين لا يمكنهم حتى الاقتراب من هذا المكان؟ لقد بذلتُ كلّ ما في وسعي لمجرد اختراق الحاجز."لكنه سرعان ما بدا منهكًا، ولوّح بيده كمن يتن

  • مكبّلة في المخاض   الفصل 5

    من منظور إيلينا."لكنّكِ استطعتِ مقابلتَه، ولو لوقتٍ قصير. ولتلك اللحظات القليلة، كنتِ أمَّه.""لا بأس، ستحظين بأطفالٍ آخرين. نسل آل ستيرلينغ لن ينقطع أبدًا."تنهد أبي، وقد ارتسم على وجهه أثر الألم لأجلي."لكن إن كانت أيٌّ من تلك الدموع تُذرف من أجل ذلك الوغد، فاعلمي أنها دموع مهدورة."ثم تابع بمرارة: "لقد حذّرتُكِ من الارتباط به، لكنك كنتِ عنيدة. كنتِ مستعدةً حتى لقطع صلتك بي لتكوني بقربه."أخرجتُ رأسي من تحت الغطاء، وحين رأيتُ وجه أبي وقد غزته السنوات، انفجرتُ بالبكاء مجددًا."كنتُ مخطئة، يا أبي،" شهقتُ وسط دموعي. "أرجوك سامحني على طيشي.""أنا لا أبكي عليه، بل على فلذة كبدي الذي فقدتُه."مسح والدي دموعي برفق، وقد لان حضوره القوي كألفا أمام حنانه لابنته."آه يا صغيرتي، أنتِ ابنتي الوحيدة وأثمن ما أملك. بالطبع أسامحك."ثم قست عيناه فجأة، وعاد ذاك البريق المتوحش إلى عينيه، بريق الألفا المنتقم الحامي.قبض يده وقال بصرامة: "لقد تجرأ داميان على إيذائكِ إلى هذا الحد؟ لا بد أنه يتمنى الموت.""لا تقلقي يا إيلينا. والدك سيجعله يدفع الثمن. سأجعله عبرةً لغيره، وسيتعلم عالم المستذئبين بأسره عاقبة

  • مكبّلة في المخاض   الفصل 4

    من منظور داميان.ضاقت عينا داميان حتى كادتا تبلغان حجم رأس الدبوس، واعتصَر أنفاسه شعورٌ كما لو أنه أصيب بطلقة من الفضة.ترنح متراجعًا خطوة للخلف، غير أنّ غريزته كألفا انتفضت كزئيرٍ هادر، فأجبرته على التماسك.زأر غاضبًا: "هذا مستحيل! كانت بخير حين تركتُها! لا يُعقل أن تكون قد ماتت!"ثم تابع، وصوته يزداد حدة: "لابدّ أنّها حيلة أخرى لتلفت انتباهي! ألم أقل لك ألّا تنخدع بألاعيبها؟!"انكمش البيتا تحت وطأة غضب الألفا، وارتجف صوته وهو يقول: "أيها الألفا... جثة اللونا خارج القفص الفضي. أجرينا فحص الحمض النووي... وتأكدنا إنّها اللونا بحق."تصاعد في صدر داميان زئيرٌ خوفٍ بدائي اجتاح كيانه، وغمرت عينيه موجة جامحة من الهلع؛ ذلك الرعب الذي لا يعرفه إلا من فقد رفيقة حياته.انتزع المفاتيح من يد البيتا، وانطلق يعدو بأقصى سرعته: "إلى القبو! الآن!"لم يجرؤ البيتا على التردّد، وانطلق محاولًا اللحاق به.ضغط داميان على دواسة الوقود بعنف، وجعلت ردود أفعاله كمستذئب من تلك السرعة الخطيرة أمرًا هيّنًا.وصل إلى القبو في أقل من عشرين دقيقة.حيث كانت حشود من أعضاء القطيع متجمّعة هناك. دفعهم بحدة وشق طريقه بينهم،

  • مكبّلة في المخاض   الفصل 3

    أدركَ المعالج، وهو يشهدُ اقترابي من حافةِ الهلاك، أنّ عليه نقلي إلى مرفقٍ طبيٍّ حقيقي. وعلى الفور أرسلَ رابطًا ذهنيًّا عاجلًا إلى داميان."أيها الألفا داميان، إنها حالة طارئة! أرجوك، تعالَ إلى المشفى الخاص! حالة اللونا سيئة للغاية، وهناك خطر من انتشار تسمّم الفضة!"غير أنَّ صوتَ داميان دوّى بنفاد صبرٍ واضح: "إيلينا! لم أتوقّع أنك بهذا الدهاء. لقد تمكنتِ بالفعل من الخروج ووجدتِ من يساعدك! لن آتي، أيًّا تكن حيلكِ! أنا أدرى بجسدك منك، ولا يوجد أيّ خطرٍ عليكِ."ثم أردف قائلًا: "لقد أخبرتكِ من قبل، ذاك الطفل طفلي أيضًا! ما أن تلد فيكتوريا يأتي دورك، فلماذا كلّ هذه العجلة؟!"نظر إليّ المعالج بعينين يملؤهما الأسف، ثم التفت إلى إحدى الممرّضات قائلًا: "انقليها إلى العيادة الخاصة، علينا المحاولة."لم أكن أتصوّر قط أنّهم سيأخذونني إلى العيادة نفسها حيث توجد فيكتوريا.توسّل المعالج إلى الطاقم الطبي، لكن داميان كان قد أصدر أوامره الصارمة.لم يُبقوا لي ولا عشبة واحدة. ومن خلف الجدار، سمعتُ كلمات داميان الباردة القاسية: "لا يهمّني لمن هي. لن أخاطر بحياة فيكتوريا. أريد أن يكون كلّ شيء مضمونًا بالكامل.

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status