LOGINوعلاوة على ذلك، حازم هرب معها، لا يمكن أن يكذب عليها، وهذا بلا شك يؤكد لها حقيقة الأمر: إنها آيلين.كانت في الماضي متوهِّمة، وأما الآن لم يتبق أي شيءٍ من هذه الأوهام، إنها آيلين، أخت همام، وابنة فرعون.ارتكبت قبيلة العزبي الكثير من الفظائع، وكانت على خصومة مع سمير.في هذه اللحظة، شعرت نور كما لو أن شيئًا غلق في حلقها، لم تعرف كيف تصف شعورها.قال حازم بلطف: "آيلين… لم أكن أريد أن أخبرك بهذه الأشياء، لكن لا مفر. اكتشفت وجود خلل في ذاكرتك، ولا أستطيع تركك محاصرة بذكريات الآخرين".مد حازم يده ليمس رأس نور، كان صادقًا في شعوره، كل ما يريده الآن هو أن تكون بخير.حتى وإن كان يعلم أن قلبها وعينيها جميعهما مشغولين بسمير، فالأهم عنده هو سلامتها، والباقي يأتي لاحقًا.تذكرت نور كل تلك المشاحنات مع سمير عندما عرف عن روميو، إذًا، فذلك الشخص المدعو روميو لم يكن له وجودٌ أصلًا، بل كان محضَ خيالٍ نسجته ذاكرتها، أو ربما... كان ذكرى تعود إلى شخصٍ آخر.انهارت نور، فهذا لم يكن مجرد انتقالٍ للمشاعر، بل بدا لها وكأنها مريضة!غطت نور وجهها بيديها، ودموعها تتخلل بين أصابعها. لم يكن لديهم أي وسيلة للتواصل، وما
لم تستيقظ نور، فظل حازم يتحدث في أذنها بلا توقف. يكرر الكلام مرارًا وتكرارًا، حتى استيقظت نور.نظرت إلى حازم، وعادت النظرة الصافية إلى بؤبؤها، فقالت: "حازم... نحن... أين نحن الآن؟"لم يجبها حازم بكلمة، لكن شفتاه كانتا مشدودتان في خط.حين التقى نور هذه المرة، ظن حازم أن نور فقدت ذاكرتها، وأنها نسيت الماضي. لكن سرعان ما اكتشف حقيقة مهمة. ذاكرة نور بها خلل.قال حازم: "نحن في كهف. لديك حمى، ولم أستطع الاستمرار في حملك. آيلين… انظري إليّ، لدي شيء مهم جدًا لأقوله لك".ترك حازم نور، وأبتعد عنها مسافة بسيطة، لكنه أمسك بكتف نور بقوة. ثقل يده على كتفيها، وجديته جعلت نور تدرك المشكلة، وقالت: "حازم… ماذا تريد أن تقول لي؟"نظرت نور إلى وجه حازم الجاد، وعرفت أن الأمر ليس بسيطًا.بعد صمت قصير، بدأ حازم بالشرح: "آيلين… لقاؤنا لم يكن صدفة، بل بسبب قدومك إلى المختبر..."روى حازم لنور القصة بالتفصيل.حين كان حازم يعاني من التعذيب، ظهرت نور مرتدية فستان الأميرة الأبيض، ناصع البياض، لتحميه وتحمي عزة.ظهورها وسط معسكر العبيد كان غريبًا للغاية، لكنها كانت آيلين، الآنسة الكبرى، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه
كان إيهاب يتوق للسلطة، وخلال سنوات حياته الطويلة، أدرك أكثر فأكثر أنه هو وفاطمة ليسا على نفس الدرب.أما شهد، فكانت غارقة في حبها لسمير، تُلقي بنفسها بلا تحفظ.كان يخطط فقط لاستغلال شهد قليلًا في النهاية، لكن سمير وحازم أفشلا خطته. لا، لم يصل بعد إلى المكانة التي يريدها، لا يمكن أن يموت الآن، ولا يريد أن يظل هاربًا طيلة الوقت!قطع إيهاب اتصال فاطمة واتخذ قرارًا فوريًا.إذا لم يستطع الدخول إلى صفوف قبيلة العزبي، يمكنه اللجوء إلى قوات الحلفاء!لكن عندما تقدم عدة خطوات، لم يسمع أصوات خطوات خلفه.استدار فرأى أحمد واقفًا متجمّدًا في مكانه.عندما رأى أحمد متجمّدًا، انتابه الغضب: "ماذا تنتظر هنا؟ ألا تريد أن تعيش؟"كان إيهاب يعرف مشاعر أحمد تجاه شهد.الرجل الذي يعتبر عظيمًا، لا ينبغي أن يكون مقيدًا بالحب والعواطف.والآن، هو وحده من تبقى إلى جانب إيهاب.خفض أحمد رأسه، كطفل مذنب، وقال: "يا شيخ إيهاب، سامحني، لا أستطيع أن أسير معك بعد الآن. عليّ العودة لإحضار الآنسة".لم يرد إيهاب، وعندما انتهى أحمد من كلامه، أخرج مسدسه، لكنه لم يكن أسرع من إيهاب.علا صوت بوم مدوٍّ، وسقط أحمد بثقله على الأرض.أطل
لكن شهد ماتت في النهاية، ماتت أمام عيني سمير.وفي تلك اللحظات القصيرة التي كانت تعذَب فيها، استرجعت شهد حياتها الطويلة القصيرة في آن واحد.أعطتها والدتها البيولوجية لإيهاب، وقد قضت بعض الوقت في معسكر العبيد، وكانت تلك التجارب مؤلمة وقاسية إلى حد بعيد.وحتى عند لحظة موتها، لم تعرف من هو والدها الحقيقي.ماتت وهي على غيظ، لم تطمئن روحها.كلماتها الأخيرة ما زالت تتردد في أذن سمير: "سمير، لقد تمسكت بك طويلًا. لم تنظر إليّ يومًا بعينك، أعلم أن هذا كان انتقامًا من أجل نور. لن تكونا بخير بعد موتي. سألعنكما، أنت ونور لن تنالا نهاية سعيدة!"لم يرحم العقاب شهد، لكنه لم يكن ليودي بحياتها.لكن الغضب المفاجئ أدى إلى وفاتها، وقضت وهي تبصق الدم.لم يتأثر سمير بتلك الكلمات، فتحدث ببرود: "طارق، ألا يجب إيهاب التجارب؟ جد إيهاب، وأرسل له جثة شهد".لاحظ طارق تعابير وجه سمير، وخشي أن يفكِّر كثيرًا، فسارع إلى تهدئته ببضع كلمات: "قائد سمير، لا تُفكر كثيرًا في كلمات شهد، كانت مجرد كلمة عابرة، لا شيء أكثر. إذا كانت بعض الكلمات تستطيع أن تتحقق، أفلن يكون الجميع نبوئيين؟"في الواقع، كان يعتقد أن موت شهد كان رخيصً
إذا لم تستطع نور النجاة، فهذه مصيرها، ولن تثقل على أحد بعد الآن.لاحظ حازم ضعف صوت نور، فهزها بقوة: "نور، عليك أن تبقي واعية! أعلم أن إيهاب استخدم ضدك وسائل قاسية، لكن عليك أن تبقي على قيد الحياة، أرجوكِ، ابقي على قيد الحياة! أنا هنا، أنا دواؤك الأفضل، لن يصيبك شيء!"صرخ حازم بغضب، والدموع في عينيه، لكن نور أغلقت عينيها، ولم تصدر أي استجابة."أيها الوغد!" عض حازم بأسنانه في غضب، بينما تراءت أمام عينيه صورة وجه إيهاب.كره حازم إيهاب إلى أقصى حد، وكان يود لو يقطّعه إلى أشلاء.أضر إيهاب بالكثيرين، وحكم في قبيلة العزبي كل هذه المدة، وحوّل ابنته إلى ابنة فرعون، مستوليًا على كل شيء طوال هذه السنوات.ومع ذلك، لم يترك إيهاب نور وشأنها!لو لم يجبر إيهاب نور على التجارب، ولو لم يسمّمها، لما وصلت إلى هذا الوضع.في هذه اللحظة، لم يكن في ذهن حازم سوى فكرة واحدة: أن يواجه إيهاب ويقطّعه إلى أشلاء.لكن الأهم حاليًا كان النجاة، يمكن أن يموت هو، لكن لا يمكن أن يمس نور أي أذى.حمل حازم نور على ظهره، وركض بلا توقف......أما إيهاب.على الرغم من هروبه، إلا أن جراحه لم تكن بسيطة. بعد أن هدّأه أحمد، استدار ل
"هل أنتِ حقًا من أنقذني؟"لم ينتظر سمير حتى تكمل حديثها، بل ارتسمت على شفتاه ابتسامة ساخرة.كان سمير يقف الآن أمام شهد، قامته التي تبلغ المتر وتسعين فرضت نفسها كجبل، وبدا في عينيه ذلك البرود القاتم.وقف سمير في هذه اللحظة شامخًا يعلو على كل شيء، أشبه بملك متوَّج.حدقت شهد في سمير أمامها، وشعرت أنه غريب عنها تمامًا.حتى وإن كان سمير في السابق باردًا وجافًا معها، إلا أنه لم يبدُ في أي لحظة مثل هذه اللحظة. يبدو أنه قد عرف مسبقًا بعض تفاصيل الماضي.بما إن الكذب لم يعد يجدي نفعًا، فلتتوقف عن الكذب.ثم إنها رأت برود سمير يزداد كل مرة، حتى في جهله الكامل بالحقيقة، فاستسلمت.قالت بابتسامة أوسع: "سواء كنت أنا أو لا، ما الذي يغيِّر ذلك عندك الآن؟ سمير، قلبك ممتلئ بنور، لكن أنت ونور بينكما حاجز، ألستَ تعرفه دون أن أشرحه؟"لم يتكلم سمير، بل اشتدت حدة بريق عينيه.زادوا على شهد قسوة العقاب، ولم يحرِّك سمير ساكنًا إلا بنظرة باردة.لم يكن بحاجة لتذكير شهد بالفارق بين هويته وبين هوية نور....أما على جانب نور.قادها حازم وهو يسرع إلى الأمام بلا توقف.كانت نور منهكة القوى، جسدها واهن، ويعتريها الغثيان،
![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)






