كريم ضيق عينيه وهو يحدق في فادية، كأنه يحاول كشف أعماق نواياها.لكن كما لم يستطع أن يفهم عقل الراسني الثالث، لم يتمكن أيضا من قراءة ما في قلب فادية.قال باهتمام وقد بدأ الفضول يتملكه: "تكلمي، دعيني أسمع."بما أنه لا يستطيع أن يقرأها، فالأفضل أن يستدرج منها بعض المعلومات ليبني حكمه.وفادية الآن قد شربت الماء الذي أعطاها إياه، جسدها ضعيف، ووعيها أثقل من المعتاد، وقد نزفت كثيرا حتى أصبح وجهها شاحبا بلا أي قوة هجومية، بل حتى لو أراد أن يفعل بها شيئا، لم تكن تملك القدرة على المقاومة.لذلك خفف كريم حذره.وحين بدأت فادية تتحدث بصوت واهن بالكاد يسمع، اقترب منها أكثر رغم انزعاجه لأنه لا يسمع بوضوح. قالت بصوت متقطع:"هل تعلم؟ مالك هو..."ارتسمت على وجهها علامات الألم والدوار، ونفسها بدأ يضطرب أكثر فأكثر.كريم ازداد فضولا،فحدسه يخبره أن ما ستقوله يتعلق بنقطة ضعف مالك.لكنه مهما حاول، لم يستطع أن يسمع بقية كلماتها."ماذا قلت؟"اقترب منها أكثر.وفي تلك اللحظة، غفل عن يد فادية التي كانت تقبض بخفاء على قطعة حديدية صغيرة.“...”فتحت فمها كأنها ستكمل،لكنها لم تقل شيئا، بل جمعت ما تبقى لديها من قوة، و
Read more