共有

الفصل 03 يُحدث ضجة

作者: أرتميس ز.ي
منظور ميا

داهمني غثيان الصباح فور أن فتحتُ عينيّ، وبالكاد تمكنتُ من الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب. هالاتٌ سوداء تحت عينيّ وبشرةٌ شاحبة. كان عليّ أن أبدو أفضل من هذا، فلا يمكنني أن أسمح لأي شخصٍ في العمل بأن يشك في شيء.

كانت ليندا في انتظاري عندما وصلتُ إلى المكتب: "هل تشعرين بتحسن؟"

أجبرتُ نفسي على الابتسام وأنا اقول: "نعم، أفضل بكثير." رمقتني ليندا بنظرةٍ فاحصة، لكنها لم تستزيد في السؤال.

بملامحها المحايدة المعتادة، مدت لي ليندا كوبين من القهوة، وهمست: "لقد طلبهما." كانت نبرتُها مهنية، لكنني استطعتُ أن ألمح مسحة من الشفقة في عينيها.

تقلصت معدتي لمجرد التفكير في القهوة، لكنني أومأتُ برأسي: "بالطبع."

وازنتُ الكوبين بحذر. كوبان. انقبض قلبي. كنتُ أعرف بالفعل لمن الكوب الثاني.

عندما دفعتُ باب مكتب كايل، كانت تايلور تجلس على حافة مكتبه، مرتديةً فستانًا أحمر ضيقًا ربما كلفته تفوق راتبي الشهري. استقرت يدها مشذبة الأظافر بعناية على كتف كايل.

قالت تايلور بصوتٍ معسول: "أوه، انظروا من هنا. كم يُسعدني رؤيتك يا ميا."

وضعتُ الكوبين بحذر، محاولةً منع يديّ من الارتجاف: "قهوتك، سيد كايل."

عبست تايلور وهي تقول: "أنا لا أحب قهوتي هكذا." التقطت الكوب وارتشفت منه، ثم استطردت: "سكرها كثير جدًا. كوني لطيفة وأحضري لي واحدة أخرى."

قبضتُ على يديّ ورددتُ بامتعاض: "أنا لم أعدّ القهوة يا آنسة تايلور. ربما يجدر بكِ إخبار المقهى مباشرة بتفضيلاتك."

ضاقَت عينا تايلور للحظة قبل أن تضحك: "أوه، كايل، أليست لطيفة؟ كم هي حساسة بشأن كوب من القهوة." استدارت نحوي، وابتسامةٌ مُصطنعة ترتسم على شفتيها: "أتعلمين يا ميا، ربما هذا السلوك هو السبب في أنكِ ما زلتِ مجرد سكرتيرة."

لم يرفع كايل عينيه عن حاسوبه وهو يقول: "هذا كل شيء يا ميا."

هممتُ بالانصراف، لكن يبدو أن تايلور أبت أن تتركني وشأني، فقالت بنبرة آمرة: "لحظة يا ميا." نهضت من مكانها و مررت يدها على فستانها في حركة مسرحية، ثم سألت ببراءة مصطنعة: "هل يمكنكِ أن تدليني على دورة مياه السيدات؟ هذا المبنى كبير جدًا، ودائمًا ما أضل طريقي."

كنتُ أعلم أنه فخ، لكن مع وجود كايل جالسًا هناك، لم أستطع الرفض، فأجبتُ: "بالطبع."

في اللحظة التي دخلنا فيها الحمام، سقط قناع تايلور المصطنع. تفقدت كل مقصورة قبل أن تستدير نحوي، وعيناها باردتان كالصقيع.

همست بصوتٍ كفحيح الأفعى: "أنا أعرف ما تفعلينه. تلعبين دور الموظفة المثالية، دائمًا متعاونة، دائمًا متلهفة لإرضاء الناس. الجميع يعلم أنكِ كنتِ دائمًا يائسة للحصول على أي فتات من الاهتمام. أنتِ تمامًا مثل أمك؛ دائمًا تبحثين عن شيء لا يخصك."

ارتجفت يداي: "لا تتحدثي عن أمي."

"ولمَ لا؟ الجميع كان يعرف حقيقتها؛ مُجرد صائدة ثروات أوقعت أبي في فخها بمالها. والآن انظري إليكِ، تسيرين على خطاها."

اهتز صوتي وأنا أرد: "هذا غير صحيح. أمي أحبت أبي. لم تكن تعلم..."

ضحكت تايلور: "لم تكن تعلم أنه كان مغرمًا بأمي بالفعل؟ بحقِك. لقد كانت تعرف تمامًا ما تفعله. تمامًا كما تعرفين أنتِ ما تفعلينه مع كايل."

"لا أعرف عما تتحدثين."

اقتربت تايلور أكثر وهي تقول: "لا تلعبي دور البريئة. لقد رأيتُ كيف تنظرين إليه. كيف كنتِ دائمًا تنظرين إليه. إنه أمر مثير للشفقة حقًا. هل تظنين أنه سيراكِ يومًا أكثر مما أنتِ عليه؟ مجرد موظفة مناسبة يمكنه استغلالها؟"

"كفى." قلتُ وأنا أشعر باضطراب في معدتي. لم أكن متأكدة إن كان بسبب غثيان الصباح أم التوتر.

تابعت تايلور: "أتعلمين ما المضحك؟ كايل يخبرني بكل شيء. عن اتفاقه الصغير. عن كيف أجبره مجلس الإدارة على إيجاد زوجة بسرعة بعد تلك الفضيحة. وخمني من كانت هناك، متلهفةً لتوقيع أي عقد يضعهُ أمامها؟"

شعرتُ بالدم ينسحب من وجهي. هل أخبرها كايل عن زواجنا؟

ابتسمت تايلور ببرود: "أوه، لا تقلقي. سركِ في بئر. الأمر مسلٍ جدًا لأُفسدهُ. زوجة كايل المزيفة، تتألم في صمت بينما يقضي لياليه معي."

"أنتِ تكذبين." قلتُ، لكن صوتي بدا واهنًا حتى لمسامعي.

"أأنا كذلك؟ أين تظنين أنه يذهب حين لا يكون في عش حبكما الصغير؟ مع من تظنين أنه يكون؟" أخرجت هاتفها، وبدأت تقلب الصور. "انظري. الليلة الماضية، بعد أن ترككِ. والليلة التي سبقتها."

أظهرت الصور كايل وتايلور في مطاعم ونوادٍ مختلفة، يبدوان حميمين. سعيدين. حقيقيين.

انكسر صوتي وأنا أقول: "توقفي."

"لن تكوني له شيئًا يُذكر يا ميا. لقد أخبرتكِ: أنتِ تمامًا مثل أمك؛ تحاولين التشبث بأشياء لا تخصك. لكن يجدر بكِ أن تتذكري ما كان مصير أمك."

انفجر شيء ما في داخلي. لم أعد أحتمل.

دوى صوت الصفعة في الحمام المُبلط. اشتعل الغضب في داخلي، وقبل أن أفكر، طارت يدي لتهوي بصفعة قوية على وجهها. تردد الصدى الحاد في الردهة الخاوية.

انحرف رأس تايلور إلى الجانب. ساد صمت مطبق للحظة. ثم بدأت تبتسم.

قالت بهدوء: "أوه، ميا. ما كان يجب عليكِ فعل ذلك."

أمسكت بذراعها وضغطت عليه بقوة، تاركةً علامات حمراء. ثم بعثرت شعرها قليلًا وتركت الدموع تملأ عينيها.

انفتح باب الحمام بعنف. وقف كايل هناك، وقد ارتسم الغضب على وجهه.

انتحبت تايلور وهي تجري نحوه: "كايل! لا أعرف ماذا حدث! كنتُ أحاول فقط أن أكون ودودة، فهاجمتني!"

صرختُ: "إنها تكذب! كايل، إنها—"

"لقد رأيتُ ما يكفي." قاطعني كايل بصوتٍ بارد كالصقيع، ثم سأل: "تايلور، هل أنتِ بخير؟"

دفنت وجهها في صدره، وكتفاها يهتزان بنوبات بكاء متقنة التوقيت: "أردتُ فقط التحدث معها. أن نحاول أن نكون صديقتين. أعلم أن ماضينا معقد، لكن..."

لف كايل ذراعيه حولها بطريقة حمائية. أصابني المشهد بالغثيان.

همستُ: "أرجوك يا كايل، دعني أشرح."

لمست تايلور خدها، وتغير تعبيرها على الفور إلى براءة مجروحة. قالت بصوتٍ ناعم ومتوسل: "كايل، أنا... لم أقصد إغضابها. أرجوك، لا تغضب منها."

كانت نظرة كايل باردة وهو ينظر إليّ. أمر بنبرة قاسية: "اعتذري يا ميا."

قابلتُ نظرته، رافضةً التراجع، وقلبي يتحطم من جديد. همستُ بصوتٍ يكاد يكون مسموعًا: "لا. لن أعتذر."

اشتد فك كايل، وللحظة، ظننتُ أنني رأيتُ شيئًا في عينيه: خيبة أمل ربما، أو إحباط. لكنه تلاشى بالسرعة التي ظهر بها.

قال ببرود: "حسنًا. أنتِ موقوفة عن العمل. سأترك ليندا تتولى مهامك حتى إشعار آخر."

كانت كلماته كالخنجر في قلبي، لكنني رفعتُ ذقني بكبرياءٍ جريح، رافضةً أن أتركه يرى مدى الألم الذي سببته لي تلك الكلمات. رددت ببرود: "مفهوم."

ابتعدتُ دون كلمة أخرى، وقلبي يتألم، وشعرتُ وكأنني تركتُ جزءًا من روحي خلفي.
この本を無料で読み続ける
コードをスキャンしてアプリをダウンロード

最新チャプター

  • الزوجة غير المرغوب فيها وتوأمها السري   الفصل 30: التشخيص

    منظور كايلشعرتُ أن غرفة الانتظار في المركز الطبي ضيقة ومعقمة بشكل خانق. كنت أراقب ميا من خلال الحاجز الزجاجي والممرضات يأخذن علاماتها الحيوية، يسحبن الدم، ويجرين فحصًا تلو الآخر. بدت صغيرة في كرسي المستشفى الضخم، شاحبة على خلفية الجدران البيضاء الصارخة."سيد كايل؟" جذبني صوت جون من شرودي، فوقف طبيب عائلتي منذ عشرين عامًا أمامي، وملامحه جادة وهو يدرس النتائج الأولية: "ما رأيك أن نناقش هذا في مكتبي؟"تبعته في الممر الهادئ، وصدى خطواتي يتردد على الأرضيات المصقولة.بدأ جون حديثه وهو ينشر نتائج الفحوصات على مكتبه: "أعراضها الجسدية مقلقة. فقدان كبير للوزن، أنماط نوم غير منتظمة، ومستويات كورتيزول مرتفعة. لكن ما يقلقني أكثر هو حالتها النفسية."انحنيت إلى الأمام، وجاء صوتي حادًا كأمرٍ لا يقبل الجدال: "وضح."قال جون وهو يخلع نظارته ويبدأ في تلميعها بتلك الحركة المنهجية التي رأيتها منه منذ طفولتي، علامته حين يزف أخبارًا صعبة: "إنها تظهر علامات كلاسيكية للاكتئاب السريري. الأعراض واضحة تمامًا."انحنيت أكثر، وقبضت يداي على حافة مكتبه: "ما هي الأعراض بالضبط؟"أخذ يسردها وهو يضع نتائج الفحوصات أمامي

  • الزوجة غير المرغوب فيها وتوأمها السري   الفصل 29: محفزات غير متوقعة

    منظور ميالم يسعفني النوم، فبقيت أتقلب في ملاءات لا تزال تحمل بقايا عطر كايل. في كل مرة كنت أغمض فيها عيني، كنت أرى وجهه في ضوء القمر، وأشعر بتأثير لمسته. كان مفعول جرعة كاثرين قد تلاشى أخيرًا، لكن الذكريات بقيت، حادة وواضحة في ساعات الليل التي لا نهاية لها.أشرق الفجر ليجدني منهكة، بهالات سوداء تحت عيني لم يستطع حتى أغلى خافي عيوب إخفاءها تمامًا. ارتديت سترة بسيطة بلون الكريم وبنطالًا أسود، درعًا في وجه ما قد يحمله هذا اليوم.قادني صوت طقطقة القدور إلى المطبخ. تسمّرتُ عند المدخل، على يقين أنني لا أزال أحلم.كايل برانسون– تجسيد الأناقة وهوس الكمال– يقف عند الموقد غارقًا في الفوضى. قشور بيض متناثرة على الطاولة، وغبار من الطحين يلطخ بدلته الرمادية التي لا تشوبها شائبة عادةً، وشيءٌ ما قد يكون عجة يئز بشكل مشؤوم في المقلاة."ماذا تفعل؟" خرجت الكلمات من فمي مشوبةً بالذهول أكثر مما قصدت.رفع رأسه، فلمحتُ لبرهةٍ ترددًا في عينيه الرماديتين العاصفتين: "أُعد الفطور.""أنت تطبخ؟" لم أستطع إخفاء الشك من نبرتي."ما مدى صعوبة الأمر؟" قال ثم عاد بنظره إلى الموقد، مقطبًا حاجبيه وهو يتأمل محتويات المقل

  • الزوجة غير المرغوب فيها وتوأمها السري   الفصل 28: كسر التعويذة

    منظور مياتقلص العالم من حولي ليصبح إحساسًا خالصًا؛ شفتا كايل على شفتي، ويداه متشابكتان في شعري، وحرارة جرعة كاثرين تحترق في عروقنا. كانت كل لمسةٍ تبدو مضخمة، كهربائية، كما لو أن الأعشاب قد أيقظت كل نهاية عصبية في جسدي.انسكب ضوء القمر عبر نوافذ غرفة النوم، ينحت ظلالًا فضية على وجه كايل وهو يبتعد قليلًا، وأنفاسه متقطعة. كانت عيناه الرماديتان العاصفتان أشبه بالسواد الآن، وقد اتسعت حدقتاهما بالرغبة."ميا..." همس، واسمي على شفتيه صلاةً ولعنةً في آنٍ واحد. تتبعت أصابعه منحنى وجنتي، ونزلت إلى عنقي، تاركةً خلفها دروبًا من لهب. "تكلمي."لم أستطع الإجابة. لم أثق بصوتي بينما كانت لمسته تفكك كل دفاعاتي الحصينة. بدلًا من ذلك، سحبته إليّ من جديد، لأغرق في طعم التوابل والظلام على لسانه.تحركنا كراقصين في حلم، كل خطوة تقربنا أكثر من السرير. اختفت ربطة عنق كايل في مكان ما على طول الطريق، وقميصه نصف مفتوح، كاشفًا عن لمحات مغرية من بشرته السمراء. انفرج معطفي الحريري، فتشرب الحريرُ حرارةَ جسدي المحموم والتصق به كجلدٍ ثانٍ.وجدت شفتاه نقطة النبض في عنقي، فشهقتُ من وقع الإحساس. نطقتُ اسمه: "كايل..."تمتم

  • الزوجة غير المرغوب فيها وتوأمها السري   الفصل 27: تأثير الجرعة

    منظور مياشعرتُ أن البهو قد ضاق بنا فجأة، وأن الهواء فيه أشد دفئًا بعد رحيل كاثرين. امتزجت رائحة الأعشاب العالقة في الجو برائحة عطر كايل المألوفة، فخلق المزيج شيئًا غريبًا ومُسكرًا بيننا. وقف كايل صامتًا كتمثال، لكن مظهره المصقول دومًا قد اعتراه خللٌ واضح؛ فرابطة عنقه مرتخية، وأثر طلاء الأظافر الزمردي يبدو صارخًا على قميصه الأبيض، وحمرةٌ خفيفة تتصاعد على وجنتيه.تأملتُ النقوش المعقدة في الأرضية الرخامية، متتبعةً تعرجاتها بعيني في محاولةٍ يائسة لتجنب النظر إليه مباشرة. كان صمتٌ ثقيلٌ يضغط على الهواء بيننا، لا يقطعه سوى دقات الساعة الكبيرة الرتيبة وأصوات السيدة تشين البعيدة في المطبخ."يجب أن..." خرج صوتي أجشًا، غريبًا عن مسامعي. تنحنحتُ، محاولةً من جديد بصوتٍ أوضح: "أنا بحاجة للاستحمام. والاستعداد للنوم.""بالطبع." جاء صوته محايدًا ومدروسًا بعناية. ثم، على غير المتوقع، أضاف: "تصاميمكِ لمشروع هافرز."رفعتُ بصري رغمًا عني، متفاجئة: "ماذا؟"تراقص شيءٌ ما في عينيه الرماديتين العاصفتين وهو يتابع: "إنها استثنائية. دمجكِ للعناصر التاريخية مع معايير الاستدامة الحديثة. طريقتكِ في الحفاظ على روح

  • الزوجة غير المرغوب فيها وتوأمها السري   الفصل 26: تحذير أم

    منظور مياتحطّم سكون الظهيرة الهادئ على وقع صوت الباب الأمامي وهو يُفتح عنوةً، فَعَلاه صوت نقر حاد لكعب عالٍ فاخر على الأرضية الرخامية. في الخارج، تسلل إلى سمعي أزيز محرك سيارة بنتلي وهو يتلاشى بعيدًا؛ فكاثرين لا تقود سيارتها بنفسها أبدًا حين تكون غاضبة.دوّى صوتها الآمر في أرجاء البهو: "سيدة تشين! أين ابني؟"رفعتُ بصري عن رسوماتي الهندسية، فتلاشت من ذهني التفاصيل الدقيقة لجناح مشروع هافرز الشرقي مع وصول صوت كاثرين إلى الطابق العلوي. ومن خلال بابي المفتوح، سمعتُ خطوات السيدة تشين المتسارعة على الدرج الكبير.جاءها صوت السيدة تشين، وقد شابته مسحة من القلق لم أعهده فيها: "السيدة برانسون الكبرى، سيد كايل في المكتب—""في المكتب؟" قطر التهكم من صوت كاثرين وهي تردد كلمتها باستنكار، ثم تحولت نبرتها إلى أمر قاطع لا يقبل الجدال: "اتصلي به. أخبريه أن يعود إلى المنزل فورًا. وأنا أعني فورًا، وليس بعد أي 'اجتماع' مزعوم قد يدّعيه."تركتُ عملي جانبًا، وملّستُ على فستاني الصوفي الرمادي البسيط وأنا أهبط الدرج. وقفت كاثرين في منتصف الردهة الرخامية، كملاكٍ مُنتقم متوشح بالحرير الزمردي. بدلتها من شانيل مصم

  • الزوجة غير المرغوب فيها وتوأمها السري   الفصل 25: فندق هافرز

    منظور مياتسربت شمس الصباح عبر النوافذ البارزة لغرفة الضيوف الكبيرة، راسمةً ظلالًا طويلة عبر ما أصبح استوديو عملي المؤقت. غطت الرسومات كل سطح: مخططات الارتفاع مثبتة على الجدران، عينات المواد مبعثرة على الطاولات، وتصاميم ثلاثية الأبعاد تتوهج على شاشات متعددة. في خضم هذه الفوضى الخلاقة، شعرتُ بانتماء عميق، وكأنني أُرمّم جزءًا منسيًا من ذاتي.قاطع تركيزي طرق السيدة تشين اللطيف على الباب: "سيدة ميا؟ أحضرتُ لكِ شاي الصباح."دخلت وهي تحمل صينية فضية، وتتحرك بحذر حول أكوام المخططات. تصاعد بخار الياسمين في الهواء، محاولة صغيرة للمواساة في هذا المنزل المفرط في هدوئه."شكرًا لكِ يا سيدة تشين. يمكنكِ تركه في أي مكان." همستُ دون أن أرفع نظري عن التفصيل الذي كنتُ أرسمه؛ نمط معقد لنافذة السقف في البهو الرئيسي."ثلاثة أيام." قالت وهي ترتب طبقًا من الشطائر الصغيرة بجانب الشاي: "ثلاثة أيام وأنتِ بالكاد تغادرين هذه الغرفة. بالكاد تأكلين."احتججتُ: "لقد أكلت." لكن حتى أنا سمعتُ مدى ضعف صوتي."الشاي والخبز المحمص لا يعتبران وجبات يا سيدة ميا." توقفت للحظة، ثم أضافت بهدوء: "سيد كايل لن يرغب—""أرجوكِ." جاء

続きを読む
無料で面白い小説を探して読んでみましょう
GoodNovel アプリで人気小説に無料で!お好きな本をダウンロードして、いつでもどこでも読みましょう!
アプリで無料で本を読む
コードをスキャンしてアプリで読む
DMCA.com Protection Status