เข้าสู่ระบบمدت تالة يدها برشاقة نحو مالك.هي التي دخلت عالم الترفيه بهوية ابنة الأثرياء، اعتادت أن تكون محط أنظار الجميع، والكل يحيط بها.حتى في الخارج، كانت بجمالها قادرة على جذب الأنظار أينما حلت.سحرها لا جدال فيه.يكفي أن ينظر إليها أي شخص مرة واحدة، حتى يعجز عن صرف بصره عنها.ومالك لم يكن استثناء.كانت تالة مليئة بالثقة، لكنها انتظرت طويلا دون أن يمد الرجل أمامها يده لمصافحتها.فسرت الأمر بأن الراسني الثالث ربما توقف لحظة مأخوذا بجمالها، فنسي أن يرد الحركة.رفعت عينيها نحوه، وفي عينيها دلال لا ينتهي.لكنها فوجئت بنظرة غير راضية من عينيه.تجمدت قليلا، لكنها متعمدة تجاهل عبوسه المتجهم، ورفعت ابتسامة على شفتيها قائلة: "أنا تالة..."تقدمت خطوة وهي تتحدث،لكن فجأة التوت قدمها وفقدت توازنها.وفي لحظة اندفعت نحو مالك.كان المشهد طبيعيا للغاية، فهي ممثلة بارعة، واثقة أن حركتها ستبدو "عفوية"، وكأنها وقعت بين ذراعيه بلا قصد.وكانت متأكدة أن هذه الطريقة ستجذب حتى ذلك الرجل البارد الذي يقال عنه الراسني الثالث.وفي لحظة خاطفة، أمسكت تالة بذراع مالك، نصف جسدها معلق عليه، وشعرت بقوة ذراعه، فخفق قلبها بشدة.
خرج مالك من قصر الهاشمي، فتقدم رائد مسرعا وقدم له الهاتف قائلا: "سيدي، الحاجة..."وأضاف رائد بوجه يحمل معالم القلق: "الحاجة طلبت أن تنظر في هاتفك، وأوصت بأن هذا الاتصال عليك أن تجيب عليه بنفسك..."أخرج مالك هاتفه، فرأى بالفعل عدة مكالمات فائتة من قصر الراسني القديم."همم." تمتم مالك بصوت منخفض، ثم تناول الهاتف من يد رائد دون مبالاة."جدتي...."ما إن نطق مالك بالكلمة، حتى جاءه صوت الحاجة من الطرف الآخر ممتزجا بالبرود: "لا تزال تذكر أنني جدتك؟ كنت أظن أنك نسيتني تماما.""كيف أنسى؟ كنت في عزاء الشيخ الهاشمي، ولم يكن مناسبا أن أرد على الهاتف."بمجرد أن سمعت الحاجة تفسيره، زال ما في قلبها من انزعاج سريعا، وقالت: "حسنا، أردت فقط أن أوكلك بأمر. عليك أن تذهب فورا إلى شركة نجوم الترفيه، فالمسؤول هناك قد استقال، وأنت ستتولى الأمر مؤقتا."شركة نجوم الترفيه؟إمبراطورية مجموعة الراسني تضم عشرات الشركات.وشركة نجوم الترفيه ليست سوى شركة ترفيهية صغيرة، فكيف تطلب منه أن يتولى إدارتها؟في لحظة، أدرك مالك أن في الأمر شيئا غير عادي، فقال: "جدتي، قولي لي بصراحة، ما الذي تريدينه؟"قولها بصراحة؟لو أخبرته م
خارج قصر الهاشمي.علمت تالة منذ الصباح من عمتها بمكان وجود مالك، فلم تتمالك نفسها وأسرعت إلى قصر عائلة الهاشمي.أما التعزية في ميت، فلم تكن تهمها كثيرا،لكنها لم تمانع أن تجعلها وسيلة للاقتراب من مالك.داخل السيارة الفاخرة.كانت تالة ترتدي فستانا أسود طويلا، تفقدت بعناية مكياجها الأنيق الذي أعدته خصيصا، وحين تأكدت أن مظهرها في أفضل حال، وضعت نظارتها السوداء ونزلت من السيارة.أخذت تنظر حولها، لكن عينيها أظهرت خيبة أمل، ولم تتمالك أن تهمس لمساعدتها بنبرة استياء: "ألا يوجد صحفي واحد هنا!"كانت تظن أن شخصية مثل الشيخ الهاشمي ستجذب الصحفيين للتجمع أمام قصر عائلة الهاشمي.ولو كانت تعلم مسبقا بعدم وجودهم، لكانت رتبت حضورهم بنفسها.لكن الآن، بلا شك، فات الأوان."لا بأس، في المرة القادمة أخبري الصحفيين قبل أن أصل." قالت تالة بامتعاض وهي تحدق في مساعدتها: "حتى هذا العمل البسيط لم تنجزيه، لولا أن..."توقفت فجأة، لكن عينيها خلف النظارة السوداء أطلقتا نظرة حادة."آنسة، سأقوم بواجبي كما يجب." ردت المساعدة بخوف.كانت تعرف جيدا ما الذي لم تكمله تالة في جملتها.فعندما عادت تالة إلى البلاد.وخلال حفل تو
تراجع رائد فورا عن الفكرة التي خطرت له للتو.لم يكن أمامه سوى أن يشغل السيارة رغم التردد.تحركت السيارة لمسافة، ومن خلال المرآة الخلفية، ظلت فادية واقفة في مكانها، تتضاءل صورتها شيئا فشيئا، حتى اختفت عند منعطف الطريق.عادت فادية إلى قصر عائلة الهاشمي.في قاعة العزاء، كان يوسف يجلس وحيدا يحرس المكان.ولما رآها تدخل، تعرف فورا على المعطف الذي كانت ترتديه.إنه معطف مالك!إذن… لقد ذهبت لرؤيته فعلا؟أطرق يوسف بعينيه، وشعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه، لكنه أجبر نفسه على كبته.…عاد مالك إلى مسكنه في وسط المدينة.ولم ينل قسطا من الراحة، فما إن بزغ الفجر حتى اغتسل وبدل ثيابه، وبعد نصف ساعة توقفت سيارته مجددا أمام قصر عائلة الهاشمي."سيدي… ما الأمر؟"في السيارة، رائد يراقب سيده عبر المرآة الخلفية.لم يمض سوى ساعتين أو ثلاث على مغادرتهما المكان، وها هو يعود من جديد.كان واضحا أن سيده يتمنى لو يقضي كل لحظة إلى جوار السيدة.لم يكتشف رائد من قبل أن سيده… بهذا القدر من التعلق!ولكن...قال رائد بحذر: "سيدي، في مثل هذه الظروف عند عائلة الهاشمي، ما تفعله قد يغضب السيدة؟"فسيدة في فترة حداد.رد مالك بلهجة
طريقة أخرى...من نبرة صوته وحدها، ارتجف قلب فادية من غير وعي.حين التقت بعيني مالك المليئتين بالجرأة والتمرد، أدركت فورا ما الذي يقصده بقوله "طريقة أخرى".اقترب وجهه الوسيم منها، فاندفعت فادية لا إراديا إلى الوراء.لكن كفه الكبيرة استقرت خلف رأسها، مانعا إياها من الهروب.أنفاس مالك لامست وجه فادية، وكأن اللحظة التالية سيغرس أسنانه في عنقها. وفي تلك اللحظة الحرجة، تفجرت الكلمات من شفتيها: "سمعت، سمعتك!"توقف مالك عن اندفاعه.لكن ذلك لم يكن كافيا ليرضيه.هذه الصغيرة عديمة القلب، التي قالت كلماتها القاسية قبل قليل بكل حزم، كان لابد أن يمنحها عقوبة تليق بها، ليمسح شيئا من جرحه الداخلي."وما الذي سمعته؟" قالها بأنفاسه الدافئة على عنقها.صوته المليء بالإغراء اخترق أذنها، فشعرت فادية بتيار كهربائي يجتاح جسدها كله.وبينما كانت مذهولة، تغير صوته قليلا قرب أذنها: "هاه؟"كان واضحا أنه يطالبها بالإجابة بسرعة.ما الذي سمعته؟ترددت كلماته الأخيرة في ذهنها، فاشتعلت وجنتاها بحرارة مفاجئة."ما الذي سمعته؟" قالها وشفاهه تلامس بشرتها.لم تجرؤ فادية على التأخير لحظة، فاندفعت تقول وكأنها ترمي بنفسها في الب
إنه يخشى أن تشعر بالبرد!لكن تلك الكلمة "زوجتي" ذكرت فادية بأن علاقتها به لم تكن سوى صفقة عابرة جاءت بالخطأ.في مدينة الياقوت، كانت تستطيع أن تتجاهل الأمر.أما في العاصمة، فلم يعد بإمكانها إنكار ما قالته جنى قبل قليل، فقد لامست الحقيقة."أي زوجة؟ الراسني الثالث، من فضلك لا تناديني هكذا." قالت فادية ببرود، وعيناها تحملان شيئا من النفور.تجمدت ابتسامة مالك للحظة،لكن سرعان ما عاد وجهه الوسيم ليرتسم عليه نفس الابتسام.مد يده محاولا الإمساك بيدها، لكنها تفادت لمسته.ثم انبعثت صوت ضحكتها الباردة عند النافذة:"الراسني الثالث، بهذه الطريقة تجعل موقفي صعبا. هذا قصر عائلة الهاشمي، وأنت حاكم مجموعة الراسني، ولو التقطت وسائل الإعلام الخبيثة صورا لك وأنت تتجول خارج القصر، لأضافوا إليها ونسجوا الشائعات، وذلك لا يصب في صالحك ولا في صالحي. وهناك أيضا...""في الليلة الماضية، أمام وسائل الإعلام، ساعدتني، أنا ممتنة لك. لكنك رجل ذو مكانة عالية، لذا أرجوك لا تقم بما قد يثير الشبهات، ولا تقل ما قد يسبب سوء الفهم."لم تكن فادية تريد أن تغرق أكثر في هذا التشابك،لذلك اختارت كلمات قاسية، باردة، خالية من أي عا







