Share

الفصل 16

Author: يونس الثلجي
بعد أن غادرت الممرضة، دخلت وردة إلى مكتب سلوى وهي تساند نفسها على ذراع شخص ما.

"كوني حذرًة أثناء الخياطة، ولا تتركي أي أثر!"

أعطت وردة التعليمات ببرود ثم استقرت على الكرسي، وأخذت هاتفها لتبدأ بمشاهدة الفيديوهات.

على الرغم من أن سلوى لم تعجبها تصرفاتها، إلا أنها كانت طبيبة. لذا، انحنت وبدأت في خياطة جروح وردة بتركيز.

"آه!"

بينما كانت سلوى في وضعية الانحناء للتحضير للخياطة، ووردة مشغولة بمشاهدة المسلسل، سقط باسم على سلوى بشكل غير متوقع.

أصاب إصبعه الجرح تمامًا.

استغل الفرصة ودهن الجرح بالملح الموجود على إصبعه.

"آه!"

تجمدت ملامح وردة بسبب الألم، وارتفعت فجأة من على الكرسي!

فزعت سلوى.

"أعتذر... "

توجه باسم بالاعتذار بطريقة لطيفة، "عمة جميلة، لم أكن أقصد، فقط... سقطت عن غير قصد..."

كانت ملامح وردة مشوهة من الألم، وصاحت بغضب، "هل يكفيك مجرد القول بأنك كنت غير متعمد؟"

"لقد كنت غير متعمد فعلاً."

حاول باسم بكل جهد أن يظهر بريئًا بعينيه الواسعتين، "عمة جميلة، إذا كنت غاضبة جداً..."

"إذن عليك أن تسقط فوقي."

أصابتها الغضب، وهي تتساءل كيف يمكن أن تسقط على هذا الصبي المزعج!

"عذراً، هذا ولدي بالتبني، الأطفال أحيانًا يتصرفون بشكل عشوائي."

أوضحت سلوى وهي تعقم الجرح بالكحول، "ستشعر ببعض الألم، تحملي."

وبمجرد أن أكملت تعقيم الجرح، ملأت صرخات وردة المتزايدة أرجاء العيادة.

أكملت سلوى خياطة الجرح بينما استمرت وردة في التركيز على مسلسها.

في لحظة حاسمة، ظهرت رسالة على الهاتف تفيد بأن كلمة مرور الواي فاي خاطئة.

عقدت وردة حاجبيها، "ماذا يحدث؟"

اقترب باسم بحذر، "عمة جميلة، سأساعدك."

"اعتبرها اعتذاراً عن ما حدث."

نظرت وردة الى باسم من أعلى إلى أسفل وقررت أنه قد لا يكون مخادعًا، فسلمته هاتفها.

أخذ باسم هاتف وردة، وسجل دخولًا سريعًا على حسابها من هاتفه الاحتياطي، ونسخ كل رسائلها إلى هاتفه. ثم حذف معلومات التحقق من هاتف وردة، وسجل دخولها على الواي فاي بعد تغيير كلمة المرور.

كان باسم سريعًا، وبما أنه صغير، لم تكن لوردة أي شكوك.

أخذت الهاتف منه بابتسامة ساخرة وقالت، "حسنًا، لقد سامحتك!"

رد باسم بابتسامة واسعة، "عمة جميلة، أنت حقًا لطيفة!"

فرحت وردة بمديح باسم وخرجت راضية.

عندما رحلت، أغلقت سلوى الباب وسألت باسم، "لماذا وضعت الملح على جرحها؟"

"وأيضاً في المرة السابقة في المطعم، كانت محبوسة في الحمام بفضلك، أليس كذلك؟"

"هل بينك وبينها عداء؟"

تخذ باسم وضعًا مريحًا على السرير، "تخمينك."

...

في المساء.

بعد أن نامت نورة، خرجت علية بهدوء لتتصل بباسم.

"حسنًا، أعلم أنك تعتني بأختك الصغيرة، لم أزعجك."

كان صوت باسم في الجهة الأخرى هادئًا، "أنا هنا في بيت خالتي بخير."

"وأنت ونورة..."

تذكر باسم الحديث الذي رآه في هاتفه بين وردة وصديقتها.

تنهد، "كونوا حذرين هناك."

"ذلك العشيقة ليس من الطيبين."

رغم أنه يمكنه الآن مراقبة محتوى هاتف وردة بوضوح، إلا أنه لا يمكنه معرفة كل شيء.

"أعرف."

تنهدت علية، "ابق في بيت خالتك، ولا تثير المشاكل، فهمت؟"

"أعرف، لست طفلًا."

التف باسم بعيونه البيضاء، "الممرضات في مستشفى خالتي يحبونني، لذا لا داعي للقلق."

ضحكت علية بتعبير محبط، وأعطت له بعض النصائح قبل أن تنهي المكالمة وتعود إلى الفيلا.

على طاولة القهوة في الصالة، كانت شظايا صور الزفاف التي مزقتها وردة موجودة.

عبست علية وبدأت بحذر في تجميع الشظايا.

رغم عدم رغبتها في الاعتراف، كانت هذه الذكريات من أجمل لحظاتها.

للأسف...

"ماذا تفعلين؟"

عندما كانت علية على وشك تجميع إحدى الصور، جاء الصوت البارد من الأسفل.

سحبت يديها فجأة ونظرت في الاتجاه.

كان أمين يتكئ على الدرج، عينيه الباردتين تراقبان يديها.

انحنت علية وأعطت تعبيرًا من الاعتذار، "أعتذر، رأيت الشظايا على الطاولة واعتقدت أنك تريد تجميع الصورة، لذا..."

أمين عبس وجاء إلى جانبها بسرعة، أخذ شظايا الصورة من يدها بقوة، "لا تلمسي أشيائي مرة أخرى."

ثم وضعها بحذر على الطاولة، "لا تظني أن هذا سيجعلني أحبك."

ابتسمت علية بتعبير مملوء بالرضا، رغم أنها قالت أسف، كان في عينيها نوع من السعادة.

كانت ترغب في أن يظن أمين أنها تملك نوايا خاصة تجاهه.

هكذا، لن يشك في وجود أي هوية أخرى لها.

"إذن أمين، سأذهب الآن."

ثم توجهت صاعدة إلى الطابق العلوي.

"نورة...”

جلس أمين على الأريكة مائلًا للخلف بأناقة، "هل كانت بخير اليوم؟"

كانت الطفلة قد طلبت منه تعليق صور زفافه مع علياء، واليوم دمرتها وردة، لابد أنها حزنت، أليس كذلك؟

"بخير."

أجابت علية وهي متجاهلة أمين، بابتسامة خفيفة على شفتها، "أمين، أنت فعلاً مدلع لابنتك."

نظر أمين إلى ظهرها، ينتظر ما ستقوله.

ابتسمت علية بحذر، "كنت ألاحظ أنه لا توجد أي صورة لزوجتك السابقة في المنزل، وفجأة أصبحت هناك الكثير، هل هذا من أجل ابنتك الصغيرة؟"

تجمد أمين وعبس قليلاً.

نظر إليها ببرود، "يبدو أنك مهتمة كثيرًا بأموري انا وزوجتي."

"بالطبع."

ابتسمت علية، "جئت هنا لأتعرف على أمين، وأهتم بالأخبار السيد أمين العاطفية، فأنا فضولية."

تنهد أمين، كان على حق!

هذه المرأة التي جاءت لتكون خادمة، واضح أنها تسعى لتحقيق شيء!

نظر إليها ببرود، "تذكري، أنت مجرد خادمة."

"لا تقولي ما لا يجب قوله، ولا تفعلي ما لا يجب فعله."

"ليس من السهل على أي شخص أن يحل مكان من كان بجانبي."
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • ثلاثة أطفال أذكياء: والدهم المخادع يسعى لاستعادة زوجته   الفصل 30

    دارت عينا باسم حول بعضهما البعض، خمن أن سؤال أمين كان من أجل نورة، هل يحاول هذا الوغد تعويضها؟ عبس الصبي الصغير متذكرًا ما قالته نورة له ذات مرة:"الأخ الثاني، إذا عدنا إلى أبي، فماذا تريد منه أن يفعل لك؟""تأمل نورة أن يتمكن أبي من طهي طعام لذيذ مثل أمي.""وتأمل أن يساعد نورة في تصفيف شعرها واختيار الملابس مثل أمي.""وحكي قصص ما قبل النوم مثل أمي!"...تردد باسم في الإجابة وحذف الجزء الأقل رجولة في كلام نورة مثل " تصفيف الشعر" قال لأمين: "آمل أن يتمكن أبي من الطهي لي، واختيار الملابس، وحكي قصص ما قبل النوم."عبس أمين قائلًا: "ما زلت بحاجة إلى شخص يحكي لك قصص ما قبل النوم؟"كان هذا الصغير ناضجًا بما يكفي ليحكي قصص ما قبل النوم للآخرين."بالطبع، أنا بحاجة إلى قصص ما قبل النوم!" كان باسم غير سعيد: "ما زلت طفلاً! لا يمكنك تجاهل حقيقة أنني في السادسة من عمري فقط لأنني ذكي!"أمين: "...""حسنًا" دوّن أمين طلبات باسم على هاتفه وطلب من يسري تسوية فاتورتهما. وقف أمين وهو ينظر إلى السماء المظلمة: "لقد تأخر الوقت، هل آخذك إلى المنزل؟"ألقى باسم نظرة على كريم الذي كان مستلقيًا على الطاولة، ثم على

  • ثلاثة أطفال أذكياء: والدهم المخادع يسعى لاستعادة زوجته   الفصل 29

    "ما الخطب؟" سأل أمين واعتلى وجهيه ابتسامة خفيفة عندما رأى النظرة الصادمة على وجه باسم قائلًا له: "مندهش لرؤيتي؟"ابتلع باسم لعابه بصعوبة وأومأ برأسه بصدق: "نعم، مندهش تمامًا..."كيف وجد هذا المكان؟"يبدو أن التعريفات غير ضرورية" سكب أمين لنفسه كأسًا من البيرة بأناقة: "بما أنك أنقذت ابنتي، فلماذا تتجنبني؟""أنا لا أتجنبك" أجاب باسم، وهو يدير وجهه بعيدًا بعصبية. على الرغم من أنه غالبًا ما كان يناديه بالوغد، إلا أن ظهوره فجأة جعل باسم يشعر بعدم الارتياح.ضحك أمين قائلًا: "هل حقًا لا تتجنبني؟"سعل باسم بخفة: "أنا فقط أفضل القيام بالأعمال الصالحة دون ترك اسمي.""لم تترك اسمك فحسب، بل لم تترك أي أثر أيضًا!" لقد قام رجال أمين بتفتيش مدينة الملاهي بدقة وفحصوا كل المداخل والمخارج لكنهم لم يجدوا أي أثر لك.تناول باسم رشفة من عصير البرتقال الخاص به دون أن يرد عليه.لم يضغط أمين عليه ليجيب وبدلاً من ذلك، أعاد ملء كأس باسم الفارغ وسأله: "كم عمرك؟""ستة."نفس عمر نورة، نظر أمين إلى الصبي بلمحة من الإعجاب: "كيف تعرف كيفية تشغيل نظام التحكم في عجلة فيريس؟"نظر باسم إليه: "هذا سر."ابتسم أمين: "ماذا لو

  • ثلاثة أطفال أذكياء: والدهم المخادع يسعى لاستعادة زوجته   الفصل 28

    كانت نورة مستلقية على سريرها الوردي، وأغمضت عينيها ونظرت بجدية إلى أمين قائلة: "لقد كنت معي لفترة طويلة، يجب أن تذهب إلى العمل الآن.""دع العمة تأتي وتحكي لي قصة!"أمسك أمين بكتاب القصص: "والدك يروي قصصًا رائعة."نورة: "...""أنت تكذب! لقد سمعت قصصك من قبل!"سحبت الفتاة الصغيرة كمّه: "أريد العمة علية! أبي، اذهب واعمل..."بعد الكثير من التوسل، غادر أمين أخيرًا غرفة الأطفال، وبدا عليها عدم الرضا تمامًا. في الخارج، كانت علية تنتظر في الردهة. فتح أمين الباب، وألقى عليها نظرة منزعجة، ثم ابتعد. هزت علية رأسها بعجز ودخلت الغرفة.همست نورة: "أمي، ألا تعتقدين أن أبي كان لطيفًا للغاية اليوم؟""يبدو أنه خائف حقًا من خسارتنا."قالت علية وهي تضع ابنتها في السرير: "إنه خائف من خسارتك أنتِ، أنا لم أعد أشعر تجاهه بأي مشاعر، الرابط الوحيد بيننا هو أنتم الثلاثة.""لذا" مسحت رأس ابنتها برفق: "لا تتوقعي أن تقع أمك في حبه، حسنًا؟"عضت نورة شفتيها وخفضت رأسها شاعرة بالذنب: "حسنًا."...في أحد أكشاك الطعام في الشارع غرب المدينة، جلس باسم على مقعد، يراقب مختلف الأشخصا ويستمع إلى ثرثرتهم الصاخبة. شعر بالإثارة

  • ثلاثة أطفال أذكياء: والدهم المخادع يسعى لاستعادة زوجته   الفصل 27

    تحول وجه وردة إلى اللون الشاحب، كان كل تركيزها هو العثور على أدلة لإلقاء اللوم بالكامل على علية لدرجة أنها نسيت أن فيلا الخليج الأزرق لديها أيضًا إشارة لسجلات أمين."صحيح" استندت علية على الحائط وإعتلى وجهيها ابتسامة ساخرة وقالت: "على الرغم من أن إشارات هاتف السيد أمين مشفرة، ولكن إذا تسربت إشارة أو اثنتان وقمتِ بمراقبتهما، فقد تبلغ قيمة البيانات مليارات الدولارات."تحول وجه وردة إلى اللون الشاحب: "أمين، أنا... لن أبيع بياناتك أبدًا! كنت حريصة فقط على العثور على أدلة ضد علية."عند رؤية ذعر وردة، انكمشت شفتا علية في ابتسامة باردة."عمة..." حين كانت علية على وشك التحدث، جاء صوت نورة من الجناح. نسيت علية كل شيء آخر، واندفعت إلى الغرفة.تركت أمين ووردة وحدهما في الرواق، يواجهان بعضهما البعض. "أمين" كان صوت وردة منخفضًا ومتملقًا: "أنا أخطأت...""الآن ليس الوقت المناسب للاعتذارات." قال أمين ببرود: "بمجرد إنتهاء التحقيق، إذا تبين أنك متورطة كما قالت علية، فأنتِ تعرفين العواقب جيدًا."بعد ذلك، استدار ودخل الجناح وأغلق الباب خلفه. وقفت وردة في الرواق، وصدرها ينبض سريعًا من شدة الغضب. كانت تعتقد

  • ثلاثة أطفال أذكياء: والدهم المخادع يسعى لاستعادة زوجته   الفصل 26

    يجب أن أهدا، يجب أن أهدأ!تنهدت علية ونظرت إلى أمين قائلة: "لو أخبرتك أني كنت أبحث عن ظروف ومخاطر الملاهي لأني كنت خائفة من أن يصيب نورة أي مكروه، هل ستصدقني؟"ضحكت وردة ساخرة: "وماذا عن ذلك الرقم؟"شدّت علية على أسنانها موقفة الكراهية التي كادت أن تنبثق منها: "هذا الرقم.....""هذا رقم صديق لي.""كان يعرف أني سأذهب إلى الملاهي، وخشي أن يصيبني أي مكروه، فكان يطمئن عليّ."نظرت إلى أمين وهي تحاول أن تجعله يصدق حديثها.عبس أمين حاجبيه قليلا: "اتصلي بصديقك واطلبي منه القدوم، سأسأله بنفسي.""لن يأتي"ارتجفت شفتي علية: "أنا لن أعترف بهذه الجريمة التي لا أساس لها، ولاحاجة لصديقي أن يأتي ويشرح موقفه."أغلقت عينيها وقالت بصوت هادئ: "كل ما فعلته اليوم، سواء عن طيب خاطر أم لأجل إرضاء السيد أمين فقط، وحدك يا سيد أمين من يجب أن يعرف أفضل منا. السيد أمين بالنسبة لي ليس أكثر أهمية من نورة."كلماتها جعلت أمين يعبس، وتذكر ما حدث بأعلى عجلة فيريس، ومحاولتها بغضب شديد دفعه لأسفل لأنها ظنت أن نورة قد ماتت، تذكر مشهد غضبها والكراهية الشديدة التي كانت موجودة في ذلك الوقت والتي مازال يشعر بها حتى الآن."من يم

  • ثلاثة أطفال أذكياء: والدهم المخادع يسعى لاستعادة زوجته   الفصل 25

    ارتطم ظهر علية بالحائط الصلب، مما تسبب في تقلصها من الألم. أمسك أمين برقبتها، وامتلأت عيناه بالرعب: "أنتِ مجرد خادمة تحاول إرضائي من خلال التظاهر بالإهتمام بنورة، من تظنين نفسك؟""أُقدّر ما فعلتهِ اليوم، لكن هذا لا يمنحك الحق في التعليق على الأمورالتي بيني وبين زوجتي السابقة. لا أحد، بإستثناء والدة نورة البيولوجية، يمكنه التحدث معي بهذه الطريقة!"شدد قبضته، وتحول وجه علية إلى اللون الأرجواني. وحين كانت على وشك فقدان الوعي، أطلق سراحها: "تذكري مكانتك!"انهارت علية على الأرض ممسكة برقبتها تلهث بحثًا عن الهواء."حسنًا، ما الذي يحدث هنا؟" تردد صوت وردة الكسول في الردهة. نظرت علية بشكل غريزي إلى الأعلى. نظرت إليها وردة مرتدية فستانًا أحمر وكعبًا يبلغ ارتفاعه سبعة سنتيمترات وقالت بتعابير متغطرسة: "النساء الجميلات سامات دائمًا.""لقد تآمرتِ ضد نورة، ورتبتِ عملية إنقاذ، وأملتِ أن يكون أمين ممتن لك؛ كانت خطتك جيدة حقًا، لكنني كشفتك!""وردة، ما الذي تتحدثين عنه؟" سأل أمين عابسًا ببرود. أصبح الهواء في الردهة جليديًا."أقول أن هذه الخادمة خططت لكل شيء لتجعلك أنت و نورة ممتنين لها" سخرت وردة من عل

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status