تفحص كمال المكان وقال: "لا بد أن ديكور هذا البيت كلف مالا كثيرا، أليس كذلك؟"قالت ليلى: "ثم ماذا؟""هل دفع خالد كل ذلك؟""نعم، هو الذي دفع، السيارة الفاخرة من ماله، وهذا المنزل أيضا، وأنا جئت وأسكنت فقط."ضغط كمال شفتيه قليلا، ثم وقعت عيناه على شيء فوق الطاولة فجأة.قال وهو يتجه نحو الطاولة: "ما هذا؟"رفعت ليلى نظرها، وانكمشت عيناها بدهشة، لأن كان على الطاولة شريط اختبار حمل.مدت ليلى يدها لتأخذه.لكن كمال سبقها، فأمسكه قبلها.نظر إلى شريط اختبار الحمل ثم نظر إليها وقال: "لماذا اشتريت شريط اختبار الحمل؟"نظرت ليلى إليه سريعا، واطمأنت لأنه جديد ولم يظهر عليه خطان أحمران، وإلا لانكشف أمر حملها.وبما أنه لا يحب الأطفال ولا ينوي أن يكون أبا، فهي لا تنوي إخباره.لكنها لم تكن متأكدة من موقفه، لو عرف أنها حامل، هل سيتركها تحتفظ بالطفل؟وإن لم يرد ذلك، هل سيجبرها على الإجهاض؟لم تجرؤ أن تخاطر."ليلى، لماذا لا تردين؟ سألتك، لماذا عندك شريط اختبار الحمل؟"سقط بصر كمال الحاد على ليلى.قالت ليلى: "طبعا لأجل اختبار الحمل."خطا كمال بخطوة طويلة واقترب منها.غطاها ظله المهيب، فتراجعت خطوتين وقالت: "م
سحب كمال ليلى من المطعم، فخطا بخطوات واسعة، ولم تستطع إلا أن تتعثر خلفه.قطبت ليلى حاجبيها وقالت: "كمال، اتركني!"فتح كمال باب السيارة الفاخرة، ودفعها إلى المقعد الأمامي، ثم عاد وجلس في مقعد السائق.انطلقت سيارة رولز رويس فانتوم بسرعة على الطريق، فقالت ليلى وهي تعقد حاجبيها: "سيد كمال، هل أنهيت العشاء بهذه السرعة؟ ألم تستطع الراقصة ذات الفستان الأحمر أن تبقيك عندها؟"لم تتوقع ليلى أن يدخل كمال فجأة إلى الحانة، فقد رأته يتابع رقص الجميلة قبل لحظات.وضع كمال يده العريضة التي يزينها ساعة فاخرة على المقود، وانعكس نور النيون على وجهه الوسيم، فقال: "أرأيتني إذن؟"أومأت ليلى وقالت: "نعم، رأيت كيف تلقي النساء أنفسهن إليك واحدة تلو الأخرى، وكيف تسقط النساء قلوبهن عند قدميك."ابتسم كمال بسخرية وقال: "ولماذا أنا فقط؟ ألم تذهبي أنت أيضا إلى حانة العارضين؟ هل كانت ممتعة؟ لو جئت متأخرا قليلا، هل ستدفعين ببطاقتي هناك على بعضهم؟"ليلى: "…" يا للسانه السليط.قلقت ليلى على روان، فأخرجت هاتفها واتصلت برقمها.لكن رنين الهاتف استمر طويلا، ولم يجب أحد.ماذا تفعل روان الآن؟قال كمال بصوته العميق: "هل روان مع
رفع رامي الغطاء ووضعه على وجهه الوسيم، فلم يجد ما يقوله ولم يرد الكلام.فعل ذلك للمرة الأولى، فقبضت عليه فورا، يا لسوء حظه.مدت روان يدها وأبعدت الغطاء عن وجهه وقالت: "رامي، تكلم! لماذا تشاهد مثل هذا الفيديو؟"استلقى رامي على السرير بإهمال، نصف ساقه الطويلة متدل خارج الفراش، يجمع بين الكسل والوحشية، بلا اكتراث.جذبت روان الغطاء عن وجهه، فسقط جسدها الناعم فوقه وضغطت عليه.قال رامي مستسلما: "شاهدت، فماذا في ذلك؟""أنت!" وقد أذهلها وقاحته.نظر رامي إلى وجهها الصغير وقال: "يمكنك أن تخرجي الآن.""لن أخرج.""فماذا تريدين إذن؟""أريد أن أشاهده أيضا!"ضيق رامي عينيه، ومد يده ليخطف الهاتف مانعا إياها.لكن روان كانت قد فتحت الفيديو فعلا، ولم تشاهده من قبل، فغلبها فضولها."روان!"حاول رامي أن يسترجع الهاتف، فتهربت روان، فتدحرجا على السرير، وانتهى وهو ملتصق بها من الخلف كأنه يعانقها.رمشت روان بعينيها اللامعتين وقالت: "رامي، لنشاهد معا."نظر رامي إليها صامتا.فتحت روان المقطع.عاد رامي واستلقى على السرير، كان ينوي أن يشاهده وحده، لكن دخولها قلب الأمور، وصار كل شيء ينفلت من يديه.وما هي إلا لحظات ح
كان هذا مقطعا غير عادي، يحمل طابعا فاضحا.وصل الصوت المريب، ففهم رامي فورا ما يجري وأغلق المقطع حالا.أرسل رامي إلى آدم كلمتين: "تثير المشاكل."ضحك آدم وقال: "أخي رامي، لديك حبيبة الآن، عليك أن تتعلم بعض الخبرة، فهذا وقت المراهقة."أجاب رامي: "انصرف!"فتوقف آدم عن إرسال المزيد.عاد رامي يبحث في أمر السيد شبح، ومضى نصف ساعة من دون أن يشعر، ثم تمدد على سريره واضعا ذراعه خلف رأسه، وعقله مضطرب لا يعرف بما يفكر.كان قلبه ساكنا من قبل.لكن منذ أن التقى روان، بدأ قلبه يضطرب.أخرج رامي هاتفه من دون وعي، وفتح ذلك المقطع من جديد.في الغرفة المجاورة كانت روان وندى قد تمددتا على الفراش، تتحدثان قبل النوم.سـألت روان: "ندى، كيف حال والدتك مؤخرا؟"أومأت ندى وقالت: "جيد جدا، منذ أن أخذنا الدواء من المستشفى، صارت أمي أفضل بكثير وأصبحت أكثر نشاطا."اطمأنت روان قليلا، فذلك الدواء كان مستوردا، وقد جعلت الطبيب عماد يصفه بأرخص ثمن لأم رامي، لذلك لم يعرفوا الحقيقة.بدا أن مفعول الدواء قوي، لكنه لن يطيل عمر أمه كثيرا."ندى، عندما تنجحين في دخول المدرسة الثانوية الأولى، يمكنك أن تسكني عندي، بيتي قريب جدا من ا
وخلعت روان سترتها أيضا.صرخت روان: "آه… مم!"أرادت روان أن تصرخ، فوضع رامي يده على فمها ومنعها."لا تصرخي، أمي وأختي ستسمعان، أتريدين أن تجداك هكذا؟"رمشت روان بعينيها المذعورتين ونظرت إليه، ثم أبعدت يده وقالت: "لن أصرخ، أنزلني أولا."أفلت رامي يده، فنزلت روان عنه.لكن يد روان لامست شيئا، وهذه ليست مرة أولى أن تلمسه، فمدت يدها بفضول وقالت: "ما هذا؟""روان، توقفي!" حاول أن يمسك يدها.لكن روان سبقت بحركتها، فلم يتمكن من منعها.تشنج جسد رامي فجأة، واحمرت عيناه بلهيب مكبوت.استوعبت روان فجأة، كأن رأسها انفجر، فتراجعت خطوات مرتبكة، وعيناها الواسعتان تحدقان به: "أنت… أنت…"نظر رامي إلى ملامحها البريئة المرتبكة، فاستدار بسرعة وغادر.روان: "…"يا إلهي، ماذا فعلت للتو؟رفعت روان يديها وغطت وجهها المتورد، وشعرت أنها لم تعد تجرؤ أن تواجه أحدا.خرج رامي، وبعد لحظات جاء صوت روان من الداخل: "رامي!"توقف رامي في مكانه.قالت روان: "أنا خائفة أن يعود الفأر، قف عند الباب حتى أنتهي من الاستحمام، لن أتأخر، ممكن؟"أجاب رامي من دون تردد: "حسنا."وسرعان ما جاء صوت الماء من الداخل، وكانت روان تستحم.فتح رامي
نظرت روان إلى المطر المنهمر في الخارج بحيرة، وتساءلت كيف تعود إلى الجامعة الآن.قالت ندى: "الأخت روان، العودة تحت هذا المطر خطيرة، ابقي هنا الليلة."قالت أم رامي: "نعم يا روان، ابقي هنا ونامي مع ندى في غرفة واحدة."أحبت أم رامي روان كثيرا لكنها التزمت حدودها ككبيرة، ولم تسمح لها أن تنام مع رامي أبدا.أومأت روان وقالت: "ندى، إذن الليلة سأكون ضيفتك."أمسكت ندى بذراع روان وقالت بسعادة: "أختي روان، سآخذك إلى الغرفة."دخلت روان غرفة ندى، وأخرجت ندى ثوب نوم جديدا وقالت: "أختي روان، هذه الملابس جديدة، خذيها لكي ترتديها."أخذت روان الثوب بيدها وقالت: "شكرا يا ندى.""أختي روان، اذهبي للاستحمام أولا."احتوى هذا البيت على ثلاث غرف صغيرة، غرفة لأم رامي، وغرفة لرامي، وغرفة لندى، وكان الحمام مشتركا.خرجت روان وهي تحمل الثوب وقالت: "حسنا، سأذهب للاستحمام الآن."رأت روان رامي عند خروجها من الغرفة، فنادته: "رامي، المطر يهطل بغزارة، لا أستطيع العودة الليلة، لا تقلق، لن أخلق المشاكل ولن أسبب لكم أي إزعاج."نظر رامي إلى المطر ثم إليها وقال: "وأين ستنامين؟"غمزت روان بمكر وقالت: "معك."تجمد رامي قليلا وقال