الفصل 4

في هذه اللحظة، وصلت مريم أحمد إلى الفيلا للتو.

عندما فتحت الباب ورأت زياد الراوي، بدا على عينيها بعض من الدهشة.

"كيف أتيت إلى هنا؟"

ابتسم زياد الراوي بلطف وقال بصوت هادئ: "لم نلتقِ منذ وقت طويل. صادف أن لدي إعلان في القاهرة، لذا جئت لأقيم ليلة واحدة. لم أكن أعلم أنك ستأتين، إذا كان هذا غير مناسب، سأغادر قريبًا."

قبل زواجها من عمر الحسن، عملت مريم أحمد كوكيلة خلف الكواليس لبعض الوقت، وكان زياد الراوي أحد الفنانين الذين عملت معهم، وأكثرهم اجتهادًا.

كانت مريم أحمد معجبة بعمله، وكانا كمعلم وتلميذ، وأيضًا كصديقين مقربين. حتى بعد توقفها عن إدارته، ساعدته في العثور على وكيل من الطراز الأول في هذا المجال، وشيئًا فشيئًا، ازدادت شهرته على مر السنين.

عندما علمت مريم أحمد بصعوبات عائلته، أعطته مفتاح هذه الفيلا، وأخبرته بأنه يمكنه القدوم والإقامة في أي وقت.

لاحقًا، بعد أن تزوجت مريم أحمد من عمر الحسن، كانت مشغولة تمامًا بمحاولة علاج ساقيه، لذا نسيت هذا الأمر تمامًا.

"لا بأس، لقد تأخر الوقت الآن، ووجهك الحالي يجذب الانتباه بنسبة مئة بالمئة، لذا لن يكون من المناسب الذهاب إلى فندق، يمكنك المغادرة غدًا."

بينما كانت مريم أحمد تسحب حقيبتها للصعود إلى الطابق العلوي، اقترب زياد الراوي منها قائلاً: "دعيني أحملها لك."

"لا داعي، ليست ثقيلة جدًا."

"هل تنوين الانتقال للعيش هنا؟"

كان في صوته نبرة من التردد، لكنها لم تلاحظ ذلك، وأومأت برأسها قائلة: "نعم، لذلك قد يكون من غير المناسب لك الإقامة هنا في المستقبل."

"أفهم، لقد كنت ممتنًا جدًا لإقامتي المجانية هنا طوال هذه السنوات."

عندما رأته جادًا للغاية، لم تستطع مريم أحمد إلا أن تبتسم قائلة: "أنت الآن نجم سينمائي، يمكنك شراء عشر فيلات مثل هذه."

ابتسم زياد الراوي قليلاً. لقد اشترى الفيلا المجاورة منذ زمن طويل، لكنه لا يزال يفضل هذه، لأنها تحتوي على روح مريم أحمد.

"هل تودين شرب القهوة؟ أنا أقوم بتحضيرها الآن."

"بالتأكيد، لكنني سأصعد للاستحمام أولاً."

"حسنًا."

بعد أن ساعد مريم أحمد في حمل أمتعتها إلى الطابق العلوي، عاد زياد الراوي إلى المطبخ ليكمل طحن حبوب القهوة بابتسامة.

بمجرد أن انتهى من تحضير القهوة، رن جرس الباب.

توجه إلى الباب، ونظر من خلال العين السحرية ليشعر بالدهشة.

لقد كان رئيس مجموعة عمر، عمر الحسن!

كانت صورته تظهر كثيرًا في مجلات الأعمال، لذا تعرف عليه زياد الراوي على الفور، كما أن الفيلم الذي يعمل عليه حاليًا يتم تمويله من قبل شركة عمر.

لكن لماذا جاء عمر الحسن إلى هنا؟

هل جاء للبحث عن مريم أحمد؟

لكن من الواضح أنهما لا يبدو يعرفان بعضهما.

بينما كان زياد الراوي في حيرة، فقد عمر الحسن صبره وضغط على جرس الباب عدة مرات.

أخيرًا، فُتح الباب.

ولكن من فتحه لم يكن مريم أحمد، بل رجل لم يره عمر الحسن من قبل، لابد أنه كان زياد الراوي، النجم الجديد الذي تحدث عنه علي عثمان!

انعكست نظرة باردة في عيني عمر الحسن، وشعر بالغضب المكبوت، وقال بغضب: "أين مريم أحمد؟"

شعر زياد الراوي أن القادم لم يكن بنية حسنة، فعبس قائلاً: "إنها تستحم، هل هناك أمر تود إخبارها به يا سيد عمر؟"

"هه!"

أطلق عمر الحسن ضحكة باردة، وكل كلمة بدت وكأنها تسقط كقطع جليد، "أنا زوجها، ماذا تظن أنني أريد منها؟!"