Share

الفصل 406

Author: ون يان نوان يو
لقد رأت أنس للتو يساعد لينا على ارتداء الخوذة، وجعل منظره اللطيف والحنون شهد تشعر بالغيرة والحسد في آن واحد.

كانت على نفس القدر من جمال لينا، بل إن خلفتيها وتعليمها وقدراتها كانت أفضل منها بكثير.

ومع ذلك، لم يُعجب أنس بها، ووقع في حب لينا، التي كانت أقل شأنًا منها بكثير. كان هذا مُحيرًا حقًا.

نظرت لينا إلى شهد الواثقة من نفسها، وردت بصوت هادئ: "عليكِ أن تسأليه هو."

إنها لا تعرف أيضًا لماذا وقع أنس في حبها من النظرة الأولى، لذا لم تستطع أن تجيب على سؤال شهد.

لكن بدا هذا الكلام كاستفزاز لشهد، فتجهم وجهها الجميل على الفور، وقالت: "سيدة لينا، من أين تستمدين هذا الشعور بالأفضلية؟"

قطبت لينا حاجبيها في حيرة، ثم سألتها: "دكتورة شهد، لقد سألتي، وأجبتكِ بصدق، ما شأن هذا بالشعور بالأفضلية؟"

ابتسمت شهد ابتسامة خفيفة، ثم قالت ساخرة: "أنتِ تتظاهرين بهذا التكلف أمامي اعتمادًا على دعم أنس لكِ فقط."

شعرت لينا أنها عاجزة عن التواصل مع شهد، فضمت شفتيها، ولم تجيبها.

عندما رأت شهد صمتها، ظنت أنها توافق على كلامها، فارتسم على وجهها المتعجرف لمحة من الازدراء.

ولكنها استمرت في تصرفاتها المتعالية، وسألت لينا:
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 412

    فتحت لينا الصورة، فرأت أنس وجمانة جالسين وجهًا لوجه في المطعم.رغم أنهما تقابلا في مطعم مخصص للأزواج، إلا أن هناك مسافة واضحة بينهما.ربما كان مجرد اجتماع عمل مع شريك، وهذا لا يعني شيئًا.رفضت لينا أن تصدق هذا، فرمت الهاتف، متجاهلة افتراءات شهد الخبيثة وشائعاتها.ولكن استمرت شهد في إرسال الرسائل، وظلت شاشة الهاتف مضاءة، مع صور على السرير تصل واحدة تلو الأخرى.حين رأت لينا تلك الصور الصادمة، لم تستطع أن تتمالك نفسها، وأمسكت الهاتف مجددًا.[سيدة لينا، هل كنتِ تظنين أن أنس كان مشغولاً بمشروع وكالة الفضاء طوال هذه الأيام الثلاثة؟][لا تكوني حمقاء. لقد قضى هذه الأيام الثلاثة مع جمانة، وهذه الصور على السرير هي أفضل دليل]ارتجفت يد لينا وهي تمرر الصور واحدة تلو الأخرى، وشحب وجهها الأبيض حتى كاد أن يصبح شفافًا.تمسكت بالهاتف بشدة، متظاهرة بالهدوء، واتصلت بشهد، وما أن أجابت المكالمة، حتى انفجرت لينا غاضبة."شهد، هل تعتقدين أنني سأصدق بعض الصور المركبة؟!""أنا أعرف جيدًا أي نوع من الأشخاص هو أنس!""أثق أنه لن يفعل شيئًا يخذلني!""إن كنتِ تريدين الحصول عليه حقًا، فابحثي عن طريقة لكسب قلبه!""بدلا

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 411

    خرج أنس من دورة المياه، فرأى لينا لم تجفف شعرها بعد، وتجلس أمام طاولة الزينة تعتني ببشرتها.عقد حاجبيه الكثيفين قليلاً، ثم التقط مجفف الشعر القريب، وتقدم نحوها ليجفف شعرها بعناية.وعندما نظرت لينا إليه في المرأة وهو يعتني بها أدق عناية، بدأ قلبها القلق يهدأ تدريجيًا.بعد أن انتهى من تجفيف شعرها، أحضر لها مثبط المناعة ودواء عينيها، وأطعمها إياه، ثم حملها من على الكرسي."لينا، سآخذكِ غدًا إلى فنلندا لنرى الشفق القطبي."حين كانا معًا سابقًا، رآها تبحث عن صور الشفق القطبي، فخمن أنها قد ترغب بالذهاب.لكن آنذاك، كانا يختبران بعضهما البعض، حتى أضاعا ما تبقى من دفء بينهما، ولم يفعل أيًا من تلك الأمور التي كان يجب أن يفعلها من أجلها.سيقضي بقية حياته ليكفر عن ندم الماضي، ويُهدأ ألم قلبها، ويمنحها أجمل الذكريات.كانت لينا بين ذراعيه، فرفعت رأسها ونظرت إلى فكه الحاد، ثم أومأت برأسها برفق.وضعها أنس على السرير، وكان يخشى أن تصاب بالإرهاق، فلم يجرؤ على لمسها واكتفى باحتضانها حتى غطت في النوم.نظرت لينا إلى أنس وهو يضمها، وشردت ملامحها قليلاً، لم تكن تعرف السبب، لكن أخبرها حدسها أنها لن تستطيع الذه

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 410

    حمل أنس لينا إلى داخل السيارة، ثم قال لها: "لينا، سيستغرق الأمر ساعة لنصل إلى المنزل، استريحي قليلاً."أومأت لينا برأسها برفق، وكانت تنوي الاتكاء على نافذة السيارة، ولكنها أمام نظراته المرتقبة، بادرت بالجلوس فوق ساقه.كانت تظن سابقًا أن أنس لا يحبها، لذا لم تجرؤ على الاعتراف بمشاعرها.الآن، وقد تأكدت من حبه لها، كما أنها أيضًا لا تزال تحبه، فستكون شجاعة.مع أنها كانت تخشى أن تُجرح من نفس الرجل مرتين، كما قالت شهد.لكنها على الأقل ستقدم كل ما لديها وتحبه بشجاعة حتى يحدث ذلك. أسندت رأسها برفق على كتفه، ونظرت إلى وجهه الوسيم الخالي من العيوب، ثم همست قائلة: "أيقظني حالما نصل."أمال أنس رأسه، وقبل شفتيها الحمراوين برفق، ثم تناول البطانية الموضوعة بجانبه وغطاها بها.رفع أصابعه الطويلة، وأخذ يربت على ظهرها ويهدئها لتنام بينما يهمس قائلاً: "لينا، شكرًا لكِ."طيبة قلبها هي ما منحه فرصة لامتلاكها مجددًا، ومهما يحدث في المستقبل، فلن يفقدها مجددًا.سمعت لينا ما قاله، لكنها لم تُجب، وظلت فقط مستلقية فوقه، تميل برأسها لتنظر إلى المشاهد العابرة التي تمر بسرعة من نافذة السيارة.بعد عودتهما إلى الفيل

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 409

    بعد أن غادرت لينا الساحة، رأت عشرات السيارات الفاخرة متوقفة في الخارج، فشعرت فجأة بالحيرة.دولة غريبة، وبيئة غريبة، وأناس غرباء، لا تعرف أحدًا، هذا الشعور بالوحدة جعلها فجأة ترغب في الهروب.حين كانت تقف أمام البوابة، يثقل الحزن قلبها، أمسكت يد طويلة وعريضة بيدها الصغيرة، وأحكمت قبضتها عليها."لينا."تردد صوت أنس البارد الممزوج بالقلق فوق رأسها.لم تجرؤ لينا على رفع رأسها والنظر إليه، فخفضت عينيها، تنظر إلى اليد التي تركتها، ثم عاودت الإمساك بها.تتبع أنس نظراتها حتى يديهما المتشابكة، وأدرك حينها متأخرًا أنه قد أفلت يدها منذ قليل.انتابه الذعر، وانحنى بسرعة، واعتذر قائلاً: "لينا، أنا آسف. كان يجب أن أشرح لكِ الأمر أولاً، بدلاً من أفلت يدكِ وأتبع امرأة أخرى. لم أقدّر الموقف جيدًا، يمكنكِ إلقاء اللوم عليّ."حين رأت لينا التوتر يغمر عينيه المرصعتين بالنجوم، تساءلت ما إذا كانت تبالغ في رد فعلها.شعرت بعدم الأمان، وكانت أفكارها مضطربة، ولكنها هزت رأسها نفيًا، وقالت: "لا بأس."زادت كلمتها من اضطرابه، فانحنى بجسده أكثر قليلاً.وحين أصبح في مستوى نظرها، استطاع رؤية الحزن الذي يغمر عينيها، فشعر

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 408

    لقد ترك فراغًا حين أفلت يدها، فشعر قلبها بالفراغ تباعًا.نظرت إلى أنس الذي كان يقف بعيدًا، ويميل بأذنه منصتًا إلى حديث تلك المرأة، فبدأت ملامحها تتلبّد بالحزن شيئًا فشيئًا."أتدرين من هي؟"وقفت شهد جنبًا إلى جنب مع لينا، تنظر إليهما من بعيد.لم تجبها لينا، لكن شهد تمتمت قائلة:"إنها جمانة متولي، من إحدى العائلات الأربع الكبرى في أوروبا، وهي الابنة المحبوبة للسيد متولي."أمالت شهد رأسها ونظرت إلى لينا التي تغير لون وجهها، لكنها حافظت على رباطة جأشها.إن خلفيتها ومكانتها تجعلني حتى أنا أتراجع خوفًا. أنتِ حتى لا تضاهينني، فهل يمكنكِ انتزاع أنس منها؟"قبضت لينا على كفها الفارغ، ثم أمالت رأسها بالمثل، ونظرت إلى شهد ببرود."دكتورة شهد، إن كان حبيبي يتطلب أن أنتزعه، فأنا لا أرغب به، وأنصحكِ أيضًا بالتخلي عن تلك الفكرة."استدارت وأرادت أن تغادر بمفردها، لكن شهد أصرت وتبعتها."سيدة لينا، إذا كان أنس يحبكِ حقًا، لم يكن ليفلت يدكِ منذ قليل ويتبع السيدة جمانة دون أي تردد.""من الواضح أنه لا يكترث لمشاعركِ، ولا يقدركِ. إذا واصلتِ اندفاعكِ، فربما تتعرضين لجرح شديد."توقفت لينا فجأة، ثم التفتت ونظرت

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 407

    وبينما كانت لينا تنظر إلى ظهر شهد الرشيق الطويل، وهي تتجه إلى ساحة الخيل، شدت قبضتها بإحكام أكثر.ظلت تحدق بشهد وهي تعتلي الحصان، وتلحق سريعًا بخطى أنس، ثم قالت له شيئًا.تباطأت سرعة حصان أنس، ثم تبع بنظره الاتجاه الذي كانت تشير شهد إليه، ليراها تجلس في منطقة الاستراحة.كان أنس يمتطي الحصان، ويقف جنبًا إلى جنب مع شهد، فبدا متوافقًا معها تمامًا، بينما لينا، التي لم تكن تجيد ركوب الخيل، لم تستطع إلا مشاهدته من بعيد.ينبع يأس أبناء الطبقة الدنيا من خسارتهم للسباق منذ لحظة ولادتهم، فتعلم هذه الأمور في الكبر، يكاد يكون مستحيلاً.رغم أن لينا واجهت شهد للتو، إلا أنها كانت تحمل شعورًا بالدونية في أعماقها، فأشاحت بنظرها ببطء، ثم نهضت واتجهت إلى غرفة تبديل الملابس.قالت شهد لأنس: "أنس، إن لينا تتعمد التصرف بتعالٍ أمامي اعتمادًا على دعمك لها، هل ستفعل شيئًا حيال ذلك؟"نظر أنس إلى لينا، ثم سحب بصره عنها، وأخرج من قرب السرج سوطًا طويلاً ورفيعًا، ورفع يده ليضرب به بقوة مؤخرة الحصان الذي كانت شهد تمتطيه.شعر الحصان بالألم، ورفع قوائمه الأمامية عاليًا، وأطلق صرخة حادة، ثم ضرب حوافره كالمجنون، وانطلق م

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status