Share

الفصل332

Author: شاهيندا بدوي
حين سمعت الصوت، ضغطت نور على الفرامل دون أن تشعر.

نظرت نحو الزقاق، فرأت بضعة رجال شعرهم مصبوغ بالأصفر يلتفون معًا في زاوية.

كانوا نحيفين بملامح لا توحي بالخير، وحين وقعت عيناها على طرف ثوب الفتاة، أدركت من تكون.

أليس هذه إيمان؟

حدّقت بها جيدًا، كانوا يحيطون بها، وملامح وجهها ممتلئة بالذعر والحيرة، لم تمر بتجربة كهذه من قبل، فلم تعرف كيف تتصرّف.

بدت شاحبة للغاية.

"لا تقتربوا مني، إن تجرأ أحدكم على لمس إصبعٍ مني، فلن يترككم جدي!" كانت قد تربّت في عز ودلال، ولم تطأ قدمها أماكن كهذه من قبل.

ولم يؤذها أحدٌ يومًا.

كانت تنوي الذهاب مع منار لتناول الطعام.

لكن حين انشغلت الأخيرة بمكالمة، قررت أن تتمشى قليلًا، ضلت الطريق بعد عدَّة خطوات، ووصلت إلى هذا المكان المشبوه.

أرادت العودة عند منار، لكنها التفتت فجأة لتجد مجموعة رجال يحدّقون بها بنظرات مريبة.

كانت تلك النظرات أشبه بنظرات الذئاب.

خافت بشدة، فلم ترى من قبل أحدًا يحدِّق بها بمثل هذه النظرات.

"هذه الفتاة شكلها مرتب وثيابها غالية، أكيد معها مال أو شيءٌ غالٍ."

كانوا مدمنين مخدرات، وأذرعهم مليئة بآثار الإبر، حين رأوها بثيابها الفاخرة، ظنوا أن بو
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل336

    أخذ يسألها سؤالًا تلو الآخر، ولم تعرف نور أي سؤال تجيب."أصبت بجروح خفيفة، لكني بخير."رأت نور تالين واقفة، وشعرت بالحرج من نظرات الناس، فابتعدت بسرعة عن حضنه.عقد سمير حاجبيه وقال من جديد، وقد بدا عليه القلق: "لماذا لم تردي على الهاتف؟ ماذا حدث؟"نقل نظره إلى إيمان بعد أن لاحظ وجودها.قالت بخجل: "أخ سمير..." ترددت قليلًا ثم أكملت: "الأخت نور أنقذتني، أشعر بالذنب الشديد بالفعل، أرجو ألا تلومني."لم تكن تتوقَّع أن تنقذها نور حتى في أحلامها.كان الوضع خطيرًا عندما قابلت أولئك الأشخاص، وبما أنها أساءت إلى نور من قبل، ظنَّت أنه، حتى لو تدخل شخص غريب لإنقاذها، فإن نور ستلقي نظرة باردة فقط، لا أكثر.إنقاذها لها جعلها تشعر بالأسف.وندمت على الأفعال التي قامت بها سابقًا.لم تكن نور امرأة وقحة أو سيئة المعشر كما وصفتها بعض الألسن.ندمت إيمان للغاية، ولم ترغب في أن يلومها سمير، وأقسمت أن لا تسمح لمثل هذا أن يتكرر."أنقذتكِ؟" قال سمير وهو ينظر إليهن بحالة يُرثى لها، وقد أعادتهن سيارة الشرطة، ثم عقد حاجبيه مستغربًا: "تخرجين للتسلية وتواجهين الخطر؟ ألا تصطحبين حراسًا شخصيين؟""أنا...كنت مع صديقتي.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل335

    تناولت إيمان الزجاجة منها، وشربت رشفة، فاختنقت بالماء وبلّلت نفسها من شدة الخوف.قالت نور: "اشربي على مهل."أغلقت إيمان الزجاجة، ونظرت إلى نور بتردد، ثم تجرأت وقالت: "شكرًا لكِ على ما فعلتِ قبل قليل، لولاك، لكنت قد تعرضتُ للأذى."سخرت نور وقالت: "أراكِ قوية في العادة، لكنكِ كنتِ مرتعبةً قبل قليل."أطبقت إيمان شفتيها، وخفضت رأسها وقالت: "أعلم، وقد أحرجتُكِ مرتين، فمن الطبيعي أن تسخري مني."قالت نور: "حسنًا، اصعدي إلى السيارة، سأوصلك إلى البيت. إن تأخرت، فسيقلق جدك عليك." كانت نور قد أنقذتها، لا من أجلها هي فقط، بل لأجل العم عبَّاس.جدها لا يملك سواها، وإن لم تنقذها، كان بالتأكيد سيتألم.لم تستطع نور أن تكون باردة القلب إلى تلك الدرجة.تذكرت إيمان أمرًا فجأةً، وقالت: "هاتفي وحقِيبتي مع منار، لكني لا أعلم أين ذهبت!"سَمِعت نور ذلك، فارتابت، وترددت قبل أن تسألها: "ألم تكوني مع منار قبل قليل؟ لماذا لم تعودي معها؟"أجابت إيمان: "كان لديها أمرٌ ما، ولم نلتقِ، لكننا اتفقنا أن نتناول الطعام سويًّا."استغربت نور، إذ كانت منار قريبة من المكان، وقد حدثت بالفعل ضجَّة كبير، فهل يُعقل أنها لم تعرف بم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل334

    صرخت تالين وإيمان بصوتٍ عالٍ من شدة الخوف.لحسن الحظ، كانت سيارة نور صلبة بما يكفي، فلم تُخدش من الضربات."أسرعوا! لا تدعوها تهرب!"أحاط الرجال بسيارة نور، ووقفوا أمامها ليمنعوها من المغادرة."آذيتمونا وتردن الهرب؟ إن كانت لديكن الشجاعة، فاسحقونا بالسيارة، أريد أن أرى إلى أين ستهربن!""اخرجن من السيارة!"غضب هؤلاء الرجال حتى الجنون، وبدأوا بضرب السيارة بعنف، بينما كانت الفتيات تختبئن فيها.تغير لون وجه إيمان من شدة الخوف، وانهمرت دموعها دون توقف.نظرت تالين إلى هؤلاء الرجال، كانوا هزيلين، لكن قوتهم كبيرة، فشعرت بالقلق، وقالت: "أخت نور، ماذا سنفعل؟ ما العمل؟"نظرت نور إلى الوقت، ثم حاولت طمأنتهن: "لا تخفن، كل شيء سيكون على ما يرام.""من الواضح أنك غنيَّة بركوبك لسيارة فخمةٍ كهذه، وتلقين إلينا بمائة دولارٍ فقط لتصرفينا؟ هل تظنيننا شحاذين؟ هل تحتقريننا؟"واصلوا ضرب السيارة وركلها."انزلن من السيارة!"كانوا يريدون إجبارهن على النزول.تهشمت النوافذ من كثرة الضرب، وبدأت تتشقّق.شعرت نور بالخوف، خافت أن تُحطم السيارة تمامًا، فحينها سينتهي أمرهن حقًا."دعوني أخرج، هذه مشكلتي أنا، ويجب أن أتَحم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل333

    لم تستوعب الأمر لوهلة.هناك أمرٌ غير صحيح."مائة دولار." مدّ الرجل يده يأخذ المال بجشع، لكنه لم يرضَ بها، وقال: "مائةٌ لا تكفي، يبدو أن معكِ أكثر."ردّت نور: "هذا كل ما أملكه من نقود نقدية، وإن أردت أكثر من هذا، فليس معي، عليك أن تترك الفتاة الآن، وإلا فستجلب المتاعب لنفسك."سخر أحدهم قائلًا: " هل تحاولين تخويفنا؟ نحن لم نكبر ونحن نخاف. لو عرضناكنّ للبيع، لكان سعركن أكثر من مائة دولار.""هذا المبلغ لا يليق حتى بالشحاذين، نريد عشرة آلاف على الأقل."قالت نور: "وهل من أحد يحمل معه عشرة آلاف هكذا دون سبب؟ هذا ليس واقعيًّا، اتركوها، وأنا سأذهب وأجلب لكم المال.""هل تظنين أننا أطفالٌ يُمكنك خداعهم؟ إن أطلقنا سراحها الآن، فستهربون كلكم!"أضاف أحدهم: "إنكن جميلات، سنجني المال إن بعناكن في بيوت الدعارة، إن أردتن النجاة، فعليكن أن تدفعن الثمن!"رأت نور أن جشعهم قد بلغ حدًا لا يُطاق، وتبدّى لها أن لا فائدة من الحوار، فعبست وقالت بهدوء: "إنني أحاول التفاهم معكم، ترككم لها وأخذكم للمائة دولار هو خير من لا شيء، لكنكم لا تريدون الحديث بعقل، إذًا لا مفر من الاتصال بالشرطة!"أخرجت هاتفها من الحقيبة.تغ

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل332

    حين سمعت الصوت، ضغطت نور على الفرامل دون أن تشعر.نظرت نحو الزقاق، فرأت بضعة رجال شعرهم مصبوغ بالأصفر يلتفون معًا في زاوية.كانوا نحيفين بملامح لا توحي بالخير، وحين وقعت عيناها على طرف ثوب الفتاة، أدركت من تكون.أليس هذه إيمان؟حدّقت بها جيدًا، كانوا يحيطون بها، وملامح وجهها ممتلئة بالذعر والحيرة، لم تمر بتجربة كهذه من قبل، فلم تعرف كيف تتصرّف.بدت شاحبة للغاية."لا تقتربوا مني، إن تجرأ أحدكم على لمس إصبعٍ مني، فلن يترككم جدي!" كانت قد تربّت في عز ودلال، ولم تطأ قدمها أماكن كهذه من قبل.ولم يؤذها أحدٌ يومًا.كانت تنوي الذهاب مع منار لتناول الطعام.لكن حين انشغلت الأخيرة بمكالمة، قررت أن تتمشى قليلًا، ضلت الطريق بعد عدَّة خطوات، ووصلت إلى هذا المكان المشبوه.أرادت العودة عند منار، لكنها التفتت فجأة لتجد مجموعة رجال يحدّقون بها بنظرات مريبة.كانت تلك النظرات أشبه بنظرات الذئاب.خافت بشدة، فلم ترى من قبل أحدًا يحدِّق بها بمثل هذه النظرات."هذه الفتاة شكلها مرتب وثيابها غالية، أكيد معها مال أو شيءٌ غالٍ."كانوا مدمنين مخدرات، وأذرعهم مليئة بآثار الإبر، حين رأوها بثيابها الفاخرة، ظنوا أن بو

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل331

    "لا تتكلمي أكثر!" قطعت إيمان كلامها وقالت: "لا سمير ولا الجد هنا، فلا داعي أن تتظاهري أمامي، أظهري حقيقتك أيتها المرأة الشريرة!"كلامها هذا جعل نور تصاب بدهشة للحظة.كيف أصبحت امرأة شريرة؟لم يكن بينهما أي خلاف من قبل.لكنها أصبحت هدفًا لكلماتها القاسية.لم ترد نور إثارة المشاكل، خاصة أنها تعلم أن إيمان أصغر منها ببضع سنوات، وهي حفيدة العم عبَّاس، ونشأت دون والدين، فقررت أن تتنازل وقالت: "إن كنتن تردنها، فلتأخذنها، لا بأس في ذلك."لكن تالين لم ترد أن تصمت، أرادت أن تدافع عن نور.غير أن نور التفتت إليها وقالت: "تالين، هيا بنا."قالت تالين: "لكن ماذا عن قهوة السيد سمير؟ ألم تنفد؟ ألن يلومك إن لم يحصل عليها؟""لا بأس."حين رأت إيمان أن نور تتصرف بلطف، أطلقت ضحكة ساخرة وقالت: "لا تتظاهري، حتى لو تنازلتِ، فلن أشكرك، أنت السبب في أن جدي عنفني، وفي أنني شعرت بالإهانة، لم أحاسبك على هذا بعد، ولن أغفر لك."رأت نور أن إيمان تتصرف بطفولية، فلم تُضِف شيئًا.أما منار، فلم تكن تريد القهوة أصلًا، بل أرادت إذلال نور، لأنها أحرجتها في المرة السابقة.وكان من المفترض أصلًا أن تخرج مع سمير لمعرض الألعاب ا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status