INICIAR SESIÓNلكنّه كان متأكدًا من أمرٍ واحد، وهو أنه ما دام بجانب نور، فإن شعوره بالقلق سيتراجع قليلًا."إذًا فلنعد معًا."...بعد خمس سنوات.ما إن دخلت نور إلى مكتب الرئيس التنفيذي لشركة القزعلي، حتى أسرع صلاح نحوها يحمل ملفًا بيده، وقال بعجلة: "آنسة نور، أرجوكِ انظري إلى هذا الملف. مجموعة زافيرا في دولة سرابيوم استحوذت فجأة على صفقتنا، وتكبدنا خسارة بثلاثة مليارات".عندما طلب سمير من صلاح أن يسلم أوراق الطلاق لنور، أرسل معها أيضًا كل أوراق تحويل الممتلكات، فأصبحت نور أكبر مساهمة في مجموعة القزعلي.ومنذ عودتها، تولّت إدارة الشركة بنفسها ... فهي الإرث الوحيد الذي تركه سمير، كان سمير قد طلب منها ذات يوم أن تحمي هذه الممتلكات مهما حدث.والآن، بعد رحيله، كان عليها أن تواصل حماية ما أراد هو حمايته.قررت نور بسرعة وقالت: "سنذهب إلى دولة سرابيوم ونتحدث مباشرة مع مجموعة زافيرا، وبالنسبة للشركة التي كانت على وشك توقيع التعاون معنا، تواصلوا مع مديرها وأخبروه أنني سأذهب شخصيًا".لقد أمضت نور سبع سنوات إلى جانب سمير، عملت خلالها مع صلاح وساعدت في إدارة جميع شؤون الشركة، لذلك كانت تتعامل مع هذه الأمور بخبرة ك
لم تطلب نور من عزة المغادرة.قالت بهدوء: "كيف لعزة أن تعرف، وأنت لا؟ حازم، هل لا زلت تريد أن تخدعني في وقتٍ كهذا؟"حين تكلمت، كانت عيناها السوداوان باردتين، مليئتين بالحدة تجاه حازم.ابتسم حازم بخفّة، وقال بصوت هادئ: "نور، يمكنني أن أكذب على أي شخص، لكني لن أكذب عليكِ. عندما تعرفت عليكِ، لم أخبر الآخرين، لأنك أصبحتِ نور، وليس لديك أي ذكريات سابقة، ولم أرغب في إدخالك في هذه الأمور كلها".ثم أضاف: "وبعد أن أدركت أنكِ ابنة فرعون، لم تكن القبيلة مكانًا مناسبًا لبقائك".كان هناك الكثير من الاضطرابات داخل القبيلة، وكان إيهاب يسعى لتجاوز فرعون، فصنع سمومًا أقوى للتحكم بالآخرين، حتى أنه كان يطمح للانقلاب على العرش.كان فرعون يريد فقط أن يقوّي القبيلة، وقد كان التناقض بيهما واضحًا.كانت نور طيبة القلب، تعيش حياة مستقرة، ولم تكن لتستطيع تقبل هذه الأمور لو قيلت لها مباشرة.كان حازم يفكّّر أن نور قد تزوجت بالفعل، وربما ستنجب أطفالًا..."حازم، في ماذا تفكر؟"لاحظت نور انشغاله وتجهمت، واقتربت منه بخطوات واسعة.كان حازم أمامها، وحتى مسام بشرته بدت واضحة لها.تنفس حازم بعمق وقال: "كنت أفكر قبل وبعد لق
كانت عيناها تحملان بعض الترقب.صمت لاشين لثوانٍ، ثم ابتسم بخفة وقال: "الجميع يظن أنني قد مت، إذا لم أُطمئنهم الآن، سيظلّون غارقين في اعتقادهم هذا. لكن إذا أخبرتُهم، سيزداد قلقهم. وبالإضافة لذلك، لم أستعد ذكرياتي بعد".لم يكن يعرف كيف يتواصل مع عائلته دون استعادة ذكرياته. كان بداخله فراغ كبير، وكان يريد أن يفعل شيئًا هنا ليملأ هذا الفراغ.ثم، بعد فترة من الوقت، أو ربما حين تعود له الذكريات، يمكنه العودة إلى البيت، لكن عندما يكون أمام نور، يشعر دومًا بضيق في التنفس وألم في صدره."سأحترم قرارك. لكنك قلت إن المكان هنا خطير، ألا تخاف...؟"تجهمت جبينها.ابتسم لاشين قائلًا: "الجميع سيموت في النهاية. إذا ضلّ الإنسان طريقه، من الأفضل أن يفعل شيئًا له معنى، ليملأ ذاته"."حسنًا."وبعد سماع كلامه، فهمت نور موقفه أكثر.لاحقًا، ذهبت نور مع عزة على طول النهر للبحث عن سمير. لم تكن تخاف من التعب، لكنها لم تجد أي أثر له.بعد أيام عدة دون أي نتيجة، قررت نور الاستسلام.أمسكت يد عزة، وقالت: "عزة، لم أستطع العثور عليه. بما أنك تعرفين أن الطفل لم يمت، هل سمعتِ بمن كان سمير يتصل؟ أو هل ذكر مكانًا معينًا كثيرً
فاطمة هي والدة سمير.وبالإضافة إلى حادثة سمير، كانت نور المرأة التي أحبها أكثر من غيرها. صحيحٌ أنها كانت زوجته السابقة بالاسم فقط، لكنها بالنسبة لسمير كانت دائمًا الزوجة الحقيقية.وحينما طالبت فاطمة بالتحدث إلى نور، لم يكن أمام حسين خيار سوى تسليم الهاتف لها.أمسكت نور بالهاتف، فإذا بأول كلمةٍ تسمعها من فم فاطمة تقول: "نور! لماذا لم تموتي أنتِ؟"استطاعت نور أن تتخيل ملامح فاطمة البغيضة حتى دون أن تراها وجهًا لوجه.ردت نور ببرود وثبات: "وفاة سمير كانت حادثة، لا داعي لأن تُحمّليني كل شيء. أليس من المفترض أنك تعرفينه أفضل مني؟"ألقت فاطمة بالكلام الخبيث على نور قائلة: "نور، لن أتركك تفلتين، انتظريني فقط!"مات سمير في قبلية العزبي، ومع وجود نور بجانبه. كما أن شهد أيضًا ماتت.كل ذلك كان يُحمّل نور مسؤولية كبيرة في نظر فاطمة، فقد كان من الممكن أن يتزوج سمير شهد لولا تدخل نور المفاجئ.ابتسمت نور ابتسامة ساخرة، وقالت بحزم: "مهما فعلتِ، سأواجهكِ حتى النهاية".لم تكن تخشاها، ليس لأنها في القبيلة، بل لأنها مستعدة لأي مواجهة. قالت ذلك، ثم أغلقت الهاتف مباشرة.كان حسين واقفًا بجانب نور، وعندما سم
فكرة همام كانت أن تتواصل معه لفترة ثم تُقيّم الموقف.لكن بالنسبة لنور، فالآن، هي تريد فقط أن تقطع أي صِلة مع هذه القبيلة.قبل أن يحلَّ بسمير ما حل به، كانت لا تزال تفكر فيما إذا كانت ستتفاوض مع همام وفرعون للحصول أولًا على الترياق منهما.لكن الآن...كلما فكرت في سمير، يصبح تنفّسها أصعب، حتى أنها لا تستطيع السيطرة على نفسها."إن لم ترِد أن يقع لك مكروه هنا، فارحل لو سمحت."أشارت نور إلى خارج الخيمة.صمت همام لبرهة، ثم غادر كما طلبت، لكنه قبل أن يرحل، قال لها بصراحة: "نور، سأنتظرك حتى تفكري".وبدون أن يلتفت، غادر همام.لكن نور تعرف أنها لن تفكّر أبدًا بالطريقة التي يريدها.بعد رحيل همام، عبّست نور وقالت لحازم: "فقط لأنهم وعدوك بأن يعيدوك إلى طبيعتك، عدت لتكون كلبهم مجددًا؟"قبل قليل كان حازم هو الذي أدخل همام إلى الخيمة، ومع كلام همام السابق، امتلأ صدر نور بالغضب.خفض حازم رأسه وقال: "نور، لا تغضبي. أنا أيضًا أردت فقط أن أساعدك. أنتِ بلا أهل هنا، والحياة صعبة عليكِ، فخطرَ لي لو أنكِ اجتمعتِ بعائلتكِ..."كان على وجهه ملامح الشعور بالذنب.وحين رأت نور هذا المنظر، أدركت حقيقة الأمر: جميع ال
بعد أن انتهى سمير من الكلام، أطلق يدها. ثم بدأ يتراجع إلى الوراء.أرادت نور أن تمسك به، لكن سرعته كانت كبيرة جدًا، وبدأ جسده يصبح شفافًا شيئًا فشيئًا."سمير! أيها الوغد!" صرخت نور بغضب، واستفاقت فجأة من الصدمة.رفعت يدها، ووجدت الدموع قد بللت وجهها بالكامل.دخل حازم ومعه همام من خارج الخيمة، وعندما رأوا نور وقد غطت الدموع وجهها، فهموا كل شيء على الفور.لكن أول من اقترب منها كان همام.جلس على حافة السرير، وأمسك بيد نور قائلًا: "نور، كان ذلك مجرد كابوس، لا تقلقي. تعالي معي إلى قبيلة العزبي".لقد مات سمير منذ أيام، وكانت نور وحيدة هنا، فلا يمكنهم أن يطمئنوا عليها بأي طريقة أخرى.كان والدها قد أوصى خصيصًا بأن يتم إعادة نور إلى قبيلة العزبي.هزّت نور رأسها وقالت: "لن أذهب معكم. كم مرة يجب أن أكرر ذلك لتفهم؟ اسمي نور، ليس آيلين، أنا من الدرعية من دولة العرب، لست من قبيلتكم".ودفعت يد همام بعيدًا عنها.حتى هذه اللحظة، لم تكن نور مستعدة للاعتراف.وكان موقف نور هذا مثل شوكة في قلب همام.ظن أنه بعد كل هذه الأيام، ستفهم نور الأمور بشكل طبيعي، لكنه لم يتوقع أنها لا تزال عنيدة هكذا.حينها تذكر هم







