Share

الفصل443

Author: شاهيندا بدوي
حتى لاشين كان يعلم، بينما سمير لم يكن لديه أدنى فكرة.

مع أنها لم تخبر أحدًا.

كانت تلك الكلمات التي قالها كفيلة بهزّها، لو أنه أولى قليلًا من الانتباه لها، لَعرف من هو ذلك الشخص في عينيها.

لكنه لم ينتبه، لذا لم يعرف.

وذلك بحد ذاته يكشف كل شيء بشكلٍ غير مباشر، سمير لم يعرف أنها تحبه، لأنها لم تكن أبدًا محور اهتمامه.

كانت متألمة.

ولا تزال متألمة.

شعر لاشين بطعنة في قلبه، لم يرَ نور يومًا تبكي بهذا الشكل، فقط لأن سمير مزّق ورقة.

لم يفعل أي شيءٍ آخر، فقط مزّق وثيقة لا تؤلم ولا تلذع، لكنها جعلت نور كالمثخنة بالجراح.

اقترب منها، وضمّها إلى صدره بلطف، يربّت على ظهرها قائلًا بصوت حنون: "أنا أفهم حزنك، وأتفهمك. ليس خطأكِ أنكِ أحببتِه".

هزّت رأسها وهي تبكي بحرقة: "بل هو خطأ، كنت مخطئة من البداية، ظننت أنني مميزة عنده، لكنني كنت مجرد عابرة طريق في حياته، كنت مخطئة من البداية!"

أحبت سمير لأنه أنقذها ذات يوم.

أنقذها بحياته، وظنّت أنه يقدِّرها لذلك.

لكن الحقيقة هو أنه فعل نفس الشيء مع الكثيرين، لم تكن وحدها، ما كانت سوى واحدة من كثيرات، ولم تكن يومًا مميزة.

لم يكن يتذكَّرها على الإطلاق.

كل شيء كان م
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل456

    عندما سمع ذلك، ارتسمت على وجه لاشين لمحة من الدهشة، وقال: "كيف يعقل هذا؟ إنها نور".كان يحب نور في ذلك الوقت.ولشدة اهتمامه بها، عاد إلى البلاد على عجل في الليلة نفسها.حتى المساعد الذي كان يحمل تلك الصحيفة بدا عليه الذهول، وظن لوهلة أنه قد أخطأ، وقال: "أذكر أنك قلت لي إنك كنت زميلًا لنور، وهذه الفتاة أصغر منك بعام دراسي".ما إن أنهى جملته، حتى طغت على وجه لاشين ملامح الصدمة.أسرع نحو الصحيفة وأخذها منه، يقلبها بعناية.كانت الصحيفة منذ سنوات عديدة، لكنها محفوظة بشكل جيد.العنوان واضح تمامًا، ذُكر فيه المدرسة الثانوية التي وقعت فيها جريمة القتل، وعدد القتلى، والناجية الوحيدة هي...حدّق لاشين جامدًا في الصحيفة، غير مصدق، حتى إنه رمش مرتين، ظنًّا منه أن عينيه تخدعانه.بدت وكأنها ليست الصحيفة التي رآها من قبل.الناجية المذكورة في التقرير تدعى نور أيضًا، لكنها أصغر بعام دراسي.إذًا، ليست هي نور.كيف حدث هذا؟اسودّ وجه لاشين، هل أخطأت الصحيفة؟ أم أن هناك خللًا في مكانٍ ما؟هو متأكد من أن نور مرّت بتجربة مؤلمة، لقد سمع عن الأمر من أفواه الآخرين، بل ومن نور نفسها، لكن الآن، فجأة، تحوّلت القصة

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل455

    "بل يُذكر، إن لم يكن كذلك، ألا يجعل هذا قلبي ميتًا؟ كيف سأواصل حياتي!" كانت دعاء بدورها امرأة كريمة النفس.فلم يرفض لاشين، وقال: "حسنًا إذًا، قبلت صداقتك".ولم يكن بينهما أي حواجز أو تحفظ.وصلوا إلى مكان إقامة لاشين.شقة واسعة في طابق كامل.يحرسها حارس أمن على مدار الساعة في الأسفل.سألهما لاشين: "ما رأيكما؟"أجابت دعاء: "إنها رائعة يا لاشين، لسنا من النوع المُدقق كثيرًا"."إذن ستقمن هنا الليلة، كنت أعيش في هذه الشقة من قبل، ولا تزال تحتوي على بعض الأغراض القديمة، سأقوم بترتيبها اليوم بما أنني هنا".قالت نور: "ألن نسبب لك إزعاجًا؟""لا، لا إزعاج في الأمر، كنت سأرتبها على أية حال، وقد طلبت من مساعدي أن يأتي مسبقًا." فمنذ أن عرف بما مررن به، قرر أنهن يحتجن إلى مكان جديد تمامًا. وقد استعد لذلك منذ الصباح."حسنًا إذًا." نظرت نور إلى دعاء، ثم قبلت بلطف هذه اللفتة الطيبة منه.قال لاشين وهو يسرع ليقدم لهن كوبًا من الماء: "استريحا قليلًا".ثم التفت إلى نور وسألها: "أتريدين شرب الحليب؟"أجابته: "لا حاجة، قليل من الماء يكفي".قال لاشين باهتمام: "أنتِ حامل الآن، وشرب الحليب مفيد لكِ، إن لم تشربي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل454

    سارت نور ودعاء متشابكتا الأذرع. كانت دعاء في تلك اللحظة تغلي من الغضب، وقد سبَّت سمير للمرة المئة.قالت نور: "عمّتي، أنا معك، لن تكوني وحيدة".تذمَّرت دعاء وهي تشعر وكأن ضغط دمها سيرتفع من شدة القهر: "كان يُقال قديمًا أن لا حاجة إلى الابن، فالبنات هنّ القلب الحنون والرداء الدافئ. انظري إلى سمير، فلذة كبد آل القزعلي الوحيد، ولا يجيد سوى إثارة غيظي، حتى وصل به الحال إلى إنكاري!"حاولت نور تهدئتها وقالت: "ربما لدى سمير أسباب لا يستطيع البوح بها".ردّت دعاء بعد أن تمكَّن منها الغضب: "أي أسباب تافهة هذه! لا أريد الحديث عنه، كلما ذكرت اسمه شعرت أن قلبي ينزف دمًا، لنبتعد عن هذا المكان، كلما ابتعدنا عنهم سيكون أفضل!"لم تعد ترغب بالبقاء في المستشفى."سألت الطبيب منذ قليل، قال إن الصمم يمكن أن يكون متعمّدًا أحيانًا."كانت قلقةً على دعاء.فقد اشتعلت مواقع التواصل بالإشاعات، يلوم الناس دعاء بأنها هي من تسببت في صمم شهد. والشتائم الجارحة لا تتوقف.عليهم أن يجدوا سببًا، وعندها ستسقط التهم من تلقاء نفسها.سألتها دعاء وهي تعود للتركيز: "هل تشكّين أن شهد افتعلت الأمر بنفسها؟"قالت نور: "ربما تبدو شك

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل453

    ترددت نور قليلًا، ثم قالت: "وُضعت العمة في هذا الموقف بسببي، فكيف لي أن أتجاهل ما حدث؟ أعلم أنك تريد حماية شهد، لكن العمة تعرّضت لهجوم شرس على الإنترنت، لا بد أن نوضح الحقيقة، لا يمكن أن تُظلم ونسكت على هذا!"ردّ سمير بنظرة عميقة المعنى، وقال: "الأمر أعقد مما تظنين".ضحكت نور ساخرة: "أجل، أعلم أنه معقد، وشهد نفسها ليست شخصًا بسيطًا، إن كانت قادرة على فعل ما فعلته، فلا تلومن أحدًا إن ردّ عليها بالمثل، أنت قد تتغاضى، لكنني سأفكر في طريقة لحماية عمتي."قال سمير: “لم أقل إني لن أساعدها".نظرت إليه نور بنظرة شكّ، وقالت: "لكنّك أرسلت شهد للعيش في منطقة السلطان، أليس كذلك؟ سأبقى هذه الأيام مع عمتي، وإن حدثت لها مشكلة، فسأكون إلى جانبها!"ما قاله سمير قبل قليل في غرفة المرضى كان واضحًا للغاية.وصلت العمة إلى حافة القطيعة معه. وظنت نور أنه لن يسمح للأمور بأن تزداد سوءًا.لكنها كانت مخطئة.فهو مستعد لفعل أي شيء في سبيل شهد.لذا، لم يعد أمامها إلا أن تضع العمة في قلبها.عقد سمير حاجبيه بقلق، فلم يكن واثقًا بما فيه الكفاية من الأمر، ولا يستطيع أن يبوح بكل شيء، فاكتفى بالقول: "إلى أن تتضح الأمور،

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل452

    "أتعني قضية الاتجار بالبشر تلك؟"ثم أضاف: "أتذكر جيدًا، كانت جريمة جنائية خطيرة، بل كنت أنا من تولّى الدفاع فيها".لم تُعلن القضية على العلن آنذاك. وكان فيها الكثير من الأمور الغامضة.ما زال يذكرها بوضوح."نعم."كان عامر يعلم كل ما يلزم عن تلك الحادثة، لذا أخبره سمير: "في تلك الفترة بالذات، اختفت شهد فجأة وسافرت إلى الخارج دون أن تخبر أحدًا".قال عامر: "ربما كانت مجرد مصادفة؟ فتاة مثل شهد، لا أعتقد أن لها علاقة بقضية كبيرة كهذه".فإن كانت بالفعل لها يد في تلك الحادثة، فهذا يعني أن حولها الكثير من المتورطين. ولو صحّ هذا، فهذا يُثبت أن شهد ليست بالفتاة البسيطة أبدًا.لم يتعامل عامر كثيرًا مع شهد، ورغم صداقته الطويلة مع سمير، لم يقابلها إلا مرات معدودة. ولم يسعَ يومًا إلى توثيق العلاقة بها."فلنأمل ألا تكون كذلك."ثم أضاف: "لكنك تعلم، رغم أن القضية تم كشفها، إلا أن العقل المدبر لم يُقبض عليه حتى الآن"."بالفعل، كانت هناك الكثير من الشكوك، بل أنت نفسك أصبت بجروح بالغة في رأسك وقتها، ومنذ ذلك الحين، صار النسيان يلاحقك كلما أكثرت من الشرب."تابع عامر حديثه مع سمير."أتذكر أنك أنقذت فتاة م

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل451

    ارتسمت على وجه شهد علامات الذهول والدهشة، وقالت: "ما الذي فاتني بالضبط؟ ولماذا لا أستطيع السمع؟ هل أصبت بمرض ما؟"فأجابتها المساعدة التي كانت إلى جانبها محاولة تهدئتها: "لا، لم تصابي بشيء".وقف سمير قريبًا منها، يراقب تصرفاتها بدقة.كل حركة منها تشبه تصرفاتها في الماضي تمامًا، كأنها فقدت ذاكرتها بالفعل.حدّق فيها طويلًا، ثم كتب لها: "هناك الكثير من الصحفيين بالخارج يريدون إجراء مقابلة معك، هل ترغبين في ذلك؟"رفضت شهد فورًا: "لا أريد".بعد أن استفاقت من نومها، فقدت ذاكرتها، وأصبحت ضحية حقيقية أمام الجميع.أما بخصوص الفيديو، فقد علم سمير أن مساعدتها سارة هي من نشرته.وعندما سألها، أجابت بثقة لا تهتز: "نعم، أنا من نشرت الفيديو، الأخت شهد تعرضت للظلم، ولم يدافع عنها أحد، لذا فليحكم الناس بأنفسهم! إن لم يحميها أحد، فسيحميها معجبوها، وأنا واحدة منهم، يا سيد سمير، عاقبني إن شئت، لكن هذا ما فعلته، ولا رجعة فيه!"أجابها سمير بحزم: "حسنًا، إذًا أنت مطرودة!"قالها دون أي مجال للتراجع، انهمرت دموع المساعدة وهي تلقي نظرة أخيرة على شهد، كانت متعلِّقةً بها.لكن عيني شهد لم تحملا لها أي دفء."أخت شهد،

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status