All Chapters of بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي: Chapter 151 - Chapter 160

300 Chapters

الفصل151

جود شعرت بوخزة من الحزن في قلبها.قالت وهي تبتسم لريحانة: "لا تقلقي يا ريحانة، روان محامية طيبة القلب، لن تهتم بهذه الأمور، يمكنك أن تكوني على راحتك."مدّت جود يدها محاولة أن تربّت على رأس الفتاة الصغيرة.بسبب العلاج الكيماوي، فقدت الفتاة شعرها بالكامل، وكانت لا تخرج إلا وهي ترتدي قبعة وردية ناعمة من الفرو. جود تعرف أن هذه القبعة اشتراها سامر لها، وهي تعتبرها كنزًا لا يُقدّر بثمن.شعرت جود بمزيج من المشاعر، وامتلأت عيناها بشيء من الدموع، فتوقفت يدها الممدودة في الهواء للحظة، قبل أن تنزل ببطء وتربّت برفق على قبعتها.قالت جود بحزم: "اطمئني يا ريحانة، قضية أخيكِ ستتولاها روان بكل تأكيد!"ابتسمت ريحانة وقد زال التوتر عن وجهها، وقالت بصوت صافٍ: "شكراً أختي جود، وشكراً للمحامية روان."كانت روان تستمع إلى حديث المقعد الخلفي، وزفرت في سرّها تنهيدة ثقيلة.يا لها من حياة قاسية… لماذا تنقطع الحبال الضعيفة دائماً أولًا، ولماذا يطارد الحظ السيئ من هم أكثر ضعفاً؟كانت روان ذات قلب حساس وتعاطف شديد، ومثل هذه المواقف تؤثر فيها بعمق، حتى أنها شعرت بحرارة الدموع في عينيها.تماسكت وعدّلت ملامحها قبل أن ت
Read more

الفصل152

بعد أن تبادلا أرقام الهواتف، فتح سامر تطبيق طلبات الطعام.كانت يده اليمنى قد بُترت بالكامل، ولفّت ضمادة بيضاء حول معصمه.وبيده اليسرى، أخذ يحاول بصعوبة تمرير شاشة الهاتف لاختيار وجبته.رمقتْه روان بنظرة سريعة وقالت: "دعني أساعدك."ابتسم سامر بخجل: "أعتذر عن الإزعاج، أستاذة روان."أخذت روان هاتفه، وما إن نظرت إلى الشاشة حتى تجمّدت في مكانها.كانت جميع الطلبات أمامها بأقل من دولارٍ واحدٍ.تصفّحت القائمة، وإذا بها "طلبات جماعية".لم تكن تتصور أن هناك وجبات بهذا الرخص.عقدت حاجبيها قليلًا، فمثل هذا السعر بالكاد يغطي التكلفة،فكيف إذن ستكون جودة المكونات؟لاحظ سامر صمتها الطويل وحيرتها، فسأل باستغراب:"ما الأمر يا أستاذة روان؟ اختاري أي وجبة بأقل من دولارٍ واحدٍ فقط."أعادت له هاتفه قائلة:"تذكرت أني رأيت في أسفل المستشفى أحد الباعة يبيع وجبات جاهزة بنفس السعر،دعني أشتري لك من هناك، ستكون أسرع، وستأكل فورًا."تفاجأ: "وهل سيكلفك هذا عناء؟"هزّت رأسها: "ليس فيه أي عناء، إنه على بُعد خطوات، انتظرني."غادرت روان المستشفى ودخلت مطعمًا شعبيًا على جانب الطريق.أخرجت هاتفها وأرسلت رسالة إلى جود:(
Read more

الفصل153

خرجت روان من المستشفى مباشرة وتوجهت إلى مكتب المحاماة لتعمل ساعات إضافية، حيث رتبت ملفات قضية سامر، وعزمت على أخذه صباح الاثنين إلى مكتب الضمان الاجتماعي لبدء إجراءات إثبات إصابة العمل.انشغلت طوال فترة ما بعد الظهر حتى نسيت تمامًا أنها وعدت حمدي في الظهيرة بأنها ستزوره مساءً.اتصل بها حمدي بينما كانت لا تزال تراجع ملفات القضية."رورو، أين أنتِ؟ سأمر لآخذك." "هاه" وكأنها عادت إلى الواقع فجأة، "آه… نسيت أن أخبرك، أنا الآن في المكتب أعمل على قضية." "قضية؟ ألم تخرجي مع ريم وصديقاتكِ للتسوق؟"أمالت رأسها وثبتت الهاتف بين كتفها ورأسها، تواصل الكتابة على لوحة المفاتيح وهي تقول: "لا، وصلني ملف طارئ وعدت فورًا للعمل." "هل تناولتِ الطعام؟" "ليس بعد." "سآتي لآخذك للعشاء، ودعي العمل للغد، فالوقت تأخر"نظرت روان إلى الساعة أسفل شاشة الحاسوب: "حسنًا، أنا في المكتب، تعال مباشرة." "انتظريني، سأكون هناك خلال عشرين دقيقة." "حسنًا."أنهت الاتصال، واتكأت على الكرسي، شاردة في ملفات القضية أمامها.قضية سامر ليست معقدة، وفرصة الفوز كبيرة، لكن جهة عمله معروفة بالمماطلة ورفض دفع التعويضات.الإج
Read more

الفصل154

قادت روان سيارتها إلى مطعم قريب، تناولت شيئًا بسيطًا فقط لتسد جوعها، ثم عادت إلى المجمع السكني، وكانت الساعة قد قاربت العاشرة ليلًا.أوقفت سيارتها وضغطت زر المصعد، وحين وصلت إلى باب شقتها، وضعت إصبعها على جهاز البصمة وفتحت الباب، فإذا بصوت يناديها من خلفها:"روان."استدارت، فإذا به فهد.كان يرتدي معطفًا رماديًا داكنًا، ملامحه أنيقة، واقفًا بثبات تحت أضواء المدخل، وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة، يوحي مظهره وكأنه شخص وقور.تجهمت ملامح روان فور رؤيته:"فهد، ماذا تفعل هنا؟"لم يُجب، بل سألها بنبرة هادئة:"أين كنتِ اليوم؟ لماذا عدتِ متأخرة هكذا؟"قطبت حاجبيها:"وما شأنك أنت؟"رفع كتفيه باستهتار:"مجرد قلق عليك.""...لا داعي."قالتها بحزم، وهي تمضي نحو الداخل دون رغبة في إطالة الحديث.لكن صوته لحقها من الخلف:"روان… هل تعلمين أين ذهب حمدي الليلة؟"توقفت خطواتها.واصل فهد بنبرة مقصودة:"هو الآن مع سوسو."لم يفت عليه ملاحظة توقفها، فارتسمت على وجهه ابتسامة نصر."لم يخبرك، أليس كذلك؟ طبيعي… كيف سيعترف لك بأنه ذهب لرؤيتها؟"التفتت روان ونظرت إليه بثبات:"فهد، جئت الليلة فقط لتلقي عليّ هذه الترهات وتثي
Read more

الفصل155

لم تجرؤ روان على السماح لعقلها بالذهاب إلى هذا الاحتمال.قلبها ارتفع إلى حنجرتها، وأصابعها بدأت ترتجف قليلًا.لا… هذا مستحيل.حمدي لن يفعل ذلك أبدًا!لقد قال لها يومًا إن قلبه وعينيه لا ترى سوى هي فقط.لكن… ماذا عن تلك التسجيلات التي عرضها عليها فهد قبل قليل؟ كيف يمكن تفسيرها؟اختلطت مشاعرها، وفقدت توازن أفكارها.صمت فهد لبرهة، مانحًا عقلها مساحة كافية لتغرق في الظنون.ثم استأنف بصوت هادئ:"سوسو خطفت أختك الصغيرة، وحاولت قتلك، ولولا أن حمدي وقف في وجهها لكانت أجهزت عليكِ. لقد كادت أن تقتله! وبالمنطق، بعد كل ما فعلته، عائلة درويش لن تتركها تفلت من العقاب. لكن… فكري قليلًا، كيف لشخص في قبضة الشرطة أن يُختطف فجأة لمجرد أنها قالت إنها حامل؟"انعقد حاجبا روان، وضمت شفتيها بصمت.أردف فهد، وهو يحدق في عينيها:"لماذا لا تخمّنين… من والد الطفل الذي تحمله؟"كانت كلماته كالصاعقة، ضربت قلبها بعنف، فارتجف جسدها بلا سيطرة."اصمت!"قالتها بانفعال، ورفعت عينيها تحدق به بحدة:"كفّ عن افتراء الأكاذيب ونشر السموم! حمدي ليس مثلما تصفه! هو ليس مثلك! لا تحكم على الناس من قذارتك!"لمع في عيني فهد بريق جرح دا
Read more

الفصل156

عاد فهد إلى شقته الجديدة وهو شارد الذهن، فاقد الروح.تلك الشقة التي اشتراها حديثًا، والموجودة بجوار شقة روان مباشرة.دخل إلى الحمام، وفتح ماء الدش، وبدأ يغسل جسده مرة بعد مرة."روان… روان"كان يفرك جلده بعنف حتى احمرّت بشرته، والدموع تنهمر من عينيه مختلطة بماء الاستحمام."أنا لست قذرًا… إذا غسلت نفسي جيدًا، فلن أكون قذرًا… لا تكرهيني..."…عادت روان إلى غرفتها وهي غير قادرة على تهدئة أفكارها.التسجيل الذي شغّله فهد كان بوضوح صوت سوسو.هل يعقل أنها اختُطفت من تحت أنظار الشرطة؟ ولماذا لم يخبرها حمدي؟وذلك "الأمر العاجل" الذي قال إنه مضطر لمعالجته الليلة… هل له علاقة بسوسو فعلًا؟تقلبت في سريرها طويلًا، عاجزة عن النوم.بعد تردد، أمسكت هاتفها واتصلت بحمدي.ظل الهاتف يرن طويلًا دون رد حتى انقطع تلقائيًا.كانت هذه المرة الأولى التي لا يجيب فيها حمدي على اتصالها.زاد ذلك من اضطرابها.استلقت على السرير، وبدأت صور من الماضي القريب تعود إلى ذهنها.قبل أكثر من شهر، تذكرت كيف كانت نظرات سوسو لحمدي مليئة بالحرارة والوله.وتذكرت كيف، حين رأتهم معًا، رفعت سكينًا واندفعت نحوها محاولة قتلها.أي امرأة ي
Read more

الفصل157

في جهة حمدي.كان الرجل المكلّف بحراسة سوسو في القاعدة، قد باغتها بطعنة حادة قطعت حنجرتها، فسقطت جثة هامدة في الحال.لم تمضِ لحظات حتى تمكن بقية الحراس من السيطرة عليه، لكن قبل أن يصل حمدي، كان القاتل قد بدأ ينزف دمًا من أنفه وأذنيه وفمه، ومات في الحال.حين نزل حمدي إلى الطابق السفلي في القاعدة، كانت سوسو مغطاة بملاءة بيضاء، وتحتها بركة واسعة من الدماء.إلى جانبها، كان يرقد القاتل وسط دمائه، ولم يكن سوى أكرم، أحد رجاله المخلصين في القاعدة.وقف نايف، المسؤول عن القاعدة، بجانب حمدي، وصوته يرتجف:"سيدي، الليلة كان أكرم ومتين في الوردية. لا أعرف من الذي أمر أكرم، لكنه فجأة هاجم سوسو، طعنها في مقتل. حاول متين إيقافه، لكن كان الأوان قد فات."عقد حمدي حاجبيه وهو يحدق في تلك البقعة الكبيرة من الدم، وقال بصوت بارد لا يُقرأ فيه الغضب ولا الرضا:"هناك من أراد إسكاتها للأبد."مسح نايف العرق عن جبينه، ثم انحنى فجأة على ركبتيه:"سيدي، أنا أتحمل المسؤولية كاملة، عاقبني كما تشاء!"قال حمدي بهدوء:"الآن ابلّغ الشرطة."رفع نايف رأسه مترددًا:"لكن يا سيدي، التبليغ قد يجرّ علينا تهمة الاحتجاز غير القانوني.
Read more

الفصل158

أغلق حمدي الهاتف، بعدما تلاشت من عينيه تلك الرقة التي ظهرت وهو يكلم روان.وما إن أنهى المكالمة، حتى جاءه اتصال من نايف.ردّ بصوت بارد وجاف:"ماذا هناك؟"جاء صوت نايف متوترًا، وفيه ارتجاف واضح:"الأمر خطير يا سيدي اتصل رجالنا للتو من المستشفى، وأخبرونا أن والد سوسو ألقى بنفسه من سطح المبنى ومات. لا أظنها صدفة وأيضًا، من أرسلناهم للبحث عن والدة أكرم، عادوا بتقرير..."ضيّق حمدي عينيه، وصوته امتلأ بالبرودة:"تقرير ماذا؟""قالوا إنها كانت تشعل الفحم للتدفئة وتسممت بغاز أول أكسيد الكربون.""هل يمكن إنقاذها؟""حين وصل رجالنا، كانت قد فارقت الحياة."اشتعلت عيناه غضبًا، وصوته أصبح كحد السيف:"نايف، أمامك خمسة أيام لتكشف لي من يقف وراء هذا، وإلا فأنت تعرف تمامًا ما سيحدث.""حاضر، مفهوم يا سيدي."…في صباح اليوم التالي،استيقظت روان على صوت طرقات متواصلة على باب شقتها.في البداية، تسلل الصوت إلى أحلامها، لكنه ظل يتكرر حتى أدركت أنه في الحقيقة، لا في الحلم.فتحت عينيها بصعوبة، وتساءلت بغيظ:"من يطرق بابي في هذا الوقت المبكر؟"كانت قد نامت متأخرة بسبب انشغال بالها ليلة أمس، ولم تشبع من النوم بعد.
Read more

الفصل159

تجمدت روان لوهلة، ثم أسرعت في تغيير ملامح وجهها، فمسحت أثر الضيق، واستبدلته بابتسامة لطيفة، وكأنها لم تكن منفعلة قبل ثوانٍ:"أهلاً، حمدي، جئت!"ضيّق حمدي عينيه قليلًا:"قبل قليل، هل قلتِ فهد؟"أجابت بصراحة دون محاولة إخفاء:"نعم، فهد جاء يطرق الباب قبل قليل."وقعت عيناه على كيس الإفطار الموضوع بجانب الحائط، فانخفض جفناه وهو يسأل بنبرة يصعب قراءة مشاعرها:"أحضره لكِ؟""نعم، لا أدري ما الذي أصابه في هذا الصباح الباكر، كنت نائمة بعمق، وأصر على إزعاجي."كان الضيق والاشمئزاز واضحين في عينيها وهي تتحدث.سألها حمدي:"وكيف عرف عنوان شقتكِ ورقم الطابق؟"توقفت لثوانٍ، وكأن السؤال أيقظ شكًا بداخلها.حقًا هي لم تخبره من قبل بهذه التفاصيل، فكيف عرفها؟قالت ببطء:"لا أعرف."تجهم وجه حمدي:"لا تقلقي يا روان، سأعرف الحقيقة. والآن… دعيني أدخل."تنحت جانبًا لتفسح له الطريق.دخل حمدي وخلع معطفه الرمادي الفاخر من الكشمير، وعلّقه على الحامل القريب من الباب.انحنت روان لتخرج له حذاء رجالي منزلي، ووضعته عند قدميه.وأثناء تبديله للحذاء، سألت بنبرة متعمدة إظهار اللامبالاة:"بالمناسبة يا حمدي، البارحة قلت إن هن
Read more

الفصل160

الحقيقة الأقسى، التي لم يشأ حمدي أن يذكرها.هي أن سوسو قُتلت ذبحًا، في مشهد دموي بالغ البشاعة، وأن والدها المريض الذي لم يتعافَ بعد من علته، قُضي عليه بأوامر من العقل المدبر نفسه، ومعه أُعدم أيضًا أكرم، الأداة التي استُخدمت في القتل، وحتى والدته المسنّة لم تُستثنَ.حمدي، من موقعه، اعتاد رؤية مثل هذه الجوانب المظلمة، ويمكنه أن يتعامل معها ببرود.أما روان، فالأمر مختلف.هي طيبة بالفطرة، شديدة التعاطف، ولو سمعت بكل هذه التفاصيل لفقدت شهيتها للطعام أيّامًا.فوالد سوسو وأم أكرم، مهما كان الأمر، أبرياء لا ذنب لهم.ضمّها حمدي إلى صدره، وأسند ذقنه على عنقها،ثم أخذ نفسًا عميقًا وكأنه يتخلص من ثقل الأيام:"روان، مؤخرًا، مررت بأحداث كثيرة جعلتني دائمًا مشدود الأعصاب، وحدكِ القادرة على أن تجعليني أرتاح تمامًا."أغمض عينيه وهو يحتضنها أكثر:"عليكِ أن تحذري في هذه الفترة، أخشى أن يحاولوا الوصول إليكِ. سأضيف حارسين آخرين لمرافقتكِ، وتذكري… لا تخرجي أبدًا بدونهم."أجابت بصوت خافت، ورأسها مطمور في صدره:"حسنًا."ثم رفعت رأسها قليلًا، وفي عينيها قلق:"الأخ حمدي، هل لديك أي خيط عن هوية هؤلاء المجرمين؟"
Read more
PREV
1
...
1415161718
...
30
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status