Share

الفصل 637

Author: شاهيندا بدوي
تحوّلت أنظارهم كلّها إلى مصدر الصوت بهذه الصرخة.

وسمعوا حسيبة تقول إن مسلسلهنّ لا يمكن بثّه على القنوات التلفزيونية.

فأضعف ذلك ثقة الجميع كثيرًا.

وتبدّد مفعول الخمر عن سيرينا إلى حدّ كبير، فأقبلت مسرعة تقول: "حسيبة، ماذا يعني هذا؟ ألم يجتز المراجعة؟"

ساء وجه حسيبة وقالت: "يقولون إن موضوعنا مظلمٌ جدًّا، ولا يصلح للبث على القنوات الفضائية. حضّرنا لهذا وقتًا طويلًا، ولا يمكن أن يضيع سدى. لا، يجب أن أستوضح الأمر، وإلا فلن أرتاح!"

أكثر ما كانوا ينتظرونه هو تأثير عرض المسلسل.

وكانوا يعلّقون عليه الآمال.

أمّا الآن فقيل إنّه لا يمكن عرضه، وكأن دلوًا من الماء البارد سُكِب على رؤوسهم.

ولم يدروا كيف يستعيدون رباطة جأشهم.

"سأذهب معكِ."

وبالمقارنة مع ارتباكهم، بدت نور أهدأ؛ فقد حسبت حساب كلّ صعوبة.

ولم تصل الأمور بعد إلى هذا السوء؛ فالأمل ما زال قائمًا.

غير أنّ سقف توقّعات حسيبة كان عاليًا جدًّا.

وكذلك معاييرها لنفسها كانت مرتفعة.

فمنذ البداية كانت تتطلّع للبثّ التلفزيوني.

ظلّت حسيبة تعقد حاجبيها في الطريق، لأنّها تعلم أنّ نهضتهم تتوقّف على هذا المسلسل.

فإن تعذّر البثّ الفضائي فسيكو
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل642

    حدّق إيهاب ببرود قاتم وقال: "ما قصة جثث النساء تلك؟" ارتبك وجه رجل السكين وتجرع كأسًا دفعةً واحدة: "وكيف لي أن أعرف؟ أتظنني أنا من فعلها؟" قال إيهاب: "الفرعون لم يظهر بعد، والجميع ممنوعون من أي تحرّك متهوّر. هذا أمره، وأظنك تعرف العاقبة." ردّ: "والفرعون ليس داخل البلاد أصلًا." فقال إيهاب وقد لمح ما بين السطور: "إذًا أنت تعترف؟" ابتسم رجل السكين: "لا تقل هذا. لا دليل على أنني من فعل. لكن يا إيهاب، بعد هذه السنين معًا نحن ندان؛ ما إن جئت حتى فتحت عليّ باب الاتهام! أنا أستقبلك بأطيب الطعام والشراب، وأفكر حتى أن أُشركك بنصف ما بنيته هنا. أليس في توبيخك لي قلّة مروءة؟" سخر إيهاب ببرود: "أتريد خيانة التنظيم؟" تجمّد وجه رجل السكين: "ها أنت تُلبسني تهمة من جديد!" قال إيهاب: "لقد عدتَ لمهنتك القديمة؛ أفلا يُثير هذا الشك بأنك نصّبت نفسك سيّدًا على الجبل، وتستعدّ لخيانة التنظيم؟"كانت جثث النساء وحدها إشارة مُنذرة؛ فقد شرع رجل السكين يتاجر بالأعضاء من جديد. والفرعون لم يخرج بعد، ومع ذلك أثار هذا الرجل ضجّة تستدعي شكّ الشرطة. وإيهاب خارج السجن حديثًا، فسيكون أول من تُوجَّه إليه الشبهات، يل

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل641

    "حسنًا!" كان سمير ينتظر، يريد معرفة الموقع الدقيق لإيهاب. هذا الرجل اختفى فور خروجه من السجن! يمتلك قدرة عالية على مضادّة التتبع، ولم يظهر في مرمى الرصد طوال هذه المدة. رغم أن شهد لم تذكره قط، إلا أن صلتهما لا مفر منها، والوحيدة التي يمكن لإيهاب التواصل معها هي ابنته هذه. أما هوية شهد فحدّث ولا حرج. وصول "سمّ الفرعون" إلى يدها لا ينفصل عن إيهاب. عليه أن يعثر على إيهاب، وشهد هي الطُعم. في هذه اللحظة تمامًا، رنّ الهاتف من جديد. قال المتصل: "سيد سمير، هذا الرقم أصبح الآن غير مُفعّل، وآخر ظهور له كان في محل هاتف." كان سمير يتوقع ذلك. لكنه تمسّك بأملٍ ضئيل لعلّه يلتقط خيطًا. فلو أن إيهاب لم يبدّل الشريحة، لربما أمكن تتبّع موقعه. لكنه أدرك أيضًا أن إيهاب شديد التحفّظ لا يثق بأحد بسهولة، ولا بد من رمي طُعم ليظهر. كان الليل حالكًا. كان إيهاب يتجه نحو جهةٍ بعينها. كان مُتسلّحًا تسليحًا كاملًا، كأنه اندمج مع الظلام، يرمق المحيط بين حين وآخر ليتفحّص الوضع. وعلى خاصرته مسدس. ومعه خنجران للدفاع عن النفس. ولم يهدأ حذره إلا حين دخل مكانًا خفيًا تحيطه الأدغال من كل صوب. وفي عمق الغابة أضاءت الأن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل640

    وجّه المدير العام نظره نحو نور ومن معها، راغبًا في إنهاء هذا التوتر سريعًا. فتوقفت نور عن النظر إلى شهد، ولم تعد تتوقع أن تجد جوابًا لدى سمير. فهو الآن منحاز كليًا إلى شهد، وما الذي قد يعجز عن فعله بعد ذلك؟ غير أنّ تصرّف سمير هذا زاد الطين بلّة على طريقٍ كان عسيرًا أصلًا عليهن. دخلوا المكتب وأُغلِق الباب بإحكام. تمتمت شهد متذمّرة: "هي لا تريد لي أن أحيا بهدوء، إنها تلعنني!" ثم رمقت سمير بنظرة راضية: "حسنًا أنّك دافعت عني، وإلا لكنتُ تعرّضت للظلم." قال سمير: "هيا بنا، مسلسلُهنّ لن يُعرَض فضائيًا." كان سمير واثقًا من ذلك. ابتهجت شهد وقالت: "يا سمير، نظرك ثاقب فعلًا؛ أثرتَ ملاحظة واحدة فجعلتَهم يعجزون عن العرض الفضائي." لم يتكلم سمير. لكن شهد الغارقة في الحب واصلت الحديث معه: "بالمناسبة، تواصلتُ مع أبي، متى سنحظى بوقت لنتناول عشاءً معًا؟" ضيّق سمير عينيه قليلًا وقال: "متى؟" قالت: "لم نحدّد بعد، سأسأله من جديد." داخل مكتب الهيئة العامة. "سيدي المدير العام، أليس هناك أي احتمال للعرض الفضائي؟" سألت نور مجددًا. تردّد المدير العام وقال: "تعرفين أن تدقيقنا صارم، ومتطلبات العرض ا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 639

    لم يكن المدير العام يريد أن تتولّد بينهم ضغائن بسبب هذا الأمر، وكان ينوي أن يتحدث معهما على انفراد. قال المخرج ذلك صراحةً، فأحرج المديرَ العام قليلًا. فكّرت نور أن شهد قد تقول شيئًا من وراء الستار، وتدبّر بعض الحيل خفيةً. لكن لماذا تدخّل سمير بنفسه؟ ساورتها كثيرٌ من الشكوك، فقالت: "إذًا لدى السيد سمير اعتراضٌ على مسلسلنا." وأخيرًا وقعت نظرات سمير عليها. لكن نور وجدته غريبًا عنها؛ فبعد تلك الفرقة لم يعد سمير الذي تعرفه، بل صار سمير المنتمي إلى شهد. قال سمير ببرود: "الهيئة تُحكم قبضتها أكثر على الدراما العصرية؛ وأنواع العنف والانتقام لا تناسب العرض الفضائي أصلًا، فهي تؤثّر في منظومة قيم اليافعين." ثم مضى بكلامٍ يثبطهم: "لا ينبغي أن يقتصر هدفكم من التصوير على المتعة؛ ففئتكم المستهدفة تتضمن مراهقين غير ناضجين، وسيتأثرون بلا شك." قالت نور معترضة: "كيف ذلك! مسلسلنا ضدّ التنمّر المدرسي، وهو عملٌ إيجابي يحثّ على الطاقة الإيجابية. كيف تحوّل في كلامك إلى عمل مظلم؟ أتراكَ تتعمّد الاستهداف؟" أجاب بفتور: "لا حاجة للاستهداف؛ فلنكن واقعيين." قالت نور منفَعلة: "تقولها ببساطة، لكن كلمةٌ منك

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 638

    بعد انتظار نصف ساعة، انفتح باب مكتب الهيئة العامة. ما إن انفرج الباب شقًا ضيقًا حتى خُيِّل إليها أن في الداخل أشخاصًا. "سيدي المدير العام، لا بدّ أن أدعوك يومًا إلى عشاء يليق بك." قالتها شهد وابتسامتها تعلو وجهها: "كلماتك اليوم أفادتني كثيرًا، ويجب أن أشكرك حقًا." لم تكن لتفوّت أي فرصة للتقرّب من أصحاب النفوذ. "بالطبع، إن كانت الدعوة من قِبل سمير فسأحضر حتمًا!" دلّت هذه العبارة على أنه سيُراعي سمير ويجاملُه. صافح سمير المدير العام وقال بخفوت: "شهد تحت إدارتي فنيًا، وستكون هناك مواطن كثيرة تُظهر فيها قيمتها مستقبلًا." ضحك المدير العام مازحًا: "أهِي فنانة أم حبيبة؟ يا سمير، وتُخفي الأمر عني في هذا التوقيت؟ ما دمتَ تتدخّل بنفسك فأنا أفهم السبب." استحت شهد قليلًا لكنها قالت بثقة: "عينك ثاقبة يا سيدي المدير العام. يجب أن تحضر حين أتزوّج أنا وسمير!" وبينما تقول ذلك تشابكت بذراع سمير. "هذا مؤكد." ومضوا في الطريق إلى الخارج، وكان معهما مخرج مسلسل "عظم العفريت" أيضًا. "سيدي المدير العام، شهد مجتهدة فعلًا، وهي موهبة واعدة في التمثيل، ومستقبلها كبير!" بالغ المخرج في الإطراء. ابتسم ال

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل 637

    تحوّلت أنظارهم كلّها إلى مصدر الصوت بهذه الصرخة. وسمعوا حسيبة تقول إن مسلسلهنّ لا يمكن بثّه على القنوات التلفزيونية. فأضعف ذلك ثقة الجميع كثيرًا. وتبدّد مفعول الخمر عن سيرينا إلى حدّ كبير، فأقبلت مسرعة تقول: "حسيبة، ماذا يعني هذا؟ ألم يجتز المراجعة؟" ساء وجه حسيبة وقالت: "يقولون إن موضوعنا مظلمٌ جدًّا، ولا يصلح للبث على القنوات الفضائية. حضّرنا لهذا وقتًا طويلًا، ولا يمكن أن يضيع سدى. لا، يجب أن أستوضح الأمر، وإلا فلن أرتاح!" أكثر ما كانوا ينتظرونه هو تأثير عرض المسلسل. وكانوا يعلّقون عليه الآمال. أمّا الآن فقيل إنّه لا يمكن عرضه، وكأن دلوًا من الماء البارد سُكِب على رؤوسهم. ولم يدروا كيف يستعيدون رباطة جأشهم. "سأذهب معكِ." وبالمقارنة مع ارتباكهم، بدت نور أهدأ؛ فقد حسبت حساب كلّ صعوبة. ولم تصل الأمور بعد إلى هذا السوء؛ فالأمل ما زال قائمًا. غير أنّ سقف توقّعات حسيبة كان عاليًا جدًّا. وكذلك معاييرها لنفسها كانت مرتفعة. فمنذ البداية كانت تتطلّع للبثّ التلفزيوني. ظلّت حسيبة تعقد حاجبيها في الطريق، لأنّها تعلم أنّ نهضتهم تتوقّف على هذا المسلسل. فإن تعذّر البثّ الفضائي فسيكو

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status