Share

الفصل 2

Author: لان تشي مينغ
ماذا أفعل بعد علاقة ليلة واحدة واكتشفت أنه أستاذ في جامعتي؟

تجسدت عبارة "اليأس التام" حرفيا في حالة نورة الخوري في هذه اللحظة.

عندما خفضت سارة كريم المتحمسة رأسها، رأت نورة الخوري مستلقية بلا حياة، وكأن الروح قد خرجت من جسدها.

"يا نورة، ماذا حدث؟ تبدين كما لو أنك أكلت القذارة!"

لو كان الخيار بين الأمرين، لفضلت نورة الخوري حقا أن تأكل القذارة.

"سارة"، قالت نورة الخوري بصوت يائس وكاد أن يختنق من البكاء: "لقد انتهيت... لقد دمرت تماما."

"ماذا جرى؟" لم تفهم سارة كريم سبب ذعرها.

في هذه اللحظة، انبعث صوت رخيم من المنصة: "هدوء."

امتزج هذا الصوت مع صوت تلك الليلة، فانهارت آخر بقايا الأمل التي كانت تتشبث بها نورة الخوري تماما.

إنه هو حقا. على الرغم من أن صوته في تلك الليلة كان أكثر بحة وخشونة، إلا أن نورة الخوري كانت متأكدة أنها لم تخطئ السمع.

بمجرد أن نطق بكلمة "هدوء"، ساد الصمت الفوري في القاعة بأكملها، حتى أن صوت إبرة تسقط على الأرض كان سيكون مسموعا.

انتشر صوت الرجل الشجي عبر الميكروفون ليصل إلى كل ركن من أركان القاعة.

"دعوني أقدم نفسي. أنا خالد الرفاعي، بدءا من اليوم، سأكون مدرسكم لمادة التشريح."

"واو!"

"واو!"

بمجرد أن أنهى كلامه، انطلقت صرخات متتالية من الحماس.

لاااا!!!

في هذه اللحظة، أدركت نورة الخوري بوضوح شديد معنى مقولة "مشاعر البشر لا تتوافق".

خاصة عندما صرخت سارة كريم بحماس أكبر، وكادت أن تصاب نورة الخوري بالصمم من شدة صراخها.

أشار خالد الرفاعي على المنصة بحركة توقف، فساد الصف فجأة هدوء تام.

"بدون إطالة، في هذا الدرس سنتعرف بشكل مبسط على علم التشريح."

على الشاشة عرض بوربوينت، وقف خالد الرفاعي كشجرة سرو شتوية، منتصب القامة، متحليا بأناقة فطرية وثقة طبيعية.

"علم التشريح هو في المقام الأول دراسة البنية المورفولوجية لجسم الإنسان. من خلال الملاحظة بالعين المجردة والمجهر والتصوير، يكشف عن مورفولوجيا وموقع الأعضاء والأنسجة المختلفة في جسم الإنسان والعلاقات المتجاورة وأنماط نموها..."

صوته الهادئ والواضح يملأ القاعة، وكان كل طالب ينصت بتركيز أكبر مما كان عليه في مدرسة ثانوية.

باستثناء نورة الخوري.

طوال الحصة كانت تجلس وكأنها على جمر، لم تستطع استيعاب أي شيء من المحتوى الدراسي.

لاحظت سارة كريم حالتها، وهمست في أذنها: "ألديك بواسير؟ لماذا لا تستقرين في مكانك؟"

كم كانت كلماتها فظة.

كانت نورة الخوري منكمشة في مكانها لا تجرؤ حتى على رفع رأسها، وكان ظهرها يؤلمها من الانحناء، فقامت باستقامة لا إرادية.

ولكن عند رفع رأسها، وكأنه قدر محتوم، التقت نظراتها مع نظرات خالد الرفاعي على المنصة.

لحظة دوت رأس نورة الخوري.

في نفس الوقت، توقف خالد الرفاعي عن الشرح وهو ينظر مباشرة في اتجاهها.

"ما الأمر؟"

"ماذا حدث للأستاذ خالد الرفاعي؟"

انتشرت همهمات في القاعة.

شدت سارة كريم ملابس نورة الخوري وقالت بحذر: "أشعر أن الأستاذ خالد ينظر إليك."

أفاقت نورة الخوري وضحكت بخجل، وتظاهرت بالنظر إلى الخلف: "مستحيل، كيف يعقل هذا؟ لا بد أنه ينظر إلى الشخص الذي خلفي. هل ضبطوا وهم يحلمون في الصف؟"

تماوجت نظرات خالد الرفاعي على المنصة، وكانت هذه إحدى المرات النادرة التي يفقد فيها رباطة جأشه، لكنه استجاب بسرعة، وحول نظره وكأن شيئا لم يكن، واستمر في شرح الموضوع.

لا أحد يعلم أن مفاصل يده التي تمسك بقلم الليزر كانت بيضاء من شدة القبض.

هل تعرف عليها؟

ربما لا.

لم تكن نورة الخوري متأكدة.

في نفس الوقت، كانت تتمنى بأمل يائس أن الأستاذ خالد لم يتذكرها على الإطلاق.

أرجوك، أرجوك، يا إلهي.

وضعت نورة الخوري يديها معا متوسلة السماء، عندما سمعت صوت خالد الرفاعي يعلو من على المنصة.

"إذن، الفتاة الموجودة في الصف الثالث من الأخير، الخامسة من اليمين، التي ترتدي السترة الرمادية، يرجى إجابة على السؤال الذي طرحته للتو."

كانت التوجيهات دقيقة للغاية، مثل π المحدد بعدد لا يحصى من المنازل العشرية.

نظرت نورة الخوري بحيرة إلى الأعين التي التفت نحوها دفعة واحدة.

ثم رفعت رأسها لتصطدم بنظرة الأستاذ خالد الرفاعي الغامقة.

هل فات الأوان لخلع سترتها الرمادية الآن؟

وقفت على أقدامها في ذهول.

ابتسم الأستاذ خالد بوداعة وهو يقول: "أجيبي على السؤال الذي طرحته للتو."

لم تكن نورة الخوري تعرف ما هو السؤال، فقد كانت خارج السياق منذ بداية الحصة وحتى الآن.

كان عقلها فارغا تماما: "أي... أي سؤال؟"

امتزج ضحكات خافتة من المحيط.

بدا أن خالد الرفاعي يتمتع بصبر كبير: "طريقة التلوين الأكثر شيوعا للعينات المضمنة بالبارافين، والتي شرحتها منذ دقائق."

خفضت نورة الخوري عينيها طالبة النجدة من سارة كريم، التي لم تجرؤ على إصدار صوت وحركت شفتيها محاولة نقل الإجابة.

لكن لم تستطع نورة الخوري فهم شيء على الإطلاق.

قالت نورة الخوري بوجه كئيب: "لا أعرف."

نظر إليها خالد الرفاعي بهدوء: "ما اسمك؟"

انتهى الأمر... انتهى.

شكت نورة الخوري أن دعوته للإجابة كان مجرد ذريعة، وأن السؤال عن اسمها هو الهدف الحقيقي.

كاد الاسم المستعار "نور الحرية" يندفع خارجا، لكنها لم تكن تمتلك الجرأة، فاضطرت إلى الإجابة بصعوبة: "نورة الخوري."

تألقت عينا خالد الرفاعي: "الطالبة نورة الخوري، أليس كذلك؟"

لم تجرؤ نورة الخوري على مواجهة نظره على الإطلاق، وشعرت بقشعريرة تتخلل رأسها.

"شرودك في حصتي الأولى، تعالي إلى مكتبي بعد انتهاء الحصة."

داخليا، كانت دموع نورة الخوري تنهمر.

"حسنا، يا أستاذ خالد."

عادت نورة الخوري أخيرا إلى مقعدها، وهي تشعر بإحساس خافت بالموت يغلفها.

"لا تخافي يا نورة، الأستاذ خالد يبدو لطيفا جدا، ولن يفعل بك شيئا على الإطلاق." قالت سارة كريم بصوت منخفض محاولة مواساتها.

لم تتحرك نورة الخوري ولا بوصة.

ها، لطيف؟ لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق في الفراش.

"بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الذهاب إلى مكتب الأستاذ خالد والتفاعل معه أكثر. لقد استحققت ذلك."

كل من يريد هذه الفرصة يمكنه أخذها، هي على أي حال لا تريدها أبدا.

أخيرا انتهت المحاضرة الخانقة، وخرج خالد الرفاعي من القاعة.

امتلأت القاعة فورا بالضجة، الجميع يتناقشون حول وسامة الأستاذ الجديد وكيف أن صوته رائع.

في السابق، كانت نورة الخوري ستنضم إليهم.

لكنها الآن لا تستطيع الابتسام على الإطلاق.

"سارة"، أمسكت نورة الخوري بيد سارة كريم وقالت بلهجة جادة: "إذا حدث لي أي مكروه، تذكرين أن تحرقي لي نهاية ((ون بيس))."

بعد أن قالت ذلك، استدارت ومشيت بعيدا بحزن درامي.

نظرت سارة كريم إلى ظهرها مندهشة.

إنه فقط لقاء مع الأستاذ.

لماذا يشعرها ذلك وكأنها ذاهبة إلى مصيرها ولا عودة.

الأستاذ على الأكثر سيوبخها بجملتين، هو لن يأكلها.

وقفت نورة الخوري متوترة عند باب المكتب، ترفع يدها لتطرق ثم تخفضها.

بعد تكرار هذا عدة مرات، عززت عزمها.

على أي حال، المصير واحد، الموت المبكر قد يعني حياة جديدة مبكرة.

إضافة إلى ذلك، طالما أنها تصر على الإنكار، فليس لدى خالد الرفاعي دليل يثبت أنها كانت تلك الفتاة في تلك الليلة.

أخذت نفسا عميقا وطرقت الباب.

سرعان ما سمع صوت خالد الرفاعي الهادئ من الداخل.

"تفضل بالدخول."

مع دفع نورة الخوري للباب، تسارعت دقات قلبها خارج السيطرة.

Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (3)
goodnovel comment avatar
يوسفي الصديق
ليست فكرة جيدة
goodnovel comment avatar
يوسفي الصديق
لماذا استخدام الاسماء العربية
goodnovel comment avatar
Hadeel Maher
جميل جدا قد جزبنيييييييييييي القصة ممتعة لي الغاااااااااااااااااااية
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 370

    احمر وجهها، ومدت يديها لتدفعه بعيدا."لا تتحركي."أخذ خالد نفسا عميقا، والنار في عينيه كأنها ستلتهمها.كادت دموع نورة أن تذرف، قائلة بمزاج مكسور: "أنت من يجب ألا يتحرك."بالرغم من أنها تحب ممارسة هذا الأمر مع خالد، لكن قدرته على التحمل قوية، وكلما صرخت بأنها لا تستطيع، يزداد حماسه، ولا تدري من هو "العجوز" حقا.ضغط خالد ببصمة إصبعه على شفتها السفلى."هل ستنادينني بالأب العجوز؟"هزت نورة رأسها كالمرجحة."هل تريدين أن ينتهي هذا مبكرا؟"أومأت نورة برأسها بسرعة."ماذا يجب أن تنادينني؟"لم تتردد نورة تقريبا."زوجي.""زوجي.""زوجي."صوت ناعم كمواء القطة، مع رعشة خفيفة.تحركت تفاحة آدم خالد، وصوته أجش: "قريبا."في هذه الليلة، اكتسبت نورة فهما جديدا لكلمة "قريبا"، وأدركت لأول مرة بوضوح أن كلام الرجال على السرير كله كذب.في اليوم التالي، وبساقين متعبتين، وصلت إلى القسم، وسألها زميلها بفضول: "الطبيبة نورة، ماذا حدث لساقيك؟"شعرت نورة بالحرج على الفور، وأسرعت تلوح بيديها: "لا شيء، لا شيء."تحملت الألم بجهد، ومشت بشكل طبيعي لتجنب أن يلاحظ الآخرون أي شيء غير عادي.عندما دخلت المكتب، وجدت أن ضياء هو

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 369

    تذكر خالد شيئا: "قلت للتو إن سماعتك الطبية تحطمت، كيف تحطمت؟"عندما سمعت نورة هذا، تجنبت نظراته، وتلعثمت في الكلام.خالد، بما أنه كان كذلك، أدرك على الفور أنها كانت تخفي شيئا عنه."قولي الحقيقة."كلمتان قصيرتان جعلتا نورة تشعر وكأنها تحت التعذيب.همست: "أهل المريض الذي توفي البارحة جاءوا إلى القسم وأثاروا مشكلة، حدث بعض الجدال، ودست على السماعة الطبية فتحطمت."تصلب فك خالد بشكل ملحوظ: "هل أصبت بأذى؟""فقط...أصابعي بها كدمات بسيطة،" مدت نورة يدها ببطء: "سقطت السماعة الطبية على الأرض، حاولت التقاطها، فدست على أصابعي معها."تثبتت نظرات خالد عندما رأى الكدمات على أطراف أصابعها، فمد يده وأمسك بيدها ووضعها قرب شفتيه لينفخ عليها برفق.شعرت نورة ببعض الذهول من حركته، حتى أنها تستطيع تخيل كيف كان يعزي أنيسة."هاتان اليدان مخصصتان لعلاج المرضى وإنقاذ الأرواح، كيف يمكنك التصرف بهذه الطريقة." كان صوت خالد يحمل عدم موافقة."عندما رأيت السماعة الطبية تسقط على الأرض، حاولت التقاطها تلقائيا، لم أفكر كثيرا في ذلك الوقت.""يمكن شراء سماعة طبية جديدة، لكن ماذا لو آذيت يدك؟"كانت نورة متقبلة لخطئها جيدا،

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 368

    تجمدت للحظة، ثم نظرت نحو خالد.كانت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه، ونظراته تبدو موافقة."سماعة طبية؟" تألقت عينا نورة قليلا: "لي؟"ابتسم خالد: "بخلافك، لمن يمكن أن أهديها؟"مدت نورة يدها على الفور.كانت تعلم أن السماعة الطبية المفقودة لن تعود، حتى لو اشترت واحدة مماثلة جديدة، لن تحل محل المعنى الذي تمثله لها تلك السماعة.ما أسعدها حقا هو أن خالد دائما يهتم بمشاعرها، فعندما علم بفقدان سماعتها الطبية، لم يهدئ مشاعرها بكلمات رومانسية جميلة فحسب، بل اشترى أيضا سماعة طبية جديدة.الأفعال غالبا ما تكون أكثر تأثيرا من الكلمات.شعرت نورة أن ندمها يمتلئ تدريجيا.فتحت الصندوق، كانت سماعة طبية جديدة موضوعة بداخله، لمستها نورة بأطراف أصابعها، وشعرت ببرودة الملمس."ظننت أنك ستشتري نفس النوع السابق." قالت نورة."خالد رقم ١ رافقك كل هذه السنوات وأكمل مهمته، الآن سيصحبك خالد رقم ٢، وقد يكون هناك في المستقبل خالد رقم ٣، خالد رقم ٤..."استغرقت نورة لحظة حتى استوعبت، ولم تستطع كتم ضحكتها.وبينما كانت تضحك، أصبحت عيناها رطبتين قليلا، فمدت ذراعيها واحتضنته، وضغطت خدها على صدره."كيف يمكنك أن تكون بهذا اللطف.

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 367

    كانت شخصيته أنيقة ومهذبة، وبعد أن شعر بنظراته الموجهة نحوه، واجهه بنظرة صريحة لبضع ثوان ثم حولها بهدوء.في هذه اللحظة، أشار صاحب المحل إلى اتجاه: "السماعات الطبية هناك، اختارا بأنفسكما.""شكرا لك." أجاب خالد وذهب نحو الاتجاه الذي أشار إليه الصاحب.بالمقابل، أخرج ضياء هاتفه، ووجد صورة وعرضها أمام الصاحب: "يا سيدي، هل لديكم في المحل هذا النوع من السماعات الطبية؟"كانت الصورة لنورة، هذه الصورة وجدها في مجموعة الدردشة. في السابق، قدم مريض راية شكر لنورة، وللأغراض الدعائية، التقط القسم صورة لها مع المريض وهي تحمل الراية. في الصورة، كانت نورة قد انتهت للتو من العمل، وعلى عنقها كانت تتدلى تلك السماعة الطبية.كبر الصاحب الصورة ونظر إليها بعناية: "نعم، سأحضرها لك."تنفس ضياء الصعداء عند سماع ذلك.في هذه الأثناء، اختار خالد بعناية سماعة طبية وأعادها إلى المنضدة، وكان الصاحب يغلفها ويتحدث مع الرجل الآخر."هل تلك الصورة هي لحبيبتك؟ هل هذه هدية لها؟"تمايلت نظرات ضياء، وبعد فترة قال: "لا.""إذا لم تكن حبيبتك، فهي التي تريد خطبها؟ يجب أن تبذل جهدا أكبر."لم ينكر ضياء.اتجهت نظرات خالد نحو السماعة ال

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 366

    عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع، يصبح نديم خبيرا في الحديث. قال بحماس: "قبل بضعة أيام، عندما تسلقنا الجبل مع أستاذكم خالد وزوجته، كدت أفقد بصري من شدة الحب، كان الأستاذ خالد وزوجته لا يفترقان، حتى أنه كان يفتح غطاء الزجاجة ويسقيها بنفسه. وكانت حقيبته مليئة بالأشياء خشية أن تجوع زوجته، يا للروعة، حتى أنه أحضر مروحة وقدم خدمة الترويح.""واو." كان تعبير الطلاب جميعا مذهولا.لم يكترث خالد لتعليقاتهم، وفتح باب المختبر وغادر.كان الليل قد حل، وأصبحت السماء بنية داكنة، ويبدو أن هناك ضوءا خافتا في الأفق.في هذه اللحظة، اهتز هاتفه، وعندما أخرجه وجد أن المتصل هو نورة.انحنت شفتاه، وكان صوته حنونا جدا وهو يرد على المكالمة: "نورة، سأغادر الآن من الجامعة، انتظريني قليلا.""الأستاذ خالد."كان هناك صوت رياح عاصف في الهاتف، وصوت نورة المكتئب وصل بوضوح إلى أذنيه.تثبتت نظرات خالد: "ماذا حدث؟""إذا أخطأت، لا تغضب مني." كان صوتها ضعيفا.كانت متكئة على حاجز الشرفة، تنظر إلى الزحام في الشارع بالأسفل، والرياح الليلية تعصف بها."متى غضبت منك؟" كان صوت خالد صافيا.فكرت نورة مليا، ويبدو أنه لم يحدث بالفعل.لما

  • الزوجة الدامعة تـذوب فـي أحـضـان الأسـتـاذ   الفصل 365

    بمجرد وصول نورة إلى محطة النفايات ورؤيتها عشرات الأكياس من القمامة، شعرت بيأس لحظي. همت بالتقدم إلى الأمام، لكن يدا من الخلف أمسكت بذراعها بقوة."نورة، هل فقدت عقلك؟ ماذا تريدين أن تفعلي؟" جاء صوت ضياء."ماذا يمكنني أن أفعل؟" هزت نورة ذراعها من يده، وعيناها الغاضبتان تحدقان به: "بالطبع سأبحث عن شيئي."بدا ضياء غير مصدق لتصرفها، ففي ذاكرته كانت شخصية نورة دائما عقلانية."دعينا لا نتحدث عن إمكانية العثور عليها بين كل هذه القمامة، أنت تعلمين أكثر من أي شخص كم هذه النفايات قذرة، هل تريدين الإصابة بعدوى؟""وهل هذا من شأنك؟" صرخت نورة في وجهه.كان جسدها يرتجف، ربما من الغضب، أو ربما لسبب آخر.كان ضياء غاضبا أيضا، لكن عند رؤيته نورة بهذا الشكل، خمد غضبه. قال بعبوس: "إنها مجرد سماعة طبية، على أسوأ تقدير، سأشتري لك واحدة مماثلة."نبرته كانت دائما متعالية، وكأنه لا يهتم بأمور الآخرين، ويتصرف بأمورهم بحرية معتقدا أنه محق."من يحتاج إلى ما تشتريه."اسود وجه ضياء على الفور."نورة، لم أرم سماعتك الطبية عمدا، رأيتها محطمة، وقدمت لك سماعتي بلطف، لا ترفضي معروفا."وجدت نورة ذلك مضحكا: "أجل، لذا يجب أن

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status