Share

الفصل 0343

Author: مو ليان تشينغ
نظرت ورد إلى جليل بلطفه وحنانه، وشعرت بدفء يملأ قلبها.

فكرت، لو أنها التقت بجليل في وقت أبكر، كم كان ذلك سيكون رائعا.

لكن، لا وجود لـ "لو" في هذا العالم، بل فقط للنتائج والعواقب.

الآن، لا يمكنها سوى أن تقدر من أمامها، وأن تحيا مع جليل بكل ما أوتيت من حب.

بعد الانتهاء من التسوق، عادا إلى المنزل، وذهب جليل إلى المطبخ ليعد الطعام.

جلست ورد على الأريكة في غرفة المعيشة، وهي تنظر إلى جليل وهو يعمل في المطبخ، وشعرت بسعادة غامرة.

فكرت في نفسها، أن تحيا حياة بسيطة وهادئة مع جليل، أمر جميل بالفعل.

عاد سليم إلى المنزل، ورأى الغرفة الخاوية، فشعر بقلق وانزعاج شديد.

تذكر أنه عندما كانت ورد بجانبه، كان المنزل دائما نظيفا ومرتبا.

أما الآن، فالبيت بارد وكئيب، يخلو من أي حياة.

جلس سليم على الأريكة، ولأول مرة بدأ يشكك في حالته الراهنة.

بدأ يتساءل، هل كان اختياره أن يكون مع جميلة صحيحا أم خاطئا؟

في مآدب الخمر والمجاملات المتبادلة، كان سليم يتعامل مع الجميع بسلاسة، مبتسما ابتسامة مهذبة، بينما في داخله كان يشعر بنفاد الصبر.

"سيدي سليم، نرجو أن تولي هذا المشروع اهتمامك!"

رجل في منتصف العمر، ذو بطن بارز، اقتر
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0375

    كان صدره يعلو ويهبط بشدة، وأنفاسه متسارعة، والغضب والشعور بالهزيمة يكادان يلتهمانه من الداخل.استدار فجأة وغادر القاعة بخطوات غاضبة، تاركا جميلة واقفة وحدها في مكانها، كأنها تاهت في زحام العالم.وقفت ورد على المنصة وألقت كلمة موجزة بعد الفوز، شكرت فيها لجنة التحكيم وفريق عملها، ثم نزلت من المنصة وسط تهاني الحضور.أخرجت هاتفها، واتصلت بجليل.سرعان ما أجيب الاتصال، وجاءها صوت جليل اللطيف من الطرف الآخر: "حبيبتي، كيف جرى الأمر؟ هل أعلنت النتيجة؟"جاء صوت ورد مشبعا بالفرح والحماسة التي لا يمكن إخفاؤها: "جليل، لقد نجحت! فزنا بالمناقصة! مجموعة الورد التكنولوجية حصلت على مشروع مجموعة الفخم!"وبدا صوت جليل من الطرف الآخر مفعما بالفرحة والرضا: "حقا؟ هذا رائع! كنت واثقا أنك ستنجحين! مبروك يا حبيبتي ورد، تعبك لم يذهب هباء!"ارتسمت ابتسامة سعادة عريضة على وجه ورد، وشعرت بسيل من الفرح يغمر قلبها: "شكرا لك، جليل… لو لا دعمك وتشجيعك في هذه الفترة، لما وصلت إلى هذه النتيجة بهذه السلاسة."قال جليل برقة: "كيف تودين الاحتفال الليلة؟ حجزت مطعما لنحتفل بك."ضحكت ورد وقالت: "فكرة ممتازة، ولكن هذه الليلة الع

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0374

    تواضع ورد وثقتها بنفسها أكسباها مجددا إعجاب الحاضرين.كل من في القاعة أصبح يشعر بإعجاب وتوقع كبير تجاه هذه الرئيسة الشابة والناجحة.كان سليم واقفا على الهامش، يراقب بصمت وبرود مشهد التفاف الجميع حول ورد، وقلبه كأنه وضع في قارورة من التوابل؛ مزيج مرير من الغيرة، والخذلان، والحنق، والمرارة.أدرك حينها أن الهزيمة هذه المرة قد تكون حقيقية. والأسوأ، أن من انتصر عليه هي المرأة التي طالما احتقرها ولم يأبه بها.هذا الإدراك أشعل داخله شعورا بالهزيمة والمهانة لم يعرف له مثيلا من قبل.حتى جميلة بدأت تلاحظ تغير الأجواء داخل القاعة.سمعت كلمات المديح تنهال على ورد، ورأت نظرات التقدير من الجميع، فبدأ القلق يتسلل إلى أعماقها.أمسكت بذراع سليم بشدة وهمست بصوت يرتجف: "سليم… ماذا سنفعل؟ يبدو أن ورد… يبدو أنها ستفوز فعلا."لكن سليم ظل صامتا، ووجهه يزداد سوادا وكآبة.فكلام جميلة لم يكن إلا الحقيقة. أداء ورد فاق كل توقعاته، بل جعله يشعر بالعجز الكامل أمامها.ومع نهاية الجولة الثانية من العروض، بدأت معالم النصر تتضح شيئا فشيئا.أما الإعلان الرسمي عن النتيجة، فتم تحديده لاجتماع مغلق لاحقا.وبات جو القاعة أكث

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0373

    ومع ذلك، بالمقارنة مع ورد، بدا عرض سليم تقليديا إلى حد ما، يفتقر إلى الإبداع والتميز.وعلاوة على ذلك، لم يكن أداؤه في الإجابة عن أسئلة لجنة التحكيم بالمستوى المطلوب؛ ففي عدة مرات، عجز عن الرد تماما، بل وظهرت بعض الثغرات والأخطاء الواضحة في إجاباته.ولم يبد المحكمون في الصفوف السفلية اهتماما كبيرا بعرض سليم، بل إن بعضهم بدأ يتصفح عروض شركات أخرى أثناء حديثه، ما يدل على عدم رضاهم عما يقدمه.وكان سليم قد أدرك جيدا إخفاقه.استطاع أن يلمس تغير موقف لجنة التحكيم، كما لاحظ نظرات السخرية والشماتة التي لم يخفها ممثلو بعض الشركات الأخرى.هذا الفارق الشاسع بين التوقعات والواقع ملأ قلب سليم بالإحباط والغضب.كان يظن أنه سيحسم هذه الجولة كما اعتاد، بانتصار سهل وساحق على جميع منافسيه.لكن الواقع صفعه مجددا، وبقوة أشد من أي وقت مضى.لقد أدى ظهور ورد إلى إرباك خطته بالكامل، وزرع في قلبه شعورا بالخطر لم يسبق أن شعر به من قبل.أما جميلة، فلما رأت سليم يتعثر على المنصة، دب في قلبها القلق والفوضى.كانت تظن أنه ما دام سليم هو من يقود، فإن هذه الجولة ستكون مضمونة بلا شك.لكنها الآن بدأت تشعر أن الأمور لا تسي

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0372

    بدأ سليم يشعر بازدياد الضيق والانزعاج في صدره.المرأة التي كان يدوس عليها في الماضي، أصبحت اليوم في مكانة لا يمكنه حتى الوصول إليها، وهذا الأمر وجه ضربة قاسية إلى كبريائه المتغطرس.أما جميلة الجالسة بجانب سليم، فقد لاحظت بحدة التغير الذي طرأ عليه.لاحظت أنه منذ لحظة صعود ورد إلى المنصة، وسليم لم يحول بصره عنها، ينظر إليها بعينين مليئتين بالتعقيد، ووجه تغشاه الكآبة.دق جرس الإنذار في قلب جميلة على الفور.لا بد أن سليم عاد يفكر في ورد دون أن يستطيع السيطرة على نفسه.قالت جميلة بلهجة مصطنعة من الخفة، وفي نبرتها شيء من الاختبار: "عزيزي سليم، يبدو أن أداء الآنسة ورد اليوم كان فعلا مميزا."كانت تحاول أن تخفي قلقها الداخلي من خلال مدح ورد، كما أرادت أن تراقب رد فعل سليم عن كثب.وما إن سمع سليم كلامها حتى عبس وجهه، وازدادت تجاعيد القلق على جبينه.رمق جميلة بنظرة باردة، وقال بنبرة غير راضية: "وماذا في ذلك؟ كلام منمق لجذب الأنظار ليس أكثر."لم تكن جميلة تتوقع أن يكون رد فعله بهذه الحدة، فتجمدت قليلا، ولم تعد قادرة على الحفاظ على ابتسامتها المصطنعة.كانت تظن أن مدحها لورد قد يخفف من التوتر، لكن ا

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0371

    غمرت الحماسة أعضاء فريق ورد، فتبادلوا التصفيق بالأيدي، وارتسمت على وجوههم ابتسامات عريضة مفعمة بالفرح والانتصار.وقفت ورد على المنصة، مبتسمة للحضور، ملامحها هادئة ووقورة، وكأن ما حدث لم يكن سوى نتيجة متوقعة بالنسبة لها.وانزلقت عيناها بلا قصد نحو سليم بين الحضور، لترسم على شفتيها ابتسامة خفيفة تحمل معاني عميقة.لكن التصدر في الجولة الأولى لم يكن سوى تفوق مؤقت، إذ سرعان ما خمدت الضوضاء في القاعة، لتطفو أجواء مشحونة بالترقب والتوتر.وبينما استمر ممثلو الشركات في تبادل المجاملات والابتسامات، كانت أعينهم أكثر حذرا وتفحصا لمنافسيهم.فالجميع كان يدرك أن المواجهة الحقيقية لم تبدأ بعد.وبعد استراحة قصيرة، انطلقت المرحلة الأهم من المناقصة: جولة الأسئلة والأجوبة.في هذه الجولة، لا يقتصر التقييم على جودة الخطط، بل يمتد ليختبر سرعة البديهة، ودقة قراءة السوق، وقوة الحضور.عادت ورد مع فريقها إلى القاعة، وابتسامة ثقة تزين محياها، وعيناها تشعان بصفاء وطمأنينة، وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ البداية.جلست بهدوء في مقعدها المخصص للإجابة."رئيسة ورد، ما الضمانات التي تقدمونها لاستقرار وأمان التقنية الم

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0370

    كانت النار تغلي في صدر جميلة، وكادت تندفع لتواجه ورد وتجادلها وجها لوجه، لكن شيئا من عقلها كبح جماح اندفاعها.فقد كانت تدرك أن الأهم اليوم هو المناقصة، لا الدخول في مشادة مع ورد.قال سليم أخيرا بصوت بارد خال من المشاعر: "رئيسة ورد، لقد أسأت الظن. حبيبتي جميلة لطالما امتلكت أسلوبها الخاص."حاول أن يحفظ لها بعضا من كرامتها، لكن كلماته بدت واهية، أقرب إلى تبرير مكشوف لا يقنع أحدا.فاكتفت ورد بإلقاء نظرة سريعة نحوه، في عينيها امتهان وازدراء.ولم ترد أن تضيع وقتها معه، فتقدمت بخطوات واثقة ترافقها فريقها ودخلت القاعة.أما جميلة، فقد تابعت بصرها إلى ظهر ورد وفريقها وهم يغادرون، وملامحها متجهمة تكاد تنضح سوادا.كانت تعض على أسنانها بقوة حتى غاصت أظافرها في كفها، وقلبها ممتلئ بالغضب والمرارة."ورد… انتظري، اليوم سأجعلك تدفعين الثمن!" قالت في سرها.أحس سليم بانفعالها، فربت برفق على يدها وقال خافتا: "لا تبالي بها، هيا ندخل."أخذت جميلة نفسا عميقا، وحاولت تهدئة نفسها، ثم رسمت ابتسامة مصطنعة على وجهها وهي تتشبث بذراع سليم ودخلا معا القاعة.وبدأت جلسة المناقصة رسميا.توالى ممثلو الشركات على الصعود إ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status