共有

الفصل 8

作者: الغابة العميقة

ضحك أدهم جمال وهو ممسك بالمقود بكلتا يديه، وقال:

"ما الأمر؟ هل تريدين أن تعدّي الأيام التي ستقضينها معي أيضًا؟"

شرحت دانية يوسف:

"ليس هذا ما أقصده… فقط أريد ترتيب أموري والتخطيط لوقتي."

كانت قد أرسلت سيرتها الذاتية إلى شركة النجم للتكنولوجيا قبل أيام، وقد ردّ عليها المدير بنفسه، وأخبرها إنها تستطيع الالتحاق بالعمل في أي وقت.

الآن نحن في أوائل مايو، وهي تنوي إنهاء إجراءات الاستقالة هذا الشهر، ثم الالتحاق بالعمل الجديد الشهر المقبل… لذلك لا يمكن لأدهم جمال أن يؤخّرها طويلًا.

فقال أدهم جمال:

"شهر… أو أكثر قليلًا."

شهر أو نحو ذلك… هذا وقت يكفيها للتواصل مع الشركة.

فقالت:

"حسنًا."

لم تمضِ دقائق حتى وصلا إلى الشركة. رمى أدهم جمال مفاتيح السيارة لمدير الأمن، ودخلا المبنى معًا.

"هل جاء الرئيس أدهم اليوم مع الرئيسة دانية؟"

"لم أتوقع أن يأتيا معًا… هل سيبدأ الرئيس أدهم حملة علاقات عامة جديدة؟"

"صباح الخير رئيس أدهم. صباح الخير رئيسة دانية."

"صباح الخير جميعًا."

اكتفت دانية يوسف بهزّ رأسها ردًا على التحية، بينما ردّ أدهم جمال بنظرات مقتضبة ويداه في جيبيه.

لكن ظهورهما معًا… أثار ضجّة كبيرة.

الهمسات انتشرت في كل مكان.

بل بدأ البعض يراهن: هل هما يتظاهران بالانسجام؟ أم أن المشاعر بدأت تنمو بينهما؟

وكانت أغلب الرهانات على أنهما يتظاهران فقط.

خرجت دانية يوسف من مكتب أحد نوّاب المدير وهي تحمل ملفّين قرب الحادية عشرة، وفجأة سمعت صوتًا أمامها:

"دانية."

رفعت رأسها، فرأت حورية أيمن، فقالت بأدب:

"أهلًا… أخت حورية."

اقتربت حورية أيمن بابتسامة عريضة وقالت:

"أحضرتُ لك بعض الحلويات، وضعتها على مكتبك."

قالت دانية يوسف:

"شكرًا لكِ، لكن لا داعي لكل هذه المجاملة في المستقبل."

رفعت حورية أيمن يدها وأعادت خصلة من شعر دانية يوسف خلف أذنها وهي تقول:

"بيننا مجاملة؟ كيف ذلك؟"

وعندما أنزلت يدها، لاحظت دانية يوسف خاتمًا من البلاتين في إصبعها البنصر.

تصميم بسيط يناسب الرجال والنساء… وكأنها رأته من قبل.

وبينما تفكر في الخاتم… خرج أدهم جمال من مكتبه.

"أدهم."

نادته حورية أيمن مبتسمة، ونظرت دانية يوسف نحوه بشكل لا إرادي…

ثم نظرت تحديدًا إلى يده اليسرى.

نعم… لقد رأت الخاتم نفسه على إصبع أدهم جمال سابقًا.

لذلك بدا مألوفًا للغاية.

كانا يرتديان خاتمين متطابقين… خاتم زوجين.

تذكّرت كيف أنها هي وأدهم جمال حين تزوجا… لم يشترِ لها أي شيء.

حتى خاتم الزواج لم تحصل عليه.

ولم تُقَم لهما أي حفلة زفاف؛ فقط نشرت مجموعة الصفوة إعلانًا بتسلّمها منصبها.

وبينما غرقت في تلك الذكريات، عاد صوت حورية أيمن يخترق تفكيرها:

"دانية، أنا وأدهم علينا الذهاب الى إحدى الجهات الحكومية، سنسبقكِ. اعتنِ بعملك."

استعادت دانية يوسف وعيها، وأفسحت لهما الطريق:

"حسنًا."

مرّ أدهم جمال إلى جوارها دون أن يلقي عليها سوى نظرة عابرة باردة…

وكأن الشخص الذي كان معها الليلة الماضية بكل ذلك القرب… لم يكن هو.

وأثناء مرورهما، قالت حورية أيمن بعتاب منخفض لأدهم جمال:

"أدهم، دانية في النهاية… قد كبرَت معنا، اصطحبها معك في المشاريع الكبيرة القادمة."

فردّ باستهانة:

"هي تعرف وضعها الصحي، فلا تتدخلي كثيرًا."

نظرت دانية يوسف إلى ظهريهما يبتعدان…

وكان زوج الخواتم يلمع بحدة جارحة.

……

عادت دانية يوسف إلى البيت عند المساء، لكن لم يعد أدهم جمال.

تناولت العشاء مع يسرى العوضي فقط.

وبينما كانت يسرى العوضي تحمل صحنها بجدّية، سألتها مباشرة:

"قولي لي الحقيقة يا دانية… إلى أيّ حدّ وصلت علاقتكِ بأدهم؟ ثلاث سنوات زواج… هل لمسكِ أصلًا خلال كل هذا الوقت؟"

لقد ظلت تفكر منذ مدة:

ربما لو رزق الاثنان بطفل… لاستقام أدهم جمال قليلًا.

この本を無料で読み続ける
コードをスキャンしてアプリをダウンロード

最新チャプター

  • حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء   الفصل 30

    كانت عائلة جمال ذات مكانة عالية، بينما كان جدّ دانية يوسف في الأصل مجرد سائق عند جدّ أدهم.ورغم أنه عمل بجد طوال عمره وادّخر شيئًا لحفيدته…إلا أن الفارق بين العائلتين كان كبيرًا منذ البداية.لهذا عندما نصح أدهم جمال بالطلاق، لم يقل الجدّ كلمة واحدة دفاعًا عن حفيدته، ولم يُحمِّلها شيئًا…بل أخذ كل المسؤولية على نفسه، وقال إنه لم يُحسن تربيتها بما يكفي.فقد أدرك أن المسألة لم تعد مسألة "من المخطئ".بل المهم الآن… ألّا يستمرّ الطفلان (كما يراهما) في إيذاء بعضهما.أن يصل الأمر إلى الطلاق…هذا ما لم يتوقعه أدهم جمال نهائيًا من الجدّ.استمع أدهم جمال لكلمات الجدّ، ولم يشعر إلا بأن هذا التوبيخ الذاتي من الجدّ… إهانة له هو.فمشاكل الزواج… كان هو سببها كلها.ومهما كان الزواج قد تمّ بإجباره… إلا أنه بالفعل لم يؤدِّ يومًا واجبه كزوج.ظلّ ينظر إلى الجدّ دون حركة.وحين توقّف الجد عن الكلام، ابتسم أدهم جمال ابتسامة خفيفة وقال:"جدي، أمورنا سنتعامل أنا ودانية معًا.أنت صحتك ليست جيدة… فلا تشغل بالك ولا تقلق."مهما كانت طباعه، إلا أنه يعرف حدود الأدب مع الكبار.حتى لو كان قاسيًا على دانية يوسف…لا يم

  • حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء   الفصل 29

    لا يعرف كيف حدث… لكن برودة دانية يوسف وابتعادها عنه كانا يضايقانه هو.هي لم تكن هكذا من قبل.كانت تنتظر بعينين ممتلئتين كل مرة يعود فيها إلى الفيلا.اليوم… هو الذي يجلس في الممر ينتظر.بينما هي لم تعد تريده حتى أن ينظر إليها.جلس طويلًا في الممر، ثم التفت من جديد نحو باب غرفة الجد.حدّق قليلًا… ثم نهض وعاد إلى الداخل.عندما دخل، وجد دانية يوسف جالسة في مكانها، ممسكة بيد الجد.فتح الباب وكأن شيئًا لم يحدث، وجلس على نفس المقعد كما قبل.…في الأيام التالية، بقي الجد في المستشفى للمراقبة.تركت دانية يوسف عملها مؤقتًا وبقيت بجانبه طوال الوقت.أما أدهم جمال، فجاء يوميًا تقريبًا:يحادث الجد، يلاعبه الشطرنج، ويجلس معه طويلًا.وذلك جعل الجد سعيدًا جدًا.لكن دانية يوسف…كانت تتعامل معه باحترام، نعم، لكنها بقيت رسمية، بعيدة، ليست كما كانت من قبل.لم تعد تنظر إليه كما كانت، ولم تعد تهتم بأفعاله كما كانت.ظهر كل شيء بوضوح… حتى الجد لاحظ.…ذلك العصر، بينما كان الجد جالسًا مسندًا ظهره، سأل دانية يوسف وهو يراقب تصرفاتها:"دانية، رأيتك هذه الأيام لا تكادين تلتفتين لأدهم، وتزدادين مجاملةً له… هل حدث شي

  • حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء   الفصل 28

    دفعت دانية يوسف الكرسي قليلًا وهي تنهض بسرعة، ونظرت إلى أدهم جمال بدهشة صادقة:"كيف… كيف جئت إلى هنا؟"لم يخطر ببالها على الإطلاق أنه سيأتي.فهي لم تخبره شيئًا عن مرض جدّها.كانت يدا أدهم جمال في جيبي بنطاله، ونظرته فاترة أمام ردّة فعلها.فهو قبل دقائق فقط تلقّى اتصالًا من إيهاب نبيل، يخبره بأن جدّ دانية يوسف أغمي عليه بعد الظهر وأنه الآن في المستشفى.وما إن سمع الخبر… حتى تغيّر وجهه فورًا.لم يكن يعلم.لم يخبره أحد.الجميع عرف…الجميع جاء لزيارة الجد…إلا هو.وكان الوحيد الذي تلقّى الخبر من شخص خارج العائلة.لم يكن مزاجه جيدًا.نظرت دانية يوسف إلى الجد، ثم عادت إليه تقول بهدوء:"جدي بخير، أفاق بعد الظهر، وأنهى كل الفحوص. الآن نائم فقط، فلا تقلق. يمكنك العودة لمتابعة عملك."هي تعرف أنه لن يقلق على الجد… كلامها مجرد مجاملة واجبة.أما وجهه فكان محمّرًا بنفاد الصبر، لا شك أنه مستاء ممن أخبره، ومستاء لأنه اضطر لترك حورية أيمن ليأتي.لا بأس.فليعد إليها بسرعة.لو استيقظ الجد ورآه غير راغب أصلًا بالحضور… سيؤلم ذلك قلبه أكثر.دخل الغرفة، ورمى نظرة خفيفة على دانية يوسف، وقال ببرود:"إنه منتصف

  • حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء   الفصل 27

    كان هيثم جمال يخرج بين الحين والآخر ليردّ على مكالمات ترده من الخارج.أما عند سرير المريض، فكانت دانية يوسف تمسك بيد جدّها، وفي الوقت نفسه تنظر نحو باب الغرفة، ترى هيثم واقفًا في الخارج يتحدث بهدوء…وهذا وحده ملأ قلبها امتنانًا له.…مع حلول المساء، حضرت صفية جمال ويسرى العوضي، وكذلك جمال ربيع.عائلة جمال كبيرة، بينما عائلة يوسف قليلة الأفراد، وأصدقاؤها ليسوا كُثُر، لذلك لم يأتِ أحد لزيارته سوى أفراد عائلة جمال.ومع أن الجميع حضر…فإن أدهم جمال ظلّ غائبًا… ولم يظهر حتى الآن.وعند التاسعة تقريبًا، ولمّا رأت دانية يوسف أن هيثم بقي بجانبها كل هذا الوقت، قالت له بنبرة لطيفة:"أخي الأكبر هيثم، جدي هنا معي… عد للبيت لترتاح قليلًا."كانت تتحدث بأدب، وقد نام الجد بالفعل.فقال هيثم:"حسنًا، سأعود أولًا. وإن حدث أي شيء فاتصلي بي فورًا.""نعم." أومأت دانية يوسف.رافقت هيثم حتى مصعد المستشفى، وكانت تفكر في إنزاله إلى الطابق الأرضي، لكنه قال:"إلى هنا يكفي. عودي الآن، جَدُّك وضعه مستقر، فلا تقلقي.ارتاحي أنتِ أيضًا الليلة."هزّت رأسها بخضوع ولطف:"حسنًا."صعد المصعد، وظلت تنظر إليه حتى اختفى، قبل أ

  • حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء   الفصل 26

    كانت دانية يوسف ما تزال مستديرة بظهرها نحو أدهم جمال، فأطلقت نفسًا طويلًا وهادئًا.وبعد صمت قصير، قالت:"لا، أعرف أنك قلتها من شدة الانفعال."مع أن الكلمة المهينة كانت تُوجَّه إليها، ومع أن الإحراج كان من نصيبها…هي التي تُطمئنه الآن.أعاد أدهم جمال سدّادة الأذن إلى موضعها… فعاد الصمت بينهما.…ومضت الأيام التالية كما كانت دائمًا، باهتة وباردة.كان أدهم جمال يعود إلى المنزل كل يوم، لكن أحاديثهما ظلت قليلة، مُقتضبة، بلا حرارة.…في عصر ذلك اليوم، كانت دانية يوسف قد أنهت اجتماعًا وعادت إلى مكتبها، حين تلقّت اتصالًا من الخالة آمنة.قالت الخالة بصوت قلق:"آنسة… السيد الكبير في المستشفى. أنهى الفحوص قبل قليل. إن انتهى دوامك فتعالي تريه."في الطرف الآخر، انتفضت دانية يوسف في لحظة:"جدي في المستشفى؟! لماذا لم تخبروني فورًا؟!"لم يعد شيء قادرًا على إثارة رد فعل قوي منها… إلا ما يتعلق بجدّها.قالت الخالة:"منعنا السيد الكبير… قال إنّه لا يريد التأثير على عملك."تنهدت دانية يوسف بعجز.أي عمل يمكن أن يكون أهم من جدّها؟لم تُطل الحديث، وأغلقت الخط، وانطلقت بسيارتها إلى المستشفى.…وحين وصلت، كان ا

  • حبٌّ يخرج عن السيطرة، وقلبٌ يتوسل البقاء   الفصل 25

    قالت دانية يوسف إنّها "تعرف"، لكنّها قضت الطريق كلّه عائدةً من البيت القديم بلا روح.استندت بضعف إلى المقعد، وذراعاها تعانقان نفسها بخفة، ورأسها مائل على مسند الكرسي، وعيناها شاحبتان تحدقان في الخارج.لا ضوء فيهما.متعبة.قلبها منهك.كان أدهم جمال يلمحها من المرآة بين الحين والآخر، يراها صامتة، تحدق في الفراغ… ومع ذلك لم يبادر بالكلام.حقًا كانت مجرد كلمات جاءت في لحظة غضب… لكنه يعرف أنها جرحتها.رنّ هاتفه عدة مرات في المقعد الأمامي، وردّ على عدة مكالمات، دون أن تنتبه هي.لم تلتفت، لم تتحرك، فقط واصلت النظر إلى النافذة.حتى توقفت السيارة في فناء المنزل، وحتى فتح لها أدهم جمال باب السيارة، عندها فقط انتبهت فجأة.أمسكت أشياءها بسرعة، وقالت بأدب:"شكرًا."ثم أضافت بلطف خافت:"يبدو أنك لا تزال مشغولًا… سأدخل قبلك."وقالت ذلك قبل أن تنتظر جوابه، واستدارت ودخلت المنزل مباشرة.وقف أدهم جمال ممسكًا بباب السيارة، ينظر إلى ظهرها وهي تبتعد.ولم يتحرك إلا بعد أن دخلت المنزل، فعاد إلى مقعد السائق، وأغلق الباب، وأدار المحرك وغادر.…عادت دانية يوسف إلى غرفة النوم في الطابق العلوي، وبعد أن تأكدت أن أ

続きを読む
無料で面白い小説を探して読んでみましょう
GoodNovel アプリで人気小説に無料で!お好きな本をダウンロードして、いつでもどこでも読みましょう!
アプリで無料で本を読む
コードをスキャンしてアプリで読む
DMCA.com Protection Status