Home / الرومانسية / طرقنا تفترق بعد الزواج / الفصل 6 لا بد أن تهديني عريس

Share

الفصل 6 لا بد أن تهديني عريس

Author: رنا الخالد
"مساعدة سارة، هل تدركين حقًا ما أصبحتِ عليه؟"

حينما جلسوا لتجربة فساتين الزفاف، خلعَت نورة قناع البراءة الذي طالما ارتدته، وأظهرت وجهها الحقيقي أمام سارة.

شعرت سارة ببرود في قلبها، وأجابت بلا مبالاة: "نورة، أنتِ تركتِ مراد حين كان في أسوأ حالاته، والآن بعد أن استعاد قوته، فهل تعتقدين أنكِ تستحقينه؟"

ابتسمت نورة بثقة وبتعجرف: "هو يحبني، وسيتزوجني، أما أنتِ فلم تستحقيه رغم كل ما قدمته."

لم تجب سارة، بل سألت بصوت ثابت: "لماذا تقولين لي هذا؟"

قالت نورة بحزم: "لا أريد أن أراكِ بعد الزفاف".

ضحكت سارة ضحكة حادة وقالت: "لمَ لا تخبرين مراد بنفسك؟"

حدقت بها نورة بعينين مليئتين بالاحتقار: "هل ما زلتِ تأملين أن يحبك مراد؟"

كان الجواب واضحًا بالنسبة لسارة: انتهى كل شيء حين خلع مراد خاتمها وألبسه لنورة.

قالت سارة وهي تغادر غرفة تبديل الملابس: "فستانك جميل يا سيدة نورة، ستكونين متألقة يوم زفافك."

كان مراد قد ارتدى بدلة العريس الداكنة التي أظهرت وسامته وطول قامته، ونظارته الأنيقة بلا إطار زادت من هيبته، تمامًا كما كان في ذاك اللقاء الأول الذي لم تنسَه سارة.

كانت حينها تتساءل: هل يوجد رجل بهذا الجمال حقًا؟

واليوم، ما زالت وسامته تزداد، وعيناه تخطفان الأبصار كما كانا من قبل.

لكن لو عاد بها الزمن، لابتعدت عنه منذ البداية ولم تدخل في تلك اللعبة.

اقترب منها وأشار إلى الفساتين قائلًا: "اختاري أي واحدٍ يعجبك."

ردّت بسخرية: "هل أختار لأسرق الأنظار يوم عرسكما؟ لن أكون طفلة."

ثم قالت بتحدٍّ: "مراد، هل ستهديني عريسًا مع فستان الزفاف أيضًا؟"

تحوّل وجهه فجأة، وسألها: "ماذا تعنين؟"

ابتسمت وقالت: "أصبحت أرغب في الزواج فجأةً."

رد مراد قائلًا: "سارة، هل تفعلين ذلك عمدًا؟ لقد قلت لكِ..." لكن قبل أن ينهي كلامه، فُتح باب غرفة القياس، وظهرت نورة مرتدية فستان زفاف فخم بثمن باهظ بقيمة مئة ألف، مما أظهرها في غاية الجمال.

وقفت سارة مذهولة، فقد تخيلت في يومٍ ما أن ترتدي مثل هذا الفستان الأبيض وتقف بجانب مراد، لكن الأحلام تبقى مجرد أوهام، سرعان ما تنكسر.

نظرت نورة إلى مراد بعيني فتاة بريئة ورومانسية، وقالت: "مراد، هل أبدو جميلة؟"

فأجابها مراد بنفس الكلمات التي كان يقولها لسارة سابقًا: "نعم، نورة، أنتِ الأجمل."

يقال إن الأوراق لا تذبل بين ليلة وضحاها، ولا يبرد قلب إنسان فجأة. هذه الحقيقة كانت واضحة تمامًا في حالة سارة.

كل تصرف من مراد، وكل كلمة قالها، كانت تقتل شيئًا من أملها فيه.

قالت نورة، وهي تقترب لتسحب سارة: "سارة، أترين كم أنا جميلة؟ اختاري فستانًا بسرعة، حتى يهديك مراد واحدًا يوم زفافك."

فجأة، شعرت سارة بوخزٍ حاد في ذراعها، كأن إبرة غرزت فيها، فدفعت يد نورة بلا وعي.

مع صرخة نورة المفزعة، سقطت سارة إلى الوراء، لكنها أمسكت بنورة لتسقط معها.

"نورة!" نادى مراد بصوتٍ صارخ، واندفع نحوهما.

تمكن من الإمساك بنورة، أما سارة فسقطت بلا رحمة على الأرض الصلبة.

ارتطم رأسها بالأرض، واجتاح صدى صوت الاصطدام المكان.

بدأت رأسها تدور بشدة، وأعادها سؤال نورة الأخير إلى ذهنها: "هل ما زلت تأملين أن يحبك مراد؟"

كانت الإجابة واضحة وحاسمة، لا مفر منها.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • طرقنا تفترق بعد الزواج   الفصل 180 هو من لم يحمها جيدًا

    "ماذا سأقول؟""أسأله: هل تتألم؟""أم ماذا؟"لم تعرف سارة؛ لأول مرة تشعر بهذا معه.ارتباك وحَيرة جعلاها غير طبيعية، حتى إنها لم تجرؤ على التحديق في عينيه.إحساس مزعج ومحرِج؛ لذلك بدت خطواتها نحوه ثقيلة."أين أصبتِ؟"سبقها بشير بالكلام قبل أن ترتّب كلماتها.لا يليق أن تسمي خدشها جرحًا أمام جرحه: "أنا بخير".قال وهو يرفع يده المصابة، فانعقد جبينه من الألم: "تعالي، دعيني أرى".فزعت فقبضت على يده: "لا تتحرّك".قبض على يدها: "إن لم أتحرّك لا تطيعيني؛ سابقًا كنتِ تعاندين وتجادلين، والآن لا تسمعين لي".نبرة شكوى كاملة."أنا حقًا بخير"; ورفعت رأسها: "انظر، مجرد خدش صغير في الجبهة".تأمّل: "عكس ندبتي تمامًا؛ أنا اليسار وأنتِ اليمين. أليست ندبة زوجية؟"صمتت؛ أول مرة تسمع هذا. قالت لتطمئنه: "لن تترك أثرًا".قال وهو يمسح نظره على جسدها: "ولو تركت، لا أمانع. هل هناك جروح في أماكن أخرى؟"قالت: "لا"، ورفعت كمّيها: "انظر".بشرتها بيضاء ناعمة؛ لو أُصيبت فعلًا لكان مُوجِعًا.قال بلا سياق: "جميلة".فهمت مزاحه لرفع شعورها بالذنب؛ فلم تسأله: هل يؤلم؟ فذلك تحصيل حاصل.لحظة دخولها كان حاجباه معقودين، وإن ارتخ

  • طرقنا تفترق بعد الزواج   الفصل 179 الدين هو حياتها

    "يا بشير، لو تأخرت بضع ثوانٍ لكنت ميتًا، هل تعرف ذلك؟"من داخل غرفة المستشفى وصل توبيخ سامي إلى الخارج.أُصيب بشير وهو ينقذ سارة؛ جرحٌ يمتد من كتفه الأيمن إلى ساعده، عمقه يقارب سنتيمترين.أما سارة، الضحية، فأصابتها خدوش طفيفة فقط؛ وبحسب آمنة لو تأخر الطبيب قليلًا لالتأمت تلقائيًا."حتى لو مت، لا يمكنني أن أقف وأرى زوجتي تحترق أمامي."أراد سامي أن يقول شيئًا، فقال بشير: "أنت حقًا بارع؛ تكتفي بالصراخ وأنت تراني أكاد أحترق حيًّا، ولا تتقدّم للمساعدة.""لا.. أنا... أنا..." حاول سامي التبرير، لكن هذه هي الحقيقة.حين رأى المشهد آنذاك ارتخت ساقاه، فلم يستطع الركض."أنا مدين لك بحياتي مرة أخرى." ورفع يده فلطم وجهه.رمقه بشير: "دع عنك التمثيل؛ أنت منذ الصغر إذا رأيت نارًا تبولتَ في سروالك، ألا أعرفك؟ ثم إنني كنتُ أُنقذ زوجتي؛ لو ذهبتَ أنت، فكيف سيبدو موقفي؟"فهم سامي أنه يواسيه، واحمرّت عيناه: "يا بشير، لقد أخطأت... أنا...""إن قلتَ هذا مجددًا فاخرج!" غلّظ بشير صوت قائلًا:. "لو كنتُ ألومك حقًا لما قلتُ ما قلت. وإذا كنت تشعر فعلًا بالذنب، فابحث عن الفاعل وعاقبه."مسح سامي أنفه: " سأجده ، حتى ولو

  • طرقنا تفترق بعد الزواج   الفصل 178 لا تخافي

    "هاها!"ضحكت شرين: "إذًا، ما تظنين هدفي؟"على عكس بهجتها، برُدت ملامح سارة: "مهما كان قصدك يا زوجة أخي، شأن العاطفة لا يتدخل فيه ثالث.""صحيح، تجاوزت الحد، آسفة، ويبدو أن عشاء الليل اليوم لن يتم، هذه الدعوة في ذمتي، أُعوّضك لاحقًا، وداعًا."غادرت شرين، فنظرت سارة إلى الرجلين غير البعيدين ثم همّت بالمغادرة.قال سامي وهو يلحق بها: "يا زوجة أخي، ألا تنتظرين بشير؟"قالت ببرود: "لماذا أنتظره؟" فمسّ سامي أنفه حرجًا.قال: "أنتما زوجان"، وتذكّر ما سمعه ذاك اليوم فقهقه بخبث: "وأصبح الأمر حقيقة واقعة."قطبت سارة ونظرت جانبًا: "ماذا؟"سعل سامي على عجل: "سأنادي بشير، انتظريه قليلًا."راقبت ركضه بعيدًا، وتفكرت في عبارة "حقيقة واقعة..."حين أدركت الخطر كانت سيارتها محاصرة من اليسار واليمين، المرة السابقة كان نبيل الزامل، أما هذه المرة فلا تدري من.في هذه الأيام المليئة بالحوادث أيقنت أنها في مأزق غير عادي، لكنها لم تفزع، تماسكت واتصلت ببشير."يا زوجتي..."أنا محاصرة بعدة سيارات...""أنا خلفكِ، لا تخافي..." وبحديثه سمعت سارة هدير محركه.أرادت قول شيء، لكن فجأة ارتجت السيارة بعنف، ثم دارت بها الدنيا..

  • طرقنا تفترق بعد الزواج   الفصل 177 دائمًا ما يحب أخذ ما يخص الآخرين

    "هذا الحصان ليس جيدًا، سأهديكِ لاحقًا حصانًا أفضل!"على ظهر الحصان، كان بشير يقود سارة في جولة ممتعة وهو يتذمّر.ما هذا، يستفيد ثم يتذمّرهدأ اضطراب سارة قليلًا، لكنها غضبت: "يا بشير، قد لا تُبالي بحياتك، أما أنا فما زلت أريد أن أعيش"."لن أدعكِ تُصابين بسوء." اعترف بأنه خاطر توًا، لكنه يعرف أنه مع مهارتها لن تسقط ولو ارتفع الحصان نصف متر آخر.ثم إنه لم يقترب إلا وهو واثق."وماذا عنك أنت؟" سألت بنفاد صبر.ما إن أنهت حتى ضمّها أقرب؛ أنفاسه الحارّة على عنقها: "أوه، اتضح أنكِ قلقة عليّ".سارة: "...…"قادها شوطين، فأوقفته. ذهبت هي وشرين لتبديل الملابس، فيما تقدّم بشير بفرسه بتمهّل إلى زاهر: "يبدو أن السيد الزامل متفرّغ هذه الأيام".لم يُجب زاهر، فأردف بشير: "وتظهر كثيرًا أمام زوجتي".قال زاهر القليل المصيب: "هل السيد راشد غير واثق من نفسه؟"رفرف قميص بشير في الريح: "أذواقُ السيد الزامل متوارثة... دائمًا يحب أخذ ما يخصّ الآخرين".رفع زاهر عينيه؛ تلاقى الطرفان بنظرة عالية: "ماذا؟ هل أخطأتُ في شيء؟"سبق أن حدثت فضيحة لعائلة الزامل؛ أُخفيت، لكن تسرّب بعضُها.تحرّكت تيارات صامتة؛ حتى الخيول أحس

  • طرقنا تفترق بعد الزواج   الفصل 176 بشير، ابتعد!

    حينها تلقّى مالك النسخةَ عالية الدقّة من الفيديو والصور، وقدّمها متزلّفًا: "يا بشير، تفضّل النسخة عالية الدقّة".سبق سامي عيد بشيرَ بخطوة وأمال رأسه نحو الشاشة؛ لمح شيئًا مرّ كلمح البصر، لكنه التقطه بعينه الحادّة: "لماذا ذهب أهلُ الزامل أيضًا؟".لم يخطئ سامي؛ كان المضمار الذي تهيمن عليه سارة وشرين قد أضيفت إليه الآن هيئةُ رجل.فرسٌ بنّيّ يلمع كلّه؛ حتى ليلُ الساحة لا يحجب بريقه. كان الرجل بسترة ركوب سوداء وسروال أبيض، وسيمٌ جدًا؛ انحنى على ظهر الفرس، وساقاه تضغطان بطنه وهو يطوي المضمار.المشهد لا يشبه مضمارًا ضيّقًا؛ كأنه سهلٌ فسيحٌ بلا نهاية.كانت سارة وشرين في ذروة التنافس؛ جذبتهما الصورة، فتبادلتَا نظرةً سريعة، وشدّتا الفرس بين الساقين، وواصلتا الرهان.حين وصل بشير وسامي كانت الخيول الثلاثة تجري كالسهم في المضمار، كأنها تتنازع السيادة.تمتم سامي ساخرًا: "الرجل النبيل لا ينازل امرأة؛ لماذا يتسابق زاهر مع امرأتين؟".ثبّت بشير، المخضلّ بعتمة الليل، نظرَه على سارة؛ ثوبُ الركوب الملتصق أبرز قوامها وخطّ خصرها. ولإحكام السيطرة على الفرس انحنت للأمام، فبان خطّ الخصر والورك كاملًا.لأول مرة

  • طرقنا تفترق بعد الزواج   الفصل 175 ثنائي الجمال والقوة

    "ماذا؟"نظرت سارة إلى شرين ناصر، فنظرت الأخيرة إليها، وقالت: "ألا تشعرين؟ أم أنه لم يفعل ما يكفي؟"مرّ شريط خاطف أمام عيني سارة.قالت شرين: "نشأتُ معه، حتى حركاته أفهمها، يخدع غيري ولا يخدعني."وأضافت: "بشير راشد عقلاني منذ صغره، لا يقع في الحب بسهولة، وإذا أحبّ مضى في حبه حتى الموت."ثم قالت: "سارة، هو يستحق أن تُحبّيه، ولولا أُلفتنا لما أعطيتُ أحدًا غيري فرصة"، وضحكت.ربما لهذا تحالفها الدنيا؛ فالسماء تميل لمن يضحكن.سألتها سارة: "أتعرِفين ليان؟"تجمدت شرين: "من؟"دهشت سارة؛ ألم يكرا معًا، فكيف إذًا لا تعرفها؟قالت شرين: "تقصدين الشائعة؟ لا تهتمّي، كلها كاذبة."ثم فتحت باب السيارة: "اذهبي أنتِ، سأمرّ على مضمار السباق."وقبل أن تصعد سألت: "لن تذهبي حقًا؟"بدا أن شرين لا تريد أن تقضي الليلة لوحدها، فغمغمت سارة: "بما أنكِ صديقة طفولته، سأرافقك."ضحكت شرين: "شكرًا لكِ يا زوجة الأخ."كان المضمار ليلًا هادئًا، وبدّلتا إلى لباس الفروسية، فقالت: "نتسابق جولتين؟"قالت سارة: "حسنًا."قالت شرين: "الخاسرة تدفع مأكولات الليل المتأخرة."بما أنها رافقتها، فترافقها للنهاية، وأومأت سارة.امرأتان جميل

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status